عبدالرحمن السلطان

من نافلة القول أن منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» أضحت اليوم أحد أهم مصادر الأخبار اليومية، فهذه المنصة التي بدأت خجولة قبل 12 عاماً على شكل مدونات مصغرة؛ ما لبثت أن انتشرت وتوسعت على المستوى الدولي، وصارت مصدراً خاطفاً لمعرفة الأخبار والاتجاهات.

هنا وعلى الرغم من تصدر الفيسبوك نظراً لشعبيته في أوساط المغتربين؛ حقق تويتر نجاحاً هائلاً بين المواطنين وبالذات الشباب منهم، فعدد مستخدمي المنصة ناهز 11 مليون مستخدم نشط هذا العام، وصار ساحة واسعة لتبادل الأخبار والأراء بين جميع فئات المجتمع، ووسيلة اتصالية مباشرة بين الجهات الحكومية والمستفيدين من خدماتها، الأمر الذي حفز دولاً معادية لاستغلال هذه الميدان المفتوح بهدف ضرب اللحمة الوطنية السعودية والتأثير السلبي على الروح الوطنية، وأيضاً على مستوى ثقة المواطن بنفسه ووطنه، عبر ترويج الحسابات الوهمية والأخبار الكاذبة أو تلك المعتمدة على نشر أخبار أو معلومات مقتصة من سياق عام، بهدف التأثير السلبي على جماهير المتابعين سواء كانوا سعوديين أو غير ذلك، وإيهامهم بإتجاهات متطرفة للرأي العام السعودي، أو تثبيت صور غير حقيقية عن القضايا العادلة، وهي في الحقيقة أبعد ما يكون عن الصدق.

المأساة هنا أن البعض أضحى يعتمد على توتير كمصدر رئيسي ووحيد للأخبار والمعلومات، بل وحتى توجهات الرأي العام من دون أن يعلم أو يشعر أن هناك من يمطر تويتر بسيل جارف من التغريدات المزيفة والأراء المنحازة، ولا أكبر دليل على ذلك من جولة سريعة على تلك الحسابات المسيسة التي لا تغرد إلا لمماً، وكلها رسائل سلبية عن المملكة أو عن مواقفها الراسخة، أيضاً جولة أخرى على أي وسم يستهدف بلادنا لتجد هؤلاء يكتبون ويدورون تغريدات بعضهم البعض حتى يرتفع الوسم ويكون «ترنداً» لفترة زمنية والسبب هذه الحسابات الوهمية أو من يصدقها.

من المعيب أن يستقي الشخص معلوماته وأخباره من وسيلة إعلامية واحدة بينما نحن اليوم نغرق في بحر الوسائل الإعلامية المختلفة، وفي كل وسيلة هناك أكثر من قناة إعلامية، أيضاً من المزعج أن يفتتح الإنسان صباح يومه بالاطلاع على ما غرده المغرودون صباحاً حتى قبل أن يغسل وجهه! وكل ما يقرأ لا يخرج عن تغريدة مسيئة هنا وخبر سلبي هناك، مما يؤثر على مزاجه الصباحي، وبالتالي سعادة وإنجازية بقية يومه.

بالتأكيد يجمع تويتر ميزتي الاختصار والسرعة، ويمكنك من متابعة حسابات كثيرة ويجعلك أكثر قرباً مما تتخصص فيه أو تهتم به، لكن من الضروري أن يكون لك اطلاع ليس على وسائل الإعلام الأخرى، بل حتى منصات الاتصال الاجتماعي الأخرى حتى تكون فكرة أشمل عما تتعرضه له في تويتر، وحتى تستطيع تكوين رأي متزن وحقيقي. ولا تكون أسيراً لمن يعمل على هدم ثقتك بنفسك ووطنك.