من الصعب إقناع العالم بأن امرأة واحدة أخذت حقوقها بالكامل وأن الدين تكفل بحمايتها والواقع يناقض كل ذلك،حاولت أن أضع المساحيق التكميلية كي أكذب على العالم أنها فعلاً امرأة بالغة ناضجة ولكن قاصر فعلياً، حاولت بكل الظنون أن أحسّنها لكن لا جدوى مع قصة الأرملة التي شكت لي عن حالها مع أبنائها الخمسة ، من أكبرهم إلى أصغرهم يحاول الإستئذان منها عند الخروج وعندما تريد أن تسافر أو تنهي مصالحها لابد أن يصرح لها ولي أمرها الإبن الاكبر الذي ورث الوصايا على النساء من أبيه على أمهِ فكيف يحدث ذلك ؟! إنها امرأة يا سادة لا فرق بينها وبين الذكر سوى أعضاء والعقل واحد وكيف نحدد بلوغ الذكر ونتناسى رشد المرأة؟! هل أخذوا بفتواهم بأن المرأة ناقصة عقل وعمم عليها أن تكون قاصراً حتى تموت !، والعجب أن النساء أكثر دهاءً وإنجازاً من الرجل إن قُورن بها فكيف إذا تحدثت بالحق رجموها وقالوا اسكتي إن صوتك لمنكر .

‏إن أسوى ما تقوم به هذه المرأة الخاضعة الخانعة لهذه الأحكام التي لم ينزل بها الرب من سلطان هي أن تجادل امرأة أخرى ذات وعي عالٍ في أنها قاصر وأنها فعلاً قاصر ولابد لها أن تستظل حياتها تحت سقف هذه الولاية المبتدعة، وربما المرأة عدوة المرأة في تحقيق النجاح .

‏قيود وضعوها على المرأة مع أنها أتت على الدنيا حرة فرُبط عنقها بولاية الأب وتنتقل هذه الولاية من الأب بعد النضوج إلى الزوج وإلى الإبن إذا فقدت زوجها وهكذا .. وكأن الذكور هم حكماءٌ على هذه المرأة فمسكينة هي عار وعورة مهما أحسنوا الظن بها تبقى نكرة حتى يضيف لها سيد الذكر الحرفين 《 ال 》وتصبح معرفة ، إنها مهزلة العقل أن يصدق هذه الخرافات اللادينية وجعلها من كمال الدين بوضع هذه القوانين الخرقاء على نساء عاقلات،إن مصيبتنا ليست في ديننا بل مع المتدينين الصغار الواهمين بأن الله بعثهم ليكملوا الدين من هوسهم الدائم فيها تقزيم المرأة إن مثل هؤلاء ليسوا إلا عبءٌ على الدين الصحيح فهم يشوهوا حقيقة ويفتروا على المرأة ووصل إلى سوء الظن بها وتعميم الرذيلة بهن فهل تستحق الأم الزوجة الأخت أن يكون ولي أمرها ملتحٍ منافق لا يخاف الله فيها؟! ، فأن يحكم داعية فتن على المرأة فكيف نصدقه وهو محراث الفتن في الحروب والتطرف والإرهاب !؛ إن المرأة لن تصلح على أيديهم وإن أبشع من خطابه التهويل على المرأة وكأنه يريد الصلاح لها ، إن أظلم ما نشاهده فيه أن يتحدث عن حماية المرأة وهو يضطهد المرأة بالتعدد بالمثنى والثلاث والرباع ماأبشع هذا التدين وما أقبحه، فلن يصنع هؤلاء جيل إلا منافق حينما نأتيهم بالقمع والإجبار على فعل الفضيلة، الفضيلة تنبع من نفسها ولا تأتي بالتهويل والصراخ فحقاً نسيت اسمه تماماً كما نسي الغدة التي تؤثر على مبايض المرأة حينما حرم قيادتها لها . فعذراً فهي ليست درة مصونة بعد القمع ولست أنت مفتي حتى نعمم فتواك إن الدين واضح والعقل واضح والحرية خلقت لجميع الجنسين .

‏الولاية في الجاهلية وضعت من أجل ان يخضع العبد لسيده حتى يعتق والمرأة السعودية مربوطة بصك الولاية في عنق الذكور السابقة حتى يتم تأديبها من نفسها فهي عار وعورة على المجتمعات، فمهما امتلكت من منصب قيادي أو دكتورة أو مسؤولة فهي ليست حرة لنفسها فهي قاصر لم تبلغ بعد حتى إسقاط هذه الولي عنها فعذراً يا من تقرؤن كتابتي كل مرة هنا : أنا قاصر مع التحية .

Get Outlook for iOS