سعيد السريحي

فضيحة سقوط الموصل في يد «داعش» دون أن يطلق الجيش العراقي رصاصة واحدة دفاعاً عنها، حالت دون أن يظفر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بتجديد رئاسته لمجلس الوزراء، غير أن تلك الفضيحة لم تحل بينه وبين أن يبقى قريباً من مركز السلطة متوارياً تحت منصب نائب الرئيس ومن ثم ترشيح نفسه مرة أخرى لرئاسة الوزراء في الانتخابات العراقية القادمة، بل لعل تلك الهزيمة الشنعاء للجيش العراقي نفسها وسقوط الموصل بيد «داعش» قد تكون هي إنجازه الأكبر الذي حققه خلال فترة رئاسته، ذلك أن ما بدا هزيمة للعراق لم يكن في واقع الأمر، حين تبينت النتائج إلا انتصارا للحزب الذي ينتمي إليه المالكي والذي يعمل وفق أجندة طائفية لا يتورع عن الجهر بها، ذلك أنه لم يكن بإمكان تجييش شيعة العراق وتمكين الحشد الشعبي الطائفي بفتوى من السيستاني والاستعانة بإيران وتسهيل دخول ميليشياتها إلى عمق المناطق السنية في شمال العراق دون تسهيل دخول «داعش» إلى الموصل ومن ثم تبرير ما حدث بعد ذلك بما في ذلك تهجير سنة العراق من مناطقهم وتغيير البنية السكانية للمنطقة، وهو ما يؤكد على أن سقوط الموصل في يد «داعش» دون أدنى مقاومة، بل بأوامر عليا بانسحاب الجيش العراقي منها إنما كان خطة محكمة انتهت نتائجها إلى انتصار للحزب على حساب هزيمة العراق وتشريد السنة من مواطنيه من مناطقهم.

وإذا كان ذلك كذلك فليس بمستبعد أن يعود المالكي مرة أخرى إلى رئاسة الوزراء ليكمل مخطط تسليم العراق لإيران واستكمال المخطط الذي يهدف إلى تكوين جبهة شيعية تمتد من قم حيث المرجع الشيعي إلى حارة حريك حيث حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان مرورا بدمشق وبغداد، جبهة شيعية لا تواجه إسرائيل كما يدعي خطباؤها وإنما تواجه السنة في المنطقة كما واجهتهم في شمال العراق، سواء كانت مواجهة مباشرة أو عبر وسطاء من الجماعات الإرهابية التي كانت «داعش» نموذجاً منها.