بينما يحتفي الإعلام السوري التابع للنظام بمواصلة إنتاج المسلسلات الدرامية رغم الحرب، عصفت أزمة التسويق على المستوى العربي بعدد من أبرز الإنتاجات السورية للموسم الحالي، وأخرجتها من السباق الرمضاني لعام 2018.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مستشار درامي سوري رفض الكشف عن اسمه أن «نحو 25 مسلسلا سوريا تم إنتاجه العام الحالي، لكن اعتبارات السوق جاءت مخيبة للآمال ولم تلق إقبالا من القنوات العربية كما جرت العادة في المواسم السابقة»، لافتا إلى أن إطلاق قناة «لنا» السورية الخاصة بداية شهر رمضان لم ينقذ الموقف؛ إذ اكتفت بعرض عدد محدود من المسلسلات الحديثة؛ أبرزها مسلسلات «الواق واق» و«روزنا» و«ترجمان الأشواق». وأضاف المستشار الدرامي أن القنوات العربية باتت تفضل الأعمال المنتجة عربياً ويشارك في تمثيلها نجوم من سوريا، مثل مسلسلي «الهيبة2» بطولة تيم حسن و«الطريق» بطولة عابد فهد ونادين نجيم. وتوقف المستشار الدرامي عند ملاحظة «توقف الفضائيات العربية عن عرض الأعمال السورية ذات الموضوعات المحلية والهم السياسي السوري وكل ما يحيطه من تناقضات وتعقيدات كثيرة» وقال: «المسلسل السوري بالكامل، تراجع الطلب عليه منذ 7 سنوات ولم يعد مرغوبا فيه بعد أن كان يحتل أول سلم الأعمال الرائجة عربيا»، و«لذلك»، يقول المستشار والسيناريست الدرامي، «أصبح أبرز الممثلين السوريين يسعون للمشاركة في الأعمال العربية المشتركة... اللبنانية والمصرية لضمان بقائهم على خريطة الدراما الرمضانية».

وتسعى حكومة النظام السوري لتعويض جزء من الخسائر التي يخلفها ضعف رواج المسلسلات السورية، من خلال استيعاب عرضها بالقنوات المحلية والخاصة («الفضائية السورية» و«سوريا دراما» و«سما» و«لنا») إلا أن تلك القنوات غير قادرة على استيعاب كامل الإنتاج للعام الحالي، وكانت حصة قناة «سوريا دراما» 10 أعمال؛ منها: «فوضى» و«وهم» و«رائحة الروح» و«ترجمان الأشواق» و«حريم الشاويش» و«وردة شامية» و«غضبان» و«قسمة وحب» و«يوميات المختار».

أما «الفضائية السورية» فاكتفت بعرض مسلسلين هما: «روزنا» و«ترجمان الأشواق»، وقناة «سما» الخاصة ستعرض مسلسلات من إنتاجها وهي: «فوضى» و«وحدن» و«شبابيك».

ووسط حمى التنافس على العرض، خرجت 6 مسلسلات سورية من السباق الرمضاني لهذا العام، منها مسلسل «هوا أصفر» من إنتاج شركة «CUT» وبطولة سلاف فواخرجي والممثل اللبناني يوسف الخال ومن تأليف الثنائي يامن الحجلي وعلي وجيه وإخراج أحمد إبراهيم أحمد. وستغيب الفنانة فواخرجي عن الموسم الرمضاني، لخروج المسلسل المصري «خط ساخن» الذي تقوم ببطولته أمام حسين فهمي من السباق الرمضاني.

ورجح المستشار والسيناريست الدرامي أن يكون «السبب في عدم شراء أعمال سلاف فواخرجي من القنوات العربية هو مواقفها السياسية المنحازة بفجاجة للنظام».

وفي سياق متصل، لم ينل مسلسل «فرصة أخيرة» من إنتاج شركة «قبنض» فرصة للعرض عربيا، والعمل من تأليف أسامة كوكش، وإخراج فهد ميري، وبررت الشركة المنتجة التأجيل «ليأخذ حقه في العرض».

يذكر أن المنتج الدرامي ورجل الأعمال السوري الحلبي محمد قبنض الذي أنتج عدة أجزاء من المسلسل الشهير «باب الحارة»، تعرض مؤخرا لحملة انتقادات واسعة في الأوساط السورية بعد ظهوره بمقطع فيديو وهو يقدم مياه الشرب للمهجرين من الغوطة الشرقية مشترطا عليهم الهتاف للنظام.

ورجح المستشار الدرامي السوري أن يكون هذا الظهور المستنكر سببا في عدم الإقبال على نتاجات شركة «قبنض».

أما مسلسل «سايكو» من إخراج كنان صيدناوي وتمثيل أمل عرفة التي كتبت النص وتشارك في الإنتاج مع شركتي «زوى» و«الأمل» فقد تأجل عرضة إلى ما بعد الموسم الرمضاني، وقالت الشركتان إن المسلسل حظي بـ«عرض حصري» بعد موسم رمضان، «لائق بمستوى المسلسل الفني، وخصوصا بعد الجهود الكبيرة المبذولة فيه». علما بأن المسلسل كان من المفترض عرضه في موسم رمضان 2017، وتأجل لعدم حصوله على عرض عربي مناسب. كما تأجل عرض مسلسل «فارس وخمس عوانس» للعام الثالث وهو من تأليف أحمد سلامة وإخراج فادي سليم وبطولة عبد المنعم عمايري.

ومن الأعمال التي خرجت أيضا من السباق الرمضاني «أولاد الشر» من إنتاج شركة «الرشاء» وتأليف ربا حمود وإخراج طارق سواح وبطولة شكران مرتجى ونادين سلامة. وقالت الشركة المنتجة إنها أوقفت تصوير العمل «لأسباب خاصة». كما لن يعرض مسلسل «زهر الكباد» من إنتاج شركة «الأصايل» ومن إخراج خلدون مرعي وتأليف مروان قاووق مؤلف الأجزاء الأولى من مسلسل «باب الحارة»، وهذا العمل ينتمي أيضا للبيئة الشامية، ولم يحظ العمل بفرصة للعرض.