قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده تعتبر الإرهاب هو التحدي الأكبر الذي يواجه آمال شعوب المنطقة في تحقيق التنمية الشاملة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده في فيينا أمس مع رئيس البرلمان النمساوي والمجلس الوطني النمساوي فولفجانج سوبتكا الذي رحب بزيارة شكري إلى النمسا، مشيراً إلى أن بلاده تولي العلاقة اهتماماً خاصاً في ظل وضع مصر الإقليمي والدولي المتميز، وأنه يوجد بالبرلمان النمساوي 47 مجموعة صداقة، وأنه يتطلع إلى إنشاء مجموعة صداقة مصرية/‏ نمساوية بالبرلمان النمساوي.

وكشف المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن رئيس البرلمان أبدى إعجابه الشخصي بالتقدم الاقتصادي الكبير الذي تشهده مصر حالياً، وتطلعه إلى تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين مصر والنمسا، كما استفسر عن تقييم شكري للتحديات المشتركة المرتبطة بقضايا الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، وهو ما قام شكري بالرد عليه باستفاضة، مستعرضاً مختلف عناصر الرؤية المصرية تجاه تلك القضايا.

وأوضح أبو زيد أن وزير الخارجية سلط الضوء على مؤشرات تحسن الاقتصاد المصري مع تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، داعياً إلى توجيه الشركات النمساوية إلى الاستثمار في مصر بقوة في المشاريع القومية العملاقة، خاصة تنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. كما أشار إلى اهتمام الدولة المصرية بمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً أن التعاون المصري الأوروبي يمثل مصلحة مشتركة، تضيف لرصيد العلاقة الاستراتيجية بين الجانبين.

وفيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، استعرض شكري رؤية مصر، معتبراً أن الإرهاب يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه آمال شعوب منطقتنا في تحقيق التنمية الشاملة، وشرح في هذا السياق نتائج العملية الشاملة «سيناء 2018»، والمقاربة الشاملة التي تنتهجها مصر لمحاصرة الجماعات الإرهابية من جميع الجوانب الأمنية والمالية والفكرية. وقال السفير أبو زيد، إن اللقاء تناول أيضاً دور مصر في التعامل مع الملفات الإقليمية الحيوية والأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، وأهمها الأوضاع في سوريا وليبيا، حيث اهتم رئيس البرلمان النمساوي بالتعرف إلى رؤية مصر إزاء هذه القضايا، مثمناً بشدة المواقف المصرية المتوازنة التي تمثل حجر الزاوية في الأمن والاستقرار الإقليمي، وأعرب رئيس البرلمان عن تطلع النمسا لزيادة التنسيق مع مصر بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة خلال الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي خلال العام المقبل.