علي أحمد البغلي

 وصلتني طرفة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي (وتس أب) تقول: «وين يقولون فرنسا بلد الحريات؟! تشيل جنطة تقليد سجن وغرامة.. تشيل بس!.. إحنا الحمد لله: جناسي مزورة.. شهادات مزورة.. دكتوراه مزورة.. هويات مزورة.. والأمور ماشية وطيبة، محد انسجن ولا أحد تغرم.. بالعكس مزور الجنسية ضابط.. مزورو الشهادات لهم بدلات.. مزورو الأسماء.. آخر حرية وأنت رايح». (انتهى)


وقد ضحكت فعلاً من صميم قلبي، فهذه هي فعلاً حالنا، ذلك أني رأيت بأم عيني في إحدى نقاط الجمارك الفرنسية، المفتش يوقف سيدة شرق آسيوية تحمل شنطة ماركة فرنسية شهيرة مزورة!.. لكن هناك في الكويت تعايشنا مع كل ما هو مزور ومخالف للقانون، يكفينا مزدوجو الجنسية، حاملو أو «حالبو» جنسيتنا لا فرق، وأغلب الجهات المعنية عمك أصمخ، لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم.. وقد كان عدد هؤلاء بعد التحرير، والعدد قرأته في جريدة رصينة (الشرق الأوسط) كان يجاوز 140 ألفاً، فما هو العدد الذي وصل إليه هؤلاء، الآن أراهن أنه تضاعف عدة مرات ولا حياة لمن تنادي!
رأينا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حدثاً يقود سيارته بطريقة جنونية في إحدى المناطق الخارجية، فيطارده شرطي دورية، فيصدم سيارته ليلحق به الشرطي إلى منزله، حيث يختبئ فيفاجأ الشرطي ودورية الإسناد بعشرات الشباب من جماعة ذلك الشاب، يمنعون الشرطة من الوصول إلى منزله، فتطلق الشرطة النار في الهواء، فيتفرق هؤلاء الخارجون على القانون. الخبر الذي أتانا فيما بعد أن الشرطة حجزت عدداً من هؤلاء، فتبين أنهم مزدوجو الجنسية، لتفرج عنهم الداخلية بواسطة (كالعادة) فيما بعد… وتحتجز الشرطي بدلاً منهم؟!
***
متمنياً ألا يصح الجزء الأخير من الحكاية السوداء، لأن الجزء الأول شاهدناه بالصوت والصورة، لكن تعالوا إلى كلمة سواء، فهذه المظاهر، وذلك العنف في مواجهة رجال الأمن غريب علينا، ودخيل على عاداتنا، فنحن عندما كنا بعمر أولئك الأشقياء تعاركنا مع بعض بحذف الصخور أو بقبضات اليد، وكان أخطر سلاح نستخدمه هو العصاية. فمن أين أتتنا تلك الكمية المهولة من العنف؟! والمتمعن يدرك تماماً أنها ثقافة عنيفة ليست من طباعنا. حسبنا الله ونعم الوكيل على من بلانا بتلك الظواهر، وعلى من يغض ويغمض النظر عنها ويتركها من دون معالجة بتجاهله تطبيق القانون!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.