عدنان الغزال، صفوت عمران 

الأسباب الـ 10

محاولة النظام الإيراني إيجاد شماعة لتبرير انسحاب أميركا من الاتفاق النووي

مقاطعة قطر لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب

استغلال حالة الغليان التي تعاني منها المنطقة

المملكة قبلة الإسلام والمسلمين وقوة إقليمية قيادية

نجاح السعودية في إيقاف الكثير من المخططات

منع الخصوم الإقليميين من التمدد في المنطقة

الموقف السعودي الثابت من القضايا العربية

نجاح المملكة في تشكيل تحالف عربي يعتمد عليه

دخول المملكة عصرا جديدا بإطلاق مشاريع التحديث

حالة الغيرة والتنافس بين دول المنطقة

أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن هناك بعض القوى الإقليمية تحاول الزج بالمملكة العربية السعودية في بعض القرارات الأميركية الأخيرة، ومن بينها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس، مشيرين إلى أن ملف نووي إيران كان مقلقا لترمب منذ وصوله للسلطة، كما أن قرار نقل السفارة للقدس تعهد باتخاذه ترمب أثناء حملته الانتخابية، فيما رفضته المملكة بعد صدوره. 

وقال الخبراء إن المملكة لا تتدخل في شؤون الآخرين، وإن علاقاتها بالولايات المتحدة قائمة على الندية والاحترام، لافتين إلى وجود 10 أسباب وراء توجيه التهم إلى المملكة في الأحداث بالمنطقة، يتصدرها محاولة إيران إيجاد شماعة لتبرير انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتلقي المزيد من العقوبات الأميركية، وذلك من خلال تصدير أزمتها إلى السعودية بنشر الأكاذيب والإشاعات وتحقيق انتصار ورقي لإيقاف غضب الإيرانيين ضد نظام الملالي. 

وذكر الخبراء أن من الأسباب أيضا لمهاجمة السعودية، القرار المتعلق بمقاطعة قطر لتورطها في دعم وتمويل الإرهاب، وكون المملكة قبلة للإسلام والمسلمين وقوة إقليمية قيادية تسعى للحيلولة دون تحكم الخصوم الإقليميين والتمدد في المنطقة، إضافة إلى موقفها الثابت من القضايا العربية، ونجاحها في التصدي للكثير من المخططات، فضلا عن أن عملية الاستهداف تدخل من باب التنافس بين الدول، لاسيما وأن المملكة تدخل عصرا جديدا بإطلاق مشاريع التحديث وإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي.

محاولات الهيمنة 

أكد الخبير العسكري العميد ركن الدكتور علي التواتي، في تصريحات إلى «الوطن»، أنه من الطبيعي أن تكون السعودية، دولة مستهدفة لتوجيه الاتهامات إليها في الأحداث بالمنطقة، موضحاً أن المملكة ساهمت في إيقاف الكثير من المخططات التي كانت موضوعة، ويعتقد أنها لن تتوقف، كمخطط هيمنة إيران على الدول العربية من خلال جماعات طائفية وميلشيات مسلحة تستهدف جنوب الجزيرة العربية والمضائق الدولية، كذلك محاولة تركيا فرض هيمنتها على المنطقة بعد فقدانها الأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، مبينا أن المملكة نجحت في تشكيل تحالف عربي يعتمد عليه، وتشكيل قوة إقليمية تمتد من المحيط إلى الخليج، وهذا يؤدي إلى شعور بالقلق، وشعور بأن المملكة عقبة في تنفيذ مثل هذه المخططات.

 مطامع إقليمية 

وقال الدكتور التواتي إن من يستهدف السعودية هي الدول الإقليمية التي لها مطامع أو أذنابها في العالم العربي، كأتباع إيران وأتباع جماعة الإخوان، لافتاً إلى أن موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، والدعم السعودي المستمر للفلسطينيين، مشيرا إلى رفض المملكة لقرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة إلى القدس. 
وأضاف أن الزج بالسعودية في هذه الإشكالية تقف وراءه حركة حماس التابعة لتنظيم الإخوان الدولي وقطر، والتي تحاول أن تزايد على المملكة، فيما يؤكد الواقع أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تطرح للمزايدة بالنسبة للمملكة، أو غيرها من الدول العربية والإسلامية.

خراب كبير 

وشدد الدكتور التواتي على أن المملكة دولة إيجابية، ولديها إستراتيجية، وأحبطت مخططات وتوقف سيناريوهات، الأمر الذي يقابلونه بالاستهداف، مؤكداً أن القوى الإقليمية، أخطر بكثير من القوى الدولية، إذ إن القوى الدولية يهمها الاستقرار والاستفادة الاقتصادية بالدرجة الأولى، بيد أن القوى الإقليمية هي التي يهمها التمدد والهيمنة، كما فعلوا في العراق وسورية، لافتا إلى أنه في بيتنا العربي «خراب» كبير، كظهور قطر وحماس اللتين تعملان على هدم البيت العربي من الداخل.

المبادرة إلى الهجوم 

أشار الخبير في الإعلام السياسي عقل الباهلي إلى أن المملكة مستهدفة في القضايا المطروحة والمتعلقة بالمحيط الإقليمي والدولي، وذلك بحكم إعادة المملكة تموضعاتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، ونهجها المتصدي لكل المحاولات الجارية حولها لثنيها عن مشاريع التحديث وإعادة البناء الاقتصادي والاجتماعي، ولذلك يعتقد خصومها أن المبادرة إلى الهجوم وتحديث الأدوات وتنويعها ضد انطلاقة المملكة نحو المستقبل على أقل تقدير سيؤخران مشاريع المملكة وربما يتمكن الخصوم من الانتصار.
وقال الباهلي إن أهم أسباب إظهار العداء للمملكة هو موقفها من القضايا العربية، وبذل جهد مضاعف للحيلولة دون تحكم الخصوم الإقليميين من التمدد في المنطقة العربية، ورهن سيادة العرب بيد آخرين، وأكثر الفاعلين في هذا المضمار حكومة إيران وأدواتها في المنطقة والفريق المساهم في هذا العمل العدواني، وهو من يجد في نعمة النفط وحياتنا الاقتصادية واستقرارنا الأمني محفزات غيرة وعدوان.

خدمة الحرمين الشريفين 

وأضاف الباهلي أن المملكة قبلة العالم الإسلامي، وهذا لم ننزعه من الآخرين لكنها إرادة الله مثل ما أوجد الله القدس أولى القبلتين في فلسطين، أوجد الله كذلك الحرمين الشريفين في أرضنا وشرفنا بخدمتهما وخدمة عموم المسلمين على وجه الأرض، وأوليناهما الأهمية القصوى قبل أنفسنا في ثروات الوطن، كما أننا نطمح إلى العُلا وحدودنا السماء كما قال ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، وأدواتنا للمستقبل ومواجهة المنافسين، ولا نقول الخصوم هي بناء السند الشعبي، وتوظيف أهل العلم والمعرفة، وترك خصوم الإعلام يغرقون في هوسهم، وأعظم مصدات الدفاع عن المملكة هو الإنجازات في حقوق الإنسان والاقتصاد والتعليم والصحة والنقل، وهي هموم الإنسان المباشرة، وهذه المنجزات هي سياج الأمان للأوطان والتي يستحيل على الخصوم اجتيازها.

 قمة القدس

قال رئيس حزب الجيل المصري، ناجي الشهابي، إنه رغم وجود علاقات مميزة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إلا أنه لا يمكن تحميل الرياض فاتورة القرارات الأميركية مبينا أن أميركا دولة مؤسسات تلعب فيها وزارة الخارجية والبنتاجون والكونجرس أدوارا مؤثرة في صنع القرار ومتابعة تنفيذه، ومن ثم فلا مجال للزج بالمملكة في أي قرار أميركي، مشيرا إلى أن السعودية كقوة إقليمية وعربية تسعى لحل الأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لذا لم يكن غريبا أن تطلق المملكة على قمة الظهران الأخيرة «قمة القدس» باعتبارها القضية الأهم لكل العرب والمسلمين.

شائعات مغرضة

ذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، الدكتور محمود عزام، أن محاولة خصوم السعودية تحميلها مسؤولية القرارات الأميركية الأخيرة ليس إلا شائعات مغرضة، لافتا إلى أن أميركا الدولة الأكبر في العالم لا يديرها أحد، كما أن المملكة لديها ثوابت وطنية وعربية واضحة لا تقبل المساس بها، لذا فإن قرار نقل سفارة الولايات المتحدة للقدس أمر تم على غير رغبة المملكة ومواقفها واضحة في هذا الاتجاه، وقرار خروج أميركا من الاتفاق النووي الإيراني اتخذ في واشنطن ولا علاقة للسعودية به. 
وتابع أستاذ العلوم السياسية «هناك من يريد إشعال المنطقة، وسكب مزيد من البنزين على النار، وهناك دول في خصومة مع المملكة وتريد عبر إعلامها الموجه توريط المملكة وتصويرها على أنها وراء القرارات الأميركية الأخيرة علي خلاف الواقع، مؤكدا أن هذه المحاولات مكشوفة ولن تنطلي على أحد».