أربيل

 أكد قيادي في تيار «الحكمة» بزعامة عمار الحكيم أن حالاً من الـ «ضبابية» ما زالت تخيّم على توجهات القوى الشيعية في ما يتعلق بالإعلان عن «الكتلة الأكبر» لتشكيل الحكومة الجديدة، فيما أعلن الحزبان الكرديان «الديموقراطي الكردستاني» و «الاتحاد الوطني» اتفاقهما على «طرح أجندة مشتركة» خلال مشاورات تشكيل الحكومة.


وأخفقت القوى الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت خلال أيار (مايو) الماضي، في تشكيل «الكتلة النيابية الأكبر»، في وقت يعزو سياسيون التأخير إلى تداعيات الطعون المقدمة في نتائجها، والتي أدت إلى صدور قرار بإجراء عملية عدّ وفرز يدوي جزئية للأصوات، ما دفع القوى السياسية إلى التريث، إلى أن يتم الإعلان رسمياً عن النتائج النهائية.

وقال عضو لجنة المفاوضات عبدالله الزيدي إن «الجميع ينتظر المصادقة على نتائج الانتخابات»، لافتاً إلى أن «المشهد لا يزال غير واضح في شأن هيكلة التحالف الأكبر». وأشار إلى أن «هناك وجهات نظر عدة في هذا الشأن»، إذ يرى البعض أن القوى الشيعية الخمس ستشكل جميعها نواة هذا التحالف، فيما يرى البعض الآخر أن النواة ستكون في ائتلاف ثلاث من هذه القوى». ولفت إلى أن الحراك الذي حصل، يشير إلى تقارب بين ائتلاف «دولة القانون» (بزعامة نوري المالكي) وائتلاف «الفتح» (بزعامة هادي العامري)، مقابل تقارب بين «تيار الحكمة» (بزعامة عمار الحكيم) وائتلاف «سائرون» (بزعامة مقتدى الصدر) و «النصر» (بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي)». وزاد: «هناك ورش عمل وبرامج، والسؤال المطروح يتمحور حول ما إذا كنا سنشهد تحولاً كبيراً لتندمج كل القوى الخمس؟». وتابع: «طبعاً من الصعب التكهن حالياً، على رغم أن هناك رؤية في هذا الاتجاه».

وفي شأن الموقف من الأكراد، أكد الزيدي أن «الخارطة الكردية تبدو واضحة جداً، فالحزبان الرئيسان في إقليم كردستان (الديموقراطي) و (الاتحاد الوطني) اتفقا على أن يدخلا المفاوضات معاً، باستثناء بعض الخلافات التفصيلية في شأن منصبي رئاسة الجمهورية ومحافظ كركوك». ورأى أن «موجة الاحتجاجات التي شهدتها المحافظات الجنوبية أخيراً، ستدفع بقوى سياسية خصوصاً الشيعية منها، إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، بعدما وصلت رسالة المحتجين حول تردي الخدمات». وأضاف: «هذه كلها عوامل ضاغطة، وسنكون مقبلين على ماراثون سياسي لتشكيل تحالف واضح المعالم بعد الإعلان رسمياً عن نتائج الانتخابات بعد انتهاء عملية العدّ والفرز اليدوي للأصوات».

على صعيد آخر، قال الناطق باسم «الوطني الكردستاني» سعدي بيره خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس، مع نظيره في «الديموقراطي» محمود محمد بعد اجتماع قيادة الحزبين: «لقد اتفقنا على دمج مطالب الحزبين وجعلها مشروعاً وطنياً مشتركاً». وأضاف: «سبق أن أبلغنا القوى العراقية بأننا سنتفاوض في بغداد بوفد مشترك».

وأشار إلى اتفاق الجانبين على «تبني اقتراح للحوار مع جميع القوى الكردستانية لتحقيق إجماع داخل البيت الكردي والذهاب بمشروع مشترك إلى العاصمة». وأكد محمد أن «أبوابنا ستبقى مفتوحة أمام جميع القوى الكردستانية، وننظر ببالغ الأهمية إلى أن تشاركنا في موقف موحد».