كشفت مصادر يمنية خلافات واسعة بين قياديين بارزين في ميليشيات جماعة الحوثيين في ظل المعارك حول مدينة الحديدة (غرب)، خصوصاً في ما يتعلق بقبول عرض الموفد الدولي مارتن غريفيث انسحاب الميليشيات من المدينة وتسليمها للحكومة الشرعية، في ما اعتبر «فرصة أخيرة» يتيحها غريفيث للميليشيات لتفادي القتال في المدينة.


في غضون ذلك، استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن أمس ضباطاً في التحالف العربي، مشيداً بتضحياتهم في سبيل استعادة اليمن الشرعية، واطلع على سير المعارك على جبهات القتال (راجع ص2).

وفجر أمس شنت مقاتلات للتحالف غارات طاولت تعزيزات للميليشيات قرب مطار الحديدة وداخله، فيما سيطرت القوات المشتركة اليمنية على دوار المطاحن شرق مدينة الحديدة وتسعى إلى قطع طريقي الحديدة - صنعاء، والحديدة – تعز، وفقاً لوكالة «سبوتنيك».

وفي ضوء انهيار دفاعات الميليشيات وخسائرها الفادحة على جبهة الساحل الغربي، أفادت مصادر مقربة من جماعتها بأن قياديين حوثيين أشاروا إلى «أهمية عدم إهدار عرض غريفيث، وتسليم مدينة الحديدة مقابل ضمانات» لم تحدد طبيعتها، في حين عارض آخرون ذلك بشدة، معتبرين أن «خروج الحديدة من سيطرتهم سلماً أو حرباً يعني نهايتهم».

ووفقاً للمصادر، يُصر غريفيث على لقاء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي لعرض اقتراحاته من أجل تجنيب مدينة الحديدة ومينائها المعارك، وكيفية استلامها من جماعته. وأشارت إلى أن الموفد الدولي مقتنع بأن «القرار النهائي في يد زعيم الحوثيين، لذلك لم يعرض اقتراحاته على قياديي الجماعة الآخرين».

وذكرت المصادر أن تصريحات الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام المسبقة بفشل مهمة غريفيث، وعدم القبول بمناقشة تسليم الحديدة، أتت في ظل الخلافات «غير المعلنة»، على رغم أن الموفد الدولي «تلقى إشارات إيجابية من قياديين حوثيين قبل زيارته اليمن بإمكانية مناقشة المقترح».

وأفادت وكالة «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين بأن وزير الخارجية في «حكومة الانقلاب» هشام شرف ونائبه حسين العزي التقيا غريفيث أمس، ونقلت عن شرف أن هدف معارك الحديدة هو «عرقلة أي احتمال لاستئناف المفاوضات»، مشدداً على أن «اليد لا تزال ممدودة نحو التسوية السياسية».

وفي وقت أكد عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني أن «لا حلول مع الحوثيين من دون انسحابهم فوراً من الحديدة»، أكد وزير الإعلام معمر الأرياني أن المجتمع الدولي بات يدرك أن «استمرار وجود الميليشيات على طول الساحل الغربي يمثل تهديداً جدياً لأمن الملاحة الدولية».

ميدانياً، تسعى القوات اليمنية إلى السيطرة في شكل كامل على مطار الحديدة وتطهيره من جيوب الحوثيين، لتتجه شرقاً نحو ميناء المدينة.

وأعلنت «ألوية العمالقة» أن قواتها «اقتحمت أسوار المطار من الجهة الجنوبية الغربية، وسيطرت على أجزاء منه»، فيما تفرض القوات المشتركة «حصاراً على المسلحين الحوثيين الذين يتحصّنون داخل مبنى المطار» حيث بدا أن لهم جيوباً في الداخل.

وتشير معلومات إلى أن نجل مؤسس جماعة الحوثيين عبدالله حسين بدر الدين الحوثي بين قياديين في الجماعة محاصرين داخل المطار.

ووضع الحوثيون سواتر ترابية وحفروا خنادق أمام مبنى الجوازات على الطريق المؤدي الى المنطقة «كيلو 16» شرق الحديدة. وأشارت مصادر إلى أن الميليشيات حفرت خنادق داخل المطار في محاولة لفك الحصار.

ومساء أمس، قصفت بوارج حربية تابعة للتحالف في شكل مكثف مواقع للحوثيين في ساحل الكثيب قرب ميناء الحديدة.

وتمكنت «ألوية العمالقة» من إسقاط طائرة من دون طيار تابعة للميليشيات في «منطقة النخيلة» (جنوب الحديدة) محمّلة عبوات.

واستهدفت غارات للتحالف تجمعات للحوثيين في منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي حوّلته الميليشيات إلى ثكنة عسكرية. كما دمرت أهدافاً للانقلابيين في منطقة «كيلو 16» في ضواحي مدينة الحديدة.

وأكدت مصادر أمس سقوط عشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، في مواجهات مع قوات المقاومة، وغارات لمقاتلات التحالف في محيط مطار الحديدة وداخله. وأشارت مصادر طبية إلى أن مستشفيات صنعاء استقبلت خلال الأيام الماضية مئات من القتلى والجرحى الحوثيين بعدما عجزت مستشفيات الحديدة عن استيعابهم. وأضافت أن الحوثيين اتصلوا بذوي القتلى وطلبوا منهم استلام جثث أقاربهم ودفنها في شكل عاجل.

وشهد المدخل الجنوبي الغربي لمركز مديرية الدريهمي معارك عنيفة وقصفاً أعنف لمقاتلات التحالف استهدف تعزيزات للحوثيين شرق المديرية. وقالت مصادر في القوات المشتركة لقناة «سكاي نيوز عربية» إن ما يعيق تقدمها إلى مركز المديرية هو «تمترس الميليشيات في المناطق السكانية»، مشيرةً إلى أن المقاومة ما زالت تفرض حصاراً مشدداً على جيوب الانقلابيين داخل مركز المديرية.