عماد حجاب 

كثيرون عاشوا عمرا مديدا على تفسير الشيخ متولى الشعراوى للقرآن الكريم، وتربوا على اجتهاداته فى توضيح معانى القرآن الكريم وبراعته فى اللغة العربية فى تفسير آيات الله عز وجل، وارتبطوا به منذ عام 1977وبدء رحلته فى التفسير وظلوا يتابعونه فى جولاته فى المحافظات لتسجيل الحلقات التليفزيونية، حتى رحيل إمام المفسرين المبدعين فى عصرنا الحالى للقاء ربه عام 1998، وطوال هذه الرحلة ظل الشيخ الشعراوى أحد مظاهر شهر رمضان الكريم.

كان الشيخ الشعراوى يعطى طاقة ايمانية وروحية كبيرة لمتابعيه على التليفزيون المصرى قبل ظهور الفضائيات، ومستمعيه فى إذاعة القرآن الكريم التى كانت تذيعها ويلتف أفراد الأسرة لسماعها بسبب شعورهم بعلمه كأحد أعلام القرآن فى عصره وحبه وإخلاصه لتفسير كتاب الله عز وجل ، وساهم صفاء نفس الشيخ فى زيادة وعى متابعيه وفهمهم الصحيح للدين، فقد نجح الشيخ بفطنته فى ربط كثير من جوانب التفسير ببعض الأحداث اليومية التى يعيشها الإنسان ليبرهن على أن القرآن الكريم متجدد فى تفسيره فى كل زمان.

ونحن أحوج فى الوقت الراهن للمجددين من الدعاة أمثال الشيح الشعراوى لترسيخ المعانى الصادقة للدين فى نفوس أولادنا وشبابنا مما يغلق أبواب المتاجرين بالدين وبالفتاوى غير الصحيحة على الإنترنت والقنوات الفضائية وهم يحاربون الدين بجهلهم وينفرون الناس منه بتشددهم أو الجماعات المتطرفة والإرهابية التى تفسر الدين وأحكامه بطريقة خاطئة ومتعمدة مستغلة رغبة الناس فى التعرف على أمور دينهم، وتسعى بطرق خبيثة لنشر الفكر المتطرف والعنف لاستغلال العقول لأسباب سياسية وليست دينية لمحاربة الدول واستقرارها.