لم يكن مفاجئاً أن تنشر الصحف البريطانية&–&12 ديسمبر -&في صدر صفحتها الأولي خبر اعتقال الأجهزة الأمنية لستة اشخاص " كانوا يُحضرون لعمل إرهابي&في لندن وفي خارجها&" .. وذلك ضمن حملاتها " الإستباقية " المتواصلة منذ&بداية العام الماضي لمكافحة التطرف&وحصاره&ومنع وقوع عمليات إرهابية&..

وقع&ذلك&بعد ثلاثة أيام&فقط&من تصريح&–&9 ديسمبر - المدير الجديد لوكالة الإستخبارات البريطانية&MI6أليكس يانجر&والذي جاء متزامناً مع نشر التقرير الذي&أعده جيل دو كيرشوف مُنسق الإتحاد الأوربي لقضايا الإرهاب ،&حيث أكد&إستعداد دوله لمواجهة من يعود من الـ 2500 " متطرف أوربي " المنتشرون في ساحات القتال بين العراق وسوريا&تحت وطأة الهزائم المتلاحقة التى يتعرض لها تنظيم داعش&الدموي&في كلا الساحتين&..&

اعترف إليكس في&رده علي ما طرحه الإعلاميون من أسئلة أن الأجهزة الأمنية تُعول كثيراً&علي تأهب المجتمع ويقظة إبناءه&ومسارعتهم التطوعية بـ&" تقديم المساعدة والدعم "&للجهات المختصة ،&وطالبالمواطنون عامة&بأن يكونوا علي قدر كبير من " تَفهم&للأوضاع " التى بموجبها تم رفع مؤشر التأهب&الذي حدده " مركز تحليل الإرهاب المشترك في جهاز&MI5&،&بين افراد اجهزة الشرطة إلي المستوي قبل الأخير&بإعتبار أن الوضع في البلاد " حاد أو خطير "&..&

وختم المسئول الكبير&مؤتمره الصحفي بتذكير المجتمع ووسائل إعلامه أن الأجهزة الأمنية " أحبطت منذ شهر يونية عام 2013 ،&أكثر من&12 عملية إرهابية " أتي المخططون لها من أراضي تشهد صراعات&"&ليس للدولة عليها أي سيادة "&مؤكداً&أن كل عملية منها كانت تهدف&إلي ترويع المواطنين&وإزهاق أرواحهم&وإشعارهم بعدم الأمان ..&

مصارد الإرهاب التى تتخوف منها دول الإتحاد الأوربي والمملكة المتحدة&، ثلاث&،&وكلها تعمل علي تقويض سيادة الدولة ..&

أولاً .. التفجيرات بكافة أشكالها&التى&تعمل علي حصد الأوراح وتخريب المنشآت&العامة والخاصة&، كالتي شهدتها لندن وبروكسل وباريس&..

ثانياً .. الهجمات الإلكترونية علي الإنترنت&التى تُحرض البعض علي الإنضمام إلي التنظيمات الجهادية التى تقاتل خارج حدود الإتحاد الأوربي&وتلك التى تُشكك في سياسات الدول الأوربية تجاه الإسلام والمسلمين&..&

ثالثا .. تجنيد الأطفال&عن طريق سيطرة الأفكار الجهادية علي عدد من المدارس الحكومية التي يتولي ادارتها أناس معروفون بتطرفهم&إلي الحد الذي&جعلهم يشطبوا&دروس الفن والموسيقي&من المنهج الدارسي&، وحصروا المواد العملية فيما تسمح به الشريعة الإسلامية من معارف ، بل أن بعضهم اطلق أذان الصلوات من داخلها&..

علينا أن نعترف ..&

أن هذه التقارير&التى تتحدث عن&تلك&المخاوف&،&لا تُغفل المحاولات المتتالية من جانب الحكومات الأورربية لتمهيد الطريق أمام الجماعات الإسلامية&"&المسالمة&" &التى تبدي حرصاً&مضاعفاً&للتقليل من مبررات عزلة&أبنائها ، لكي تتمكن من&زيادة معدلات الإندماج بشكل متوازن مع نمط الحياة في كل منها ..&

وأن&الكثير من الزعامات&الدينية&الإسلامية نجحت&بششكل ملحوظ&في&مقاومة دعاوي&التطرف والتشدد&، وقاومت عوامل إبقاء حالة إنفصال المسلمين عن مجتمعاتهم الغربية التى يعيشون في كنفها&.. ونجحت إلي حد بعيد&في دفع العديد&منهم للإهتمام&بالتطورات المجتمعية والمشاركة في قضايا المجتمع الإنسانية ..&سعياً وراء بناء&نوع من الإنسجام المجتمعي مع سياسيات الحكومات التي ترتكز علي خدمة المواطنين&بصفة عامة&من ناحية وتنمية متطلبات التمازج بين الثقافات المختلفة التى تتواجد في المملكة المتحدة&وفي غيرها من الدول الأوربية&من ناحية اخري ..&

يمكن القول ..&

أن النتائج العملية لمحاولات&الأجهزة المختصة&وما كشفت عنه جدية مساعي الزعامات&الدينية&، دفعت الأجهزة الرسمية والشعبية&إلي الإعتراف بأن&المسئولية&المجتمعية يجب أن تتسع لتشمل ..&

ا -&مقاومة الإرهاب والتصدي للتطرف&وكشف&وتعرية&من يخططون&للقيام بعمليات تهز استقرار وامن المجتمع ..&

ب - وأن يكون الشغل الشاغل لكل المواطنين تقديم يد العون لمحاصرة&خلاياه ووقف&نشاطها&خاصة&بين&هؤلاء&الذين&يتشاركون في الإيمان بسيادة دولهم وبالقيم الديموقراطية&وحتمية الحفاظ عليها وتنميتها ..&

[email protected]