إسلام آباد - طاهر حيات

تحدثت الصحافة والخبراء الباكستانيون عن تزايد فرص حدوث انقلاب داخلي ضد نظام الملالي في إيران، نظراً للأوضاع المعيشية التي يتوقع أن يشهدها هذا البلد خلال الأيام القادمة جراء العقوبات الدولية التي ستفرضها الإدارة الأميركية على إيران بسبب تصرفات نظام الملالي الذي بات مرفوضاً على المستوى الإقليمي والدولي والداخلي باعتباره نظاما فاسدا يسير في الاتجاه المعاكس لرغبات شريحة كبيرة من شعبه الذي يطالبه بإيقاف خوض الحروب في الخارج وصرف أموال الدولة على رفاهية الشعب وتحسين الاقتصاد الداخلي ووضع حلول للبطالة والفقر بدلاً من صرفها على أمور لا تعود بأي فائدة تذكر على الدولة الإيرانية وشعبها، فيما ستزيد العقوبات الدولية من معاناة الإيرانيين في الخارج وداخل دولتهم بسبب الطائفية التي يديرها نظامهم على المستويين الإقليمي والدولي، وعدم تقبله لمطالب المجتمع الدولي.

وفي هذا الشأن أشارت جريدة «جنك» الباكستانية على موقعها الإلكتروني إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي وجه فيها رسالة إلى النظام والشعب الإيراني، موضحاً بأنه ينبغي أن يكون لدى الشعب الإيراني حق اختيار حكومتهم. ونقلت الجريدة أيضاً تصريحات المتحدث وزارة الخارجية الأميركية التي قال فيها إن الإدارة الأميركية لا تدافع عن فكرة تغيير النظام في إيران، ولكنها ترحب بأي تطور جديد في إيران، وتوقعت إمكانية تطور الخلافات بين الإدارة الأميركية والنظام الإيراني خلال الفترة القادمة.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد أكد لإيران بأنها إن كانت ترغب في تجنب العقوبات الاقتصادية فعليها أن تغير سياستها في منطقة الشرق الأوسط، وأن تسحب قواتها من سورية، وأن توقف عملية تخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد رد على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، موضحاً بأن زمن قبول القرارات الأميركية قد انتهى، والآن فإن العالم لا يعترف بالقرارات الأميركية. وقال «من تكون أميركا لتتخذ قرارات الدول الأخرى، مؤكداً بأن إيران لن تنسحب من صف حلفائها في المنطقة».

من جانبهم أوضح خبراء باكستانيون، بأن تدخلات إيران في عدد من الدول واعتدائها على عدد منها، وإدارتها لحروب في المنطقة عن طريق المليشيات الإرهابية المتطرفة، وقيامها بتجنيد شباب من الدول الآسيوية والعربية وعدد من الدول الأخرى وإرسالهم إلى سورية للقتال، ومن ثم تدخلها مباشرة في اليمن والعراق ولبنان ودعمها للجماعات الإرهابية في مختلف الدول يضع مجموعة من علامات الاستفهام على النشاط الإيراني وأهدافه، خصوصاً وأن إيران تدير سياسة عدائية ضد عدد من دول العالم، بما فيها الإدارة الأميركية نفسها وخير مثال على ذلك، هو الدور الإيراني في سورية.

وأضاف الخبراء بأنه في حال تطور الخلافات بين الإدارة الأميركية والنظام الإيراني، وعدم تجاوب ملالي إيران مع الأهداف التي ترغب الإدارة الأميركية في تحقيقها فإنه ليس من المستبعد أن تقوم الإدارة الأميركية بتضييق خناقها أكثر على إيران بتشديد القيود الاقتصادية إلى حد قد يؤدي إلى قيام ثورة شعبية قوية ضد النظام الإيراني الذي يعاني أصلاً من تململ داخلي بسبب مضايقته لشعبه بالفقر والبطالة.