عبدالمحسن حمادة 

إن حزب الله ميليشيا إيرانية في لبنان قالها نصر الله بكل صراحة إن رواتبه ومأكله وسلاحه كلها تأتي من جمهورية إيران الإسلامية. وقد يعني هذا اعترافا بمن يدفع له الأموال. وكان هذا التصريح أحد الأسباب التي أشعلت الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية. لقد أصبح حزب الله ذراعا إيرانية في لبنان يخوض الحروب في سوريا ولبنان واليمن والعراق لتحقيق مخططات حكومة طهران في المنطقة. لا يوجد في دول العالم حزب سياسي مسلح يريد أن يفرض هيمنته بقوة السلاح. السلاح يجب أن يكون حكرا في يد جيش الدولة، جيش عقيدته الدفاع عن أرض الوطن والشعب ودستور الدولة وقوانينها. وعلى هذا الأساس يجب أن ننظر إلى سلاح حزب الله على اعتبار أنه سلاح يريد أن يفرض سلطة دولة أجنبية على القرار اللبناني.


وفي ضوء ما تقدم سننظر إلى الاعتداء الذي تعرض له الصحافي علي الأمين في 21 / 4 / 2018 وهو المرشح للانتخابات النيابية التي ستجرى في لبنان الشهر القادم ضمن قائمة «شبعتا حكي» وهي القائمة المنافسة للائحة «الأمل والوفاء» وهي القائمة التي تضم تحالف أمل وحزب الله. ورشح الأمين نفسه في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية بنت جبيل حاصبيا شبعا) ولم يكن الأمين غريبا عن الدائرة بل هو ابن الجنوب وسليل عائلة تاريخية، والده محمد الأمين مفتي صيدا وعالم من علماء الشيعة الأفاضل. أراد علي الأمين أن ينبه اللبنانيين إلى خطورة السياسة التي ينتهجها حزب الله على عروبة لبنان وحريته واقتصاده. أراد الأمين أن يعبر عن آرائه من خلال ترشحه للانتخابات اللبنانية وضمن نطاق الحرية التي يمنحها قانون الانتخابات للمرشحين. فقام بتعليق صوره والشعارات التي يؤمن بها والتي يأمل أن يحققها في حال فوزه. أراد أن يناقش تلك الآراء مع ناخبي الدائرة ليقيس مدى رضاهم عنها ويقنعهم بأهميتها.
وفي أثناء تعليقه لصور ويافطات انتخابية للائحته في الشوارع القريبة من منزله تفاجأ بشباب من حزب الله يريدون منعه.. ولما أصر علي الأمين على تعليق الصور واليافطات تفاجأ بكمين يضم 40 عنصرا من حزب الله مستقلين سيارات عليها شارات البلدية تحلقوا حول المرشح علي الأمين ورفاقه واعتدوا عليهم بوحشية وهمجية ومزقوا صورهم واليافطات الخاصة بلائحتهم. ومن أهم النتائج التي نتوصل إليها من هذه الحادثة أن حزب الله أصبح فوق سلطات الدولة في لبنان بدليل أن المعتدين لم يتمكن أحد من محاسبتهم أو مقاضاتهم. كما أن استغلالهم لسيارات البلدية في اعتداءاتهم على الآخرين دليل على الفساد الإداري والأخلاقي الذي ألحقه هذا الحزب في معظم مؤسسات الدولة. ولعل الأخطر من هذا كله أن سلاح حزب الله وقوته المفرطة بدأ يوجهها للاعتداء على حرية الشعب اللبناني وقمع معارضيه السياسيين مما يتوجب على الدولة التفكير بجدية بنزع سلاح هذا الحزب لخطورته على حرية المواطن اللبناني بصفة عامة.