حمد الكعبي 

 نعيش الآن بكل فخر واعتزاز مناسبة خالدة وعاماً استثنائياً في مئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأب والقائد والمؤسس، هذا الرجل العظيم، بكل اعتبارات التاريخ وإنجازات السياسة ومآثر القادة الخالدين، الذي وضع اللبنة القوية لدولة الاتحاد ورعاها وبناها فأعلى بناءها، حتى صار الجميع ينعم بكريم عطائها ونمائها وثمارها ونتائج رفاهيتها واستقرارها ومباهج ازدهارها على المستويات كافة .

إنه الوالد الكريم والقائد العظيم الذي أمضى كل حياته في خدمة شعبه ووطنه وأمته، وآثر الآخرين على نفسه، وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة أبناء هذا الشعب الكريم وتحقيق تلاحمهم وتآزرهم، حتى صارت سيرة ومسيرة القائد المؤسس عطاءً ممتداً في تاريخ هذا الوطن الغالي، حيث نرى زايد في طفرة الإنجازات المتحققة، ونراه في بناء الإنسان والاستثمار في أجيال الوطن دون حدود ودون حساب، ونراه في المواقف الخالدة الرائدة، ونراه في عيون غبطة الأشقاء والأصدقاء لأبناء هذا الوطن، وفي مد يد العون والمساعدة للإنسان في كل مكان، ونراه في كل بقعة صحراء جرداء تحولت إلى واحة غنّاء، وفي المدارس والجامعات والمصانع والبنيات التحتية المتقدمة والمستشفيات، ونراه في كل شبر من أرض هذا الوطن، كما رأينا الوطن في إنجازاته وفي كل لحظة من لحظاته، طيب الله ثراه، ورأينا غد الوطن المشرق الآتي في عينيه، وغرس النماء والعطاء الدافق من يديه.. ورأينا زايد الوالد والقائد والوطن على امتداد الزمن.

وتأتي مئوية زايد الآن، وفي كل آن، مناسبة ترسخ كل القيم النبيلة والتقاليد الأصيلة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومنها نستمد كل معاني القوة والإرادة والسعادة في بناء الوطن، ورفع رايته خفاقة عالية، لأن قيم زايد هي الثروة الحقيقية ومصدر الفخر والاعتزاز للجميع ليس فقط في الإمارات وإنما أيضاً على مستوى الأمتين العربية والإسلامية قاطبة.

لقد صدق المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الوعد للوطن والأمة، ولم تنقطع أعماله الخيرة بل ظلت كالنبع من العطاء الذي لا ينضب، وكل ما نهلت منه يتزايد ويتكاثر ذلك الدفق من الخير والإنسانية ونبع الفضائل جمعاء. تتعلم منه الأجيال الحالية والقادمة كيف تكون التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن والأمة، وكيف تكون الإرادة القوية قادرة على تحدِّي الصعاب مهما كان حجمها إذا كانت متسلحة بالإصرار والعزيمة.

لقد غرس فينا الشيخ زايد قوة الإرادة والتصميم على تحدِّي المستحيل، وهذا ما يجعلنا مؤمنين دوماً بأننا قادرون على تحقيق الريادة وزيادة.. من النجاحات والإنجازات المتتالية، كما غرس فينا الوالد المؤسس قيماً رفيعة وأخلاقاً نبيلة، ومعاني سامية، وبث فينا روح العزيمة والإرادة والثقة، التي أنارت دربنا وألهمتنا رؤيته طريقنا نحو المستقبل، لنمضي على خطاه بثقة وبصيرة، ونكمل المسيرة، فنعزز من المكتسبات والإنجازات التي سطرتها إرادته، والنابعة من قناعاته الشخصية بأنه لا يوجد مستحيل أمام طريق رفعة الوطن. ومع ذكرى هذه المئوية تأتي ذكرى حدث إنجاز عظيم في تاريخ الدولة هو ذكرى توحيد القوات المسلحة الذي تحقق بعزيمة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن قوة الوطن وتحصين المنجزات والمكتسبات تكمن في توحيد مؤسساته الوطنية الكبرى، حيث حرص على توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، وقد أصبحت بفضل الله وبفعل جهود القيادة الرشيدة من أقوى الجيوش، وصارت فخراً وذخراً للوطن، ولها دور مشهود في ردع الظلم عن المستضعفين ودحر الإرهاب ودعم الاستقرار وتوطيد الأمن والأمان في المنطقة بشكل عام. وقد عملت القيادة الرشيدة بكل جهد لبناء الطاقات البشرية المؤهلة ومد قواتنا المسلحة بأعلى الكفاءات من أبناء الوطن، ووفرت الغالي والنفيس لتحديثها وتطويرها على مدى سنواتها الماضية، فكان الهدف الأسمى الذي لم تتوانَ قيادتنا في تحقيقه، هو تأسيس هذه القوات على قواعد متينة قوية، من خلال مدها بكل ما هو جديد من تقنيات وصناعات عسكرية، وإعداد القوى البشرية المقتدرة، ما رفع مستوى قواتنا المسلحة إلى أعلى المراتب. وقد توافرت لها أحدث وسائل التكنولوجيا في عالم التسليح والتدريب والتصنيع، وتم إحراز العديد من الإنجازات في كافة المجالات التي ساهمت في تقدم مسيرة قواتنا المسلحة، إكمالاً لمسيرتها الصاعدة ورسالتها الوطنية النبيلة، دفاعاً عن الوطن وحمايةً لترابه الغالي بكل عزيمة وإرادة أبناء قواتنا المسلحة مصنع الرجال وعرين الأبطال.