مفارقات التعاون الروسي- الإسرائيلي.. وخطوات التقارب الصيني-الياباني

طه حسيب

«ذي موسكو تايمز»

في مقاله المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية أمس، وتحت عنوان «هل بمقدور بوتين التوسط في عملية إحلال السلام في سوريا؟»، أشار «إليكسي خيبينكوف»، وهو خبير في «قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى أن احتفالات روسيا بيوم النصر في التاسع من مايو، الذي انتصر فيه الحلفاء على «دول المحور» إبان الحرب العالمية الثانية، يشارك فيها عادة جمهور غفير من الروس والمحاربين «السوفييت» القدامى، لكن هذه المرة ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو والرئيس الصربي الكسندر فوسيتش. بالطبع ليس إحياء ذكرى الانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية هدف نتنياهو الوحيد من زيارة موسكو ولقاء بوتين، علماً بأن الكنيست الإسرائيلي أجاز قانوناً يقضي بجعل يوم التاسع من مايو إجازة وطنية في الدولة العبرية. ولدى الكاتب قناعة بأن احتفال نتنياهو مع بوتين بذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية يشي بقوة العلاقات الإسرائيلية- الروسية، وزيارة نتنياهو لموسكو، جاءت بعد ساعات من قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وبعد أيام قليلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع إيرانية في سوريا. الأمر يتعلق بمحاولة نتنياهو منع تصدير روسيا لنظام الدفاع الصاروخي S-300 إلى النظام السوري، فمبيعات الأسلحة، تعد البند الوحيد على أجندة المحادثات الروسية- الإسرائيلية خاصة ما يتعلق بالوضع الراهن في سوريا. فبعدما شنت الولايات المتحدة هجوماً صاروخياً على سوريا في أبريل الماضي، قررت موسكو تسليم دمشق ودول شرق أوسطية أخرى هذا النظام الدفاعي، ما أثار انزعاج تل أبيب، التي كانت قد اتخذت موقفاً مشابهاً عام 2010. وفي المقابل سيتعين على إسرائيل إبلاغ الروس مسبقاً بأي عمليات عسكرية تقوم بها داخل سوريا، تجنباً لوقوع أي ضرر للقوات والبنى التحتية الروسية المنتشرة هناك، وهذه الخطوة ستقلل بدورها من حجم الخسائر المحتملة للقوات السورية والإيرانية المستهدفة بالهجمات الإسرائيلية، وهذا بالطبع سيعزز من نفوذ موسكو على كافة أطياف المشهد السوري، وبعد ليلة واحدة من لقاء بوتين- نتنياهو، شنت إسرائيل هجمات على مواقع إيرانية في سوريا تعد الأكبر منذ سنوات إن لم يكن عقوداً. وحسب الكاتب باتت لدى إسرائيل القدرة على مهاجمة أهداف داخل سوريا دون أن تتوتر علاقاتها بالروس. وخلاصة الأمر أن روسيا ستستمر في مراعاة المخاوف الأمنية الإسرائيلية ولن تضع حدوداً على ضربات تل أبيب داخل سوريا، وفي المقابل تسترضي تل أبيب موسكو بإخطارها بالأماكن المستهدفة وتوقيتات الهجوم. المفارقة هنا تكمن في أن أمن إسرائيل يتوقف على تراجع الحضور الإيراني داخل الأراضي السورية، في الوقت الذي يرتبط فيه نجاح موسكو في سوريا بالتعاون مع طهران! كما أن روسيا لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم مباشر على إيران، لأن الأخيرة جزء من حسابات موسكو في سوريا، بينما لن تسمح تل أبيب بنمو النفوذ الإيراني إلى جوارها بطريقة تهدد أمنها القومي.

«يوميري تشيمبيون»

«على الصين واليابان تعزيز الثقة بينهما من خلال تعاون قائم على حقائق متعددة»، هكذا عنونت «يوميري تشمبيون» افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن البلدين أبرما اتفاقيات ثنائية مهمة. وضمن هذا الإطار، التقى رئيس الوزراء الياباني «شينزو آبي» بنظيره الصيني «لي كيكيانج»، واتفقا على تفعيل خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين، والاستفادة من الذكرى الأربعين لإبرام معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان. ويرغب رئيس الوزراء الياباني في تحسين العلاقات الصينية- اليابانية ودفعها نحو مرحلة جديدة، ويرى نظيره الصيني أن علاقات البلدين عادت لمسارها الطبيعي. ومن المقرر- حسب الصحيفة- أن يزور الرئيس الصيني اليابان، خلال العام الجاري، ضمن زيارات متبادلة يجريها قيادات البلدين بوتيرة منتظمة. وأثناء زيارة رئيس الوزراء الصيني لليابان، تم التوقيع على عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وهذه الزيارة تعد الأولى التي يجريها رئيس وزراء صيني لليابان منذ 7 سنوات. وضمن هذا الإطار اتفق الطرفان على إجراء محادثات لتخفيف القيود التي تفرضها الصين على وارداتها من المواد الغذائية القادمة من اليابان، خاصة بعد كارثة انفجار مفاعل فوكوشيما النووي، عام 2011. وبخصوص مبادرة «حزام واحد وطريق واحد»، التي ترمي من خلالها الصين لتدشين منطقة اقتصادية ضخمة، فقد اتفق الطرفان على تدشين لجنة مشتركة لمناقشة التعاون مع الدول المنضوية في المبادرة. وترى الصحيفة أن الصين خففت من سياسات المواجهة بعدما نجح الرئيس «تشي» في الحصول على فترة رئاسية جديدة، خاصة وأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين توترت، ما جعل بكين تشعر بحاجتها إلى تحسين العلاقات مع جيرانها، ومع القوى الاقتصادية من العالمين الثاني والثالث، ما قد يساهم في إرساء السلام والرخاء في آسيا. وتشير الصحيفة إلى أن البلدين اتفقا على خفض التوتر بين بكين وطوكيو حول جزر «سينكاكو»، من خلال الاتفاق على تفعيل آلية بحرية وجوية لتجنب الحوادث بين الجيش الصيني وقوات الدفاع الذاتي اليابانية، على أن يتم تطبيقها اعتباراً من يونيو المقبل، ومن خلال هذه الآلية، سيتم إجراء اتصالات بين الوحدات البحرية والطائرات الحربية التابعة لكلا البلدين إذا اقتربت من بعضها في المياه أو المحال الجوي، وسيتم تفعيل «الخط الساخن» بين السلطات العسكرية في البلدين. وترى الصحيفة، أنه إذا كانت الصين تجري عمليات لتطوير حقول الغاز الطبيعي، في بحر شرق الصين، فإنه يتعين القيام بعمليات تطوير مشتركة صينية ويابانية لهذه الحقول.

«تشينا ديلي»

تحت عنوان «توقعات منطقية لمحادثات كيم- ترامب»، نشرت «تشينا ديلي» الصينية الخميس الماضي، افتتاحية، استهلتها بالقول إن الجميع يتطلع بتفاؤل للقمة الأميركية- الكورية الشمالية، خاصة بعد تصريحات لترامب يوم الأربعاء الماضي، أثنى خلالها على الزعيم الكوري الشمالي، بعد إطلاق سراح ثلاثة أميركيين كانوا معتقلين في بيونيج يانج. وعملية الإفراج تمت بعد ساعات من القمة الثلاثية التي انعقدت في طوكيو بين كوريا الجنوبية واليابان والصين، والتي أقرت اهتمامها بالزخم الإيجابي الراهن في شبه الجزيرة الكورية. اللافت أيضاً أن إطلاق سراح الأميركيين الثلاثة جاء بعد يوم واحد فقط من الزيارة الثانية لـ«كيم أون» إلى الصين بعد 40 يوماً فقط من زيارته الأولى للعملاق الآسيوي، والتي تعهد فيها بنزع سلاحه النووي، وأفصح عن رغبته في أن تحقق القمة الأميركية- الكورية الشمالية سلاماً دائماً في شبه الجزيرة الكورية. وفي ظل هذا الحماس، ربما يتحقق ما يطمح إليه ترامب وهو إبرام «صفقة ناجحة جدا». وحسب الصحيفة، إذا كانت واشنطن تتعامل مع المسألة بمنطق «خطوة..خطوة»، فإن الأمر يتطلب جهداً لجسر الفجوة بين الطموحات والواقع على الأرض، وفي هذا الإطار تستطيع الصين لعب دور إيجابي في الترويج لتوقعات عملية لنتائج القمة المرتقبة بين كيم وترامب.