خالد أحمد الطراح 

كان صباح يوم الاربعاء 16 – 5 – 2018 مميزاً بالنسبة لي بعد أن تلقيت اتصالاً هاتفياً من الأخت الكريمة الأستاذة فضة احمد سعود الخالد، وهو ليس التواصل الأول من شخصية متابعة لما ينشر في الصحافة بمختلف موضوعاتها، وكانت لي شخصياً سنداً ووقوداً في تسليط الضوء على قضايا متنوعة ذات بعد اجتماعي وتربوي وسياسي أيضاً، فقد تفضلت الأخت فضة بإبداء رأيها حول موضوع مقالي بعنوان «لسنا خصوماً للإسلام»، وما تم تناوله عن نساء الكويت اللواتي سافرن في الخمسينات الى الدراسة في الخارج، وبينت لي تفاصيل عن عدد من نساء الكويت من زميلاتها أثناء تلك المرحلة الجامعية، وعن دورهن في تطورات سياسية في مصر خلال تلك المرحلة، حيث تم نشر تفاصيل تلك الجوانب التاريخية في صفحة قضايا وشخصيات (القبس 27 – 5 – 2018).
إلى جانب ما تم نشره عن سيرة وصورة الاخت الكريمة فضة الخالد، فقد تفضلت الاستاذة فضة بإهدائي مجلدا يحمل عنوان «ارشيف المدرسة الخيرية المباركية في وثائق الخالد» من اعداد الاخ الفاضل الدكتور عبدالله الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، وهو مجلد من الصعب ايفاؤه حقه، سواء من حيث المضمون من وثائق وصل عددها إلى «أكثر من خمسين الف وثيقة» او الحجم المعلوماتي في سطور ضمن مقال واحد.
هذا العدد الضخم من الوثائق الثرية بالمعلومات التي احتضنها بمهنية عالية واهتمام بالغ الاخ العزيز الدكتور الغنيم لأهميتها التاريخية في التعليم بوجه خاص هي في الواقع ثروة من الوثائق عن مرحلة تعليمية مهمة للغاية، خصوصاً لأنها تعكس الجانبين التنويري والتعليمي اللذين تميزت بهما شخصيات كويتية من اسر كريمة، وضعت نصب عينيها نهضة التعليم في ظل تحديات وظروف لم تكن سهلة اطلاقا، حيث تطلبت جهدا كبيرا وتمويلا ايضا.
شرحت لي الاخت الفاضلة فضة الجهد الذي بذلته مع افراد اسرتها في تجميع الوثائق لوضعها بين يد امينة، وهو الدكتور عبدالله الغنيم الذي يعمل بهدوء مع فريق عمل متخصص لا يكل ولا يمل بموجب ميزانية متواضعة جدا بالمقارنة مع بذخ حكومي في اتجاهات وميادين لا علاقة لها بالأولوية والضرورة!
فقد اثرت وثائق الخالد جوانب تاريخية عديدة ذات علاقة بالمدرسة المباركية، «رائدة التعليم النظامي في الكويت» الى جانب ما سطره مؤرخون كويتيون بارزون من خلال وثائق ضمت سجلاً مفصلاً بأسماء نظار المدرسة ومعلميها وطلابها وطرق التمويل والاستثمار اثناء اشراف اسرة الخالد على المدرسة نحو خمسة وعشرين عاما قبل انتقال المدرسة المباركية لمظلة دائرة المعارف عام 1963.
مجلد وثائق الخالد يجدد التذكير بالدور التوثيقي المهم لمركز الدراسات والبحوث الكويتية الذي يعمل بدعم جهود مهنية جبارة تستحق الثناء والدعم الرسمي بسخاء مادي ليس لمزيد من الترف الاداري، وإنما لمزيد من الانتاج الوثائقي لعله يفي حق الكويت دولة وشعباً.
عميق الشكر مجدداً للأخت الفاضلة فضة الخالد على هذا الاهداء القيم والشكر موصول لعائلة الخالد الكريمة على وضع وثائق مهمة في متناول الباحثين والمهتمين بميادين الثقافة والتعليم.