أسئلة عن مصير الاتفاقات بعد إسقاط «معراب» شقير: الحريري متفائل بولادة الحكومة هذا الأسبوع

 نقل وفد من الهيئات الاقتصادية عن الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري تفاؤله بولادتها الأسبوع المقبل، وتمنى «أن يترجَم التفاؤل الذي سمعناه أول من أمس من الرئيس نبيه بري»، فيما أوضحت مصادر مواكبة اتصالات معالجة عقد التأليف لـ «الحياة»، أن ترجيح الجو الإيجابي يتوقف على نتائج اللقاء المرتقب بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، بعد أن التقى الفرقاء الآخرين المعنيين بهذه الجهود.


وذكرت المصادر أن الحريري التقى أول من أمس وزير الأشغال يوسف فنيانوس عن «تيار المردة»، وناقش معه ما آلت إليه خطوات معالجة العراقيل أمام إنجاز الحكومة بعد لقائه الأربعاء الماضي رئيسي «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، و «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وزار وفد الهيئات الاقتصادية المؤلف من رئيسها محمد شقير، رئيس مجلس إدارة جمعية المصارف جوزيف طربيه، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل ورئيس اتحاد رجال الأعمال للبحر المتوسط جاك صراف، الحريري ظهر أمس. ووصف شقير اللقاء بأنه كان ممتعاً وساده تفاؤل كبير للغاية. سنمضي عطلة نهاية أسبوع ونحن في غاية الراحة، فالرئيس الحريري متفائل بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة جداً، وهذا التفاؤل ينعكس علينا جميعاً كقطاع خاص ورجال أعمال ومستثمرين.

أضاف: «نحن مؤمنون بهذا البلد ومتفائلون به، وكل ما نطالب به كهيئات اقتصادية وقطاع خاص هو أن تتألف حكومة في أسرع وقت ممكن، لكي نتمكن من السير بكل المشاريع التي بدأتها الحكومة، وأولها مؤتمر سيدر».

وأجواء التفاؤل هذه كان عكسها أيضا رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بعد اجتماعه بالحريري ليل أول من أمس، فقال: «كلي ثقة بقدرة الرئيس سعد الحريري على مواجهة التحديات الكثيرة والكبيرة التي تواجه لبنان في المستقبل، ومستقبل لبنان هو مستقبل الكويت، واستقرار لبنان هو استقرار لكل الدول العربية، وبخاصة الكويت». كما أكد أن البرلمان (الكويتي) بأغلبية ساحقة، إن لم يكن بإجماع، لا يمكن أن يرفض أي مساندة أو دعم للبنان وللحكومة اللبنانية».

إلا أن مصادر مواكبة لاتصالات الحريري ربطت التقدم في معالجة العراقيل أمام التأليف بلقاء الحريري مع باسيل، لأن هناك اتفاقاً حصل بين الرئيس المكلف وبين كل من جنبلاط وجعجع حول حلول لمسألة التمثيل، استناداً إلى المطالب التي طرحها كل منهما على الحريري في التمثيل الدرزي وفي التمثيل المسيحي. وإذ تكتمت المصادر على أفكار الحلول المطروحة بين الرئيس المكلف وبينهما، فإنها قالت لـ «الحياة» إن «التوافق حصل على تسهيلات من قبلهما للرئيس المكلف، بحيث يؤدي ذلك إلى تيسير قيام الحكومة ضمن التوازنات القائمة على ضوء نتائج الانتخابات النيابية». ورأت أن المشكلة باتت محصورة بين ما يريده باسيل وما يقترحه الحريري من تصور مقبول وفق ما أفرزته الانتخابات.

وكررت المصادر المعلومات المنشورة عن أن باسيل يريد 10 أو 11 وزيراً لـ «التيار الحر» ولرئيس الجمهورية تتوزع بين 7 للتيار (أو 6 ) و4 للرئيس، ويرغب بتولي من يسميهم فريقه معظم الحقائب الرئيسة. ورجحت المصادر نفسها أن يكون سبب نسف قيادة «التيار الحر» اتفاق معراب على توزيع الحصص الوزارية خلال ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتساوي، هو الخروج من القاعدة التي تضمنته بالنسبة إلى حصة الرئيس الوزارية أي 3 على 30 وزيراً.

وتحدثت المصادر عن أن هناك ريبة إزاء أي اتفاق جديد مع «التيار الحر» بعد تراجع الوزير باسيل عن توقيعه اتفاق معراب «السري للغاية». ونقلت المصادر عن مرجع كبير قوله إنه إذا كان يمكن المرء أن يتملص من توقيعه على اتفاق مكتوب فكيف يمكن أن يكون الأمر إذا حصل اتفاق شفهي معه؟».