غالبا مانَـتّهم الرجل الشرقيّ بانه مهووس بالنساء وشغله الشاغل هو المرأة ولا يكتفي بواحدة ويُمنّي نفسه بالمزيد من الجنس الناعم وعقد الصداقات مع النسوة ولايتحرّج من الزواج المباح له تعدّدا كما تسمح له عقيدته الدينية أو حتى الاقتران خارج اطار الزيجات ولو اقتضى الامر ان ينحو نحو الخيانة الزوجية طائعا راغبا او مكرها من اجل إرضاء نفسه التوّاقة الى الشهوات أيا كان شكلها سواء مشرعنة امتحت العباءة السريّة الخفيّة .

لكن الحقيقة تشير ان ليس الرجل الشرقي وحده من يتّهم بتعدد الزوجات ويقيم علاقات خاصة مع الحريم خارج إطار مانسميه العشّ الذهبي المشرعن ؛ إنما الرجل الغربي أكثر ميلا الى النساء بأشواط عديدة ، ولا فرق أبدا بين من يعدّد الخليلات ومن يعدد الحليلات الاّ في جانب الحرام والحلال دينيا .

مما أثار اندهاشي مؤخرا انني قرأت استطلاعا عالميا للرأي أعدته شركة " ستاتيستا " المتخصصة بهذا المجال المهتمة المعروفة بدقّتها والتي تعنى بتنفيذ إحصائيات الجهات الطالبة سواء المؤسسات الاعلامية الكبرى والشركات العملاقة الباحثة عن تسويق منتجاتها حيث أشارت الى اكثر عشر دول اوروبية يخون فيها الرجل امرأته ؛ اذ بلغت نسبة الخيانة الزوجية في الدانمارك 46% وفي المانياوايطاليا 45% وفي فرنسا 43% وفي النرويج 41% وفي بلجيكا 40% واسبانيا 39% بينما حصلت بريطانيا وفنلندا على نسبة 36% وهي ادنى نسبة أثبتتها الشركة المذكورة ، بينما تشير أرقام المعهد الفرنسي لاستطلاعات الرأي الى تقديرات قد تصل الى 55% للرجال حصراً في فرنسا وايطاليا بينما تصاعدت النسبة بحدةٍ خارج اوروبا؛ ففي تايلندا الآسيوية مثلا وصلت الى 56% للرجال خائني قريناتهم .

انا عن نفسي لااستغرب هذه الأرقام مع ان الاخرين قد يرونها مفزعة في بلدان تكاد فيها الزيجات وتشكيل الأسر تختفي تدريجيا لتقتصر على المساكنة ومشاركة العيش لآمادٍ قد تقصر او تطول بلا عقود زواج او قران رسمي موثّق في المحاكم الشرعية او دوائر الاحوال المدنية .

اما ذكورنا الشرقيون ونحن العرب منهم فيضطرون الى توثيق روابطهم الجنسية وتلبية احتياجاتهم الشهوانية بوريقات تشرعن تلك العلاقة بين الذكر والانثى رغم ان الهدف والغاية واحدة وسيان مايفعل الاثنان الشرقي والغربي .

لست هنا معترضا عمّا تفعل ايها الرجل الشرقي وحسنا انك تساير ماتريده الاعراف والتقاليد والاطر الدينية في مجتمعك وتستمع الىنصح مشايخ الدين وابتكاراتهم المصطنعة بشأن الزواج بأنواعه .

فإذا أردت ان تشبع نوازعك وميلك للجنس الآخر فما عليك الاّ ان تغلف مشاريعك بوريقة شرعية مختومة وتدفع رسومها مالا بخسا في المحكمة الشرعية مع شاهدين تجلبهما استئجارا من باب المحكمة لتُظهر نفسك انك تخاف الله لتكون بريئا تماما من الذنب ان كان ثمة ذنب مع ان كل الطرق تؤدي الى الغرض نفسه .

ومادمتَ ميّالاً الى ان تكون " نسونجيا " كما يقول اهل الشام ؛ فهذه روشتا رجالية لتختار الفضليات من الاناث لتكون سعيدا في حياتك مع نسوتك العديدات وما عليك الاّ إتّـباعها لو كنت زير نساء وتريد انتهنأ لما بقي من سنوات عمرك ؛ فمن تزوج اربعا مات سعدا وجذلا ، واياك اياك ان تهفو قيد أنملة عن اتباع وصايا الروشتا كي لاتنقلبحياتك سعيرا .

1) عليك ان تحظى بربّة بيت شغّالة دائبة تساعدك في شؤون الطبخ والتنظيف وتلبية متطلباتك من الطعام والشراب وترتيب هندامك وكويّ ملابسك وتنسيق آثاثك والعناية بمكتبتك وأغراضك الشخصية .

2) ابحث عن امرأة بشوشة تملأ البيت مرحا وخفّة ظلّ في طلعتهاالمشرقة والمستبشرة ولسانها المعسول وتنثر ابتساماتها بين الأرجاءليكون كل شيء ضاحكا مرحا .

3) ارتبط بامرأة كتومة وحريصة تصون ماعندك ولاتعرف الكذب والنفاق ؛ تحفظ مالك وأسرارك في عملك وما تجنيه من ثروة وجاه ومركزٍ عالٍ دون ان تجادلك او تتخاصم معك مهما بدر منك من نزق وتأفف وامتعاض .

4) اختر امرأة جميلة مليئة بالأنوثة والإغراء والاشتهاء ، تغدق لياليك متعةً وتلهب مشاعرك رغبةً جامحة في الفراش وتؤنسك جسدا وروحاًفي لياليك الحمر .

5) توخّ الحذر ، وهذه هي الوصية الاهمّ ، وكن حريصا على انلاتعرف كل امرأة من النساء الأربع ان أيّا منهنّ في عصمتك وإلاّفأنت ستموت مثل كلبٍ سائبٍ عقور وترمى في لحدك منبوذا منسيّا ؛ فمثل هذه الزيجات المتعددة سلاح ذو حدين اما ان تكون في غاية المرح والسعادة او في خضم الهمّ والبلوى لو انكشف أمرك .

وكما قال احد أسلافنا الخطباء : احفظ عني خمسا فلو شددتَ اليهاالمطايا وقطعت البراري والقفار لم تظفر بمثلها منجاةً ، تلك وصفة السعادة والتعاسة معاً وما عليك سوى ان تحسن التصرف لئلا يتحول النعيم الى جحيم والهناء إلى بلاء ، عافاك الله من البلايا والرزايا ونكد العيش فانا في حلٍّ من الضرّاء ان خالفتني ووقعتَ في البأساء .

[email protected]