بينة الملحم

أيام معدودات وتُكمِل أزمة قطر عامها الأول ومنذ اتخاذ الدول الأربع قرارها بالمقاطعة والنظام القطري ماضٍ في غيّه ضد الشعب القطري وماضٍ بمصير شبه جزيرة قطر التي باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تتحول إلى جزيرة شرق سلوى نحو المجهول فضلاً عن الخسائر الفادحة التي يُكبّدها إياه يوماً بعد يوم.

غرّد معالي د. أنور قرقاش معالي وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية في حسابه بتويتر: "لم تتعامل قطر بحكمة مع إجراءات مقاطعتها وسعت إلى تحركات أججت أزمتها ولَم تفكّها، عدم الإقرار بإضرارها لجيرانها وادعاء المظلومية وشراء الدعم وانتظار المخلّص استراتيجية أثبتت فشلها، دروس السنة الماضية لعلها تنفع في تغيير التوجه".

عامٌ إذن على مقاطعة قطر وبعيداً عن لغة الأرقام التي تتحدث عما تكبدته قطر من خسائر وانهيار في اقتصادها وبعيداً عما أتت به المقاطعة من ثمار مثل توقف الكثير من مصادر تمويل الإرهاب واختفاء الكثير من الإرهاب والعمليات الإرهابية وعودة الاستقرار في بعض دول المنطقة التي كان تنظيم الحمدين يستهدفها في استقرارها، والأعظم مما خسرته الدوحة من كرامتها وسيادتها المزعومة والتي كانت حجتها المزيفة بعدم قبول المطالب الـ 13 التي قدمتها الدول الأربع وتذرعت حكومة تنظيم الحمدين أن تلك المطالب "غير قابلة للتطبيق لأنها تتعارض مع مبدأ السيادة الذي تصر عليه ولا تتنازل عنه"، تلك السيادة في عُرف النظام القطري هي أن تكون تحت أمر الوصاية الإيرانية والتي باتت ترسم مسار السياسة الخارجية لجزيرة شرق سلوى وهذا ما يفسر إصرار الدوحة على "اعتبار إيران جزءاً من الحل الأمني في المنطقة لا جزءاً من المشكلة ناهيك عن تسليم أراضي الجزيرة المعزولة إلى الجيش التركي وعناصر الحرس الثوري الإيراني، ومنظمات إرهابية كالإخوان المسلمين وحزب الله".

مقاطعة قطر وعزل شرق جزيرة سلوى كانت أولى الإجراءات المتخذة حيال نظام يقتات على الإرهاب وليست الأخيرة وهي غيض من فيض من ويلات سيجرها النظام القطري على نفسه وعلى شعبه من جرّاء معاندته وإصراره على المضي في طريق انتحاره السياسي، ويعده العقلاء ضرباً من الجنون أن يضحي النظام القطري بهويته الخليجية والعربية ويُفقد دولته وشعبه كل مصالحها التجارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويشرع أبواب بلاده لتنظيمات إرهابية ومسلحة ويبسط قواعدها لجيوش دخيلة كانت تستعمر أرضه حتى وقت ليس بالبعيد.