أقيم في مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة الملتقى الأول لمبادرة مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي بعنوان "بالعربية تواصلنا" وقد جرى الملتقى برعاية الشيخة الدكتورة شما بنت محمد، وشمل الملتقى فقرات ثقافية منها القراءة وأثرها في إحياء اللغة العربية والتنشئة اللغوية للأطفال (الأدوار والمسئوليات وأثر شبكات التواصل الاجتماعي في اللغة العربية والتعلم الالكتروني لمهارات اللغة العربية واختبار العين لقياس الكفاءة في اللغة العربية والتحديات التي تواجه اللغة العربية وجوائز التميز وأثرها في دعم اللغة العربية. وجرى في آخر الملتقى نقاش عام شارك فيه الحضور وطرحوا فيه أفكارا جديرة بالاهتمام وأسئلة في صلب عملية اكتساب اللغة. 

تميز الملتقى بالثراء الفكري والحماس الشديد، وقد تغنى فيه المشاركون بمكانة اللغة العربية وثرائها وإمكاناتها التي تفوق الكثير من لغات العالم، وقدرتها على استيعاب المستجدات، كما تحدث المختصون عن سبل تعزيز تنمية القدرة اللغوية لدى الأطفال مشددين على دور الوالدين وإمكانية تحويل شغف الأطفال بشبكات التواصل الاجتماعي إلى قنوات لإثراء قدرتهم في اللغة العربية وأبرزوا أهم المواقع التي تعزز النمو اللغوي لديهم. وقد طرب الحضور لقصيدة تغنت باللغة العربية وفضائلها حسب الحروف الأبجدية. 

يعكس الملتقى السياسة العامة التي تنتهجها الدولة والمتمثلة بالتركيز على اللغة العربية السليمة، وكان قد سبقها مبادرة "أبو ظبي تقرأ" جرى فيها حشد كافة الجهود لجعل القراءة عادة يومية لدى كافة شرائح المجتمع. والجدير بالذكر أن كافة الجهات الحكومية لا تقبل أية وثائق بغير اللغة العربية، أو مرفقة بالترجمة المعتمدة. ومما يثلج الصدر أن المشاركين بالملتقى كانوا من كافة الجنسيات العربية، اجتمعوا في ملتقى واحد لتحقيق هدف واحد. 

يبقى أن نقول أن تقوية اللغة لا يكون من خلال التعلم الرسمي المقصود، بل من خلال الاكتساب أولا، ولا يكون الاكتساب إلا في بيئة طبيعية يجري فيها التفاعل باللغة العربية السليمة، فيكتسب الطفل اللغة الصحيحة دون وعي، وبعد أن يتم إرساء الأساس المتين للغة، تجري عملية التعليم الرسمية التي تبرز المواضيع التي تحتاج إلى تعليم وشرح وتفصيل وإدراك واع وتعزيز وإثراء. فإذا كانت البيئة الأساسية للطفل في مرحلة المبكرة تخلو من اللغة السليمة، فسوف يواجه الطفل مشكلة في تعلم اللغة واستخدامها فيما بعد. فالاكتساب العفوي يسبق التعلم المقصود، وهنا يكمن التحدي للوالدين وأسرة الطفل، إذ يجب أن يوفرا بيئة طبيعية يجري التفاعل فيها بلغة عربية سليمة، وتشجيع الطفل على التعامل بها، لكي يتم بناء الأساس اللغوي قبل عملية التعليم الرسمية.