بعد سلسلة من تفكيك لخلايا إرهابية في المغرب وبعد تحليل للوضع, خاصة وبعد إكتشاف مبايعة عشر شابات مغربيات لداعش, كن جميعهن يرتدين النقاب ومستعدات لتنفيذ هجمات إرهابيه ضد وطنهم. قررت وزارة الداخلية المغربية منع خياطة البرقع المشابه للبرقع الأفغاني أوتسويقة في المحلات التجارية .. ويحتدم الجدل بين التجار الذين يؤكدون بانهم يبيعون النقاب وليس البرقع وأن قرار الحكومة بمنع البرقع فقط ؟؟

بينما كلهم يعلمون بأنه لا فرق كبير بين البرقع والنقاب ؟؟ فكلاهما ’يخفي معالم الوجه كليا بحيث لا تستطيع التعرف على لابسه أو لابسته ؟؟ و’يهدد السلم والأمان المجتمعي ويمنع التواصل الإجتماعي ؟؟

حجة السلفيين في رفض المنع الحكومي 

1- المنع سيحدث إنقساما في المجتمع لأنه لا يمكن إجبار النساء على عدم تغطية وجوههن وجسدهن ؟؟

2- منع تداول النقاب فيه تطاول على الحرية الشخصية و""هل حقوق النساء اللواتي يردن أن يرتدين النقاب أقل من حرية النساء الأخريات اللواتي يلبسن لِباسًا قليلاً يكشف أغلب أجسادهن""

3- أن مثل هذه الإجراءات بالمنع لن تحد من التطرف بل ستغذيه أكثر ؟؟ 

4- أن المسلمون عرفوا النقاب لمدة خمسة عشرة قرنا ؟؟؟؟ وأنه لباس عفة وأن منعه سيؤدي إلى الفجر والفسق ؟؟

5- أن ليس هناك من أي دواع أمنية مهما كانت ’تبرر حظر لباس إسلامي ؟؟ 

سيدي القارىء .. دعنا معا نحلل الحجج السابقة .. 

الإنقسام في مجتمعاتنا العربية كلها حاصل ..ولا يقتصر فقط على من تلبس النقاب أو لا. بل تعداه إلى إنقسام مجتمعي حاد بين من ’يطالب بحقه في الأمن والأمان خاصة من هؤلاء المنقبات . وبين تلك الشريحة التي تريد إحتكار المجتمع بالغلو في التدين . إضافة إلى إنقسامات مجتمعية اخرى متعددة.

لايمكن إجبار النساء... بينما ’تجبر المرأة على إستئذان الولي .. و’تجبر على الزواج .. و’تجبر على عدم الخروج من البيت ؟؟؟؟

أن هذا المنع فيه تطاول على الحريات الفردية للنساء ؟؟؟ وهو أمر مشكوك فيه كليا فالنساء في مجتمعاتنا محرومات كليا من كل اشكال الحريات .. بدءا من الحرية في إختيار الشريك. تؤكدها سلطة وتسلط الولي لحرمان المرأة من أي حريات أو إختيارات فردية؟

البرقع رمز العفة ؟؟؟؟ البرقع لن يحد من السلوكيات المشينة أو الشذوذ الموجود في مجتمعاتنا تماما كما هو موجود في الغرب وفي كل البشر ولكن البرقع يساعد على التخفي وخلق إزدواجية أخلاقية في المجتمع وتحت مبدأ الستر ’تخفى كل الجرائم المجتمعية ضد المرأة بدأ من قتل الشرف .. وليس إنتهاء بالإغتصاب حتى من الأقارب ؟؟

أن منع النقاب او البرقع سيغذي التطرف . لنعترف بأن ظاهرة لبس النقاب خلال العشروين سنة السابقة مع تصاعد الإسلام السياسي , وتحقير المرأة والترويج لدونيتها أدت إلى هوس جنسي وإستطلاع أكبر لما تحت النقاب .. وزاد من عمليات التحرش الجنسي .. وأدى إلى إستغلال هذا الكبت وحب الإستطلاع لجعل الشباب لقمة سائغه للتطرفثم الإرهاب سعيا لملاقاة الحوريات ؟؟؟ 

ليس هناك ما يؤكد بأن المسلمون عرفوا النقاب منذ 15 قرنا ؟؟ والدليل على ذلك أنه حتى الحجاب ذاته لا يزال محل جدل وحوار بين إعتباره فريضه ام لا أما النقاب فبالرجوع إلى تصريح الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة الإسلامية بالأزهر والنائب في البرلمان المصري التي صرّحت في 28 ديسمبر 2016 على صفحات جريدة إيلاف "" بأن النقاب عادة يهودية ولا يتناسب مع الشريعة الإسلامية التي حددت الملابس المحتشمة بأن تكون فضفاضة ولا تشف جسد المرأة وأنه ’يستخدم في الجرائم وأعمال نهى الله عنها ."" إضافة إلى أن الأصل هو تغطية "جلابيبهن" التي تعني أصلا ما فوق الصدر ؟؟ 

اما الدواعي الأمنية لحظره فهي متعددة وكثيرة . وعلى رأسها يقف صعود وتصاعد التنظيمات التي تتاجر بإسم الدين وتنشر التكفير في عقول الجيل الجديد بما يعطيه رخصة مفتوحة للقتل والإرهاب. بحيث أصبح الأمن القومي لكل الدول ’مهددا في أية لحظة محليا ودوليا بشخص ملفوف بعباءة سوداء ولا ترى من بداخلها ؟؟

إضافة إلى أن الإحصاءات والتقارير تؤكد بوجود العديد من الخلايا النائمة في كل مجتمعاتنا العربية والغربية , ’تهددة السلم والأمن .. ولا ’تفرّق بين أي من الأطفال الأبرياء ؟؟؟؟ 

""يقول الشيخ حسن الكتابي احد المعارضينللقرار ... بأن القرار باطل دستوريا لأنه لم ’يطرح في مجلس النواب ليصوت عليه ممثلي دافعي الضرائب"" .. قد يكون 

ولكن قد يكون الشيخ محقا في حق الشعب في طرح رؤيته لمستقبل المغرب . ولكن هذا الحق يتقلص أمام المخاطر الأمنية التي تواجهها الحكومة والتي عليها مسؤولية حماية المواطن أولآ وقبل كل شيء ..

نعم, خطوة الحكومية المغربية هي خطوة إستباقية إيجابية لحماية المجتمع من التطرف وحماية حق المواطنين في الأمن .. وأنا واثقه من أنه ستتلوها خطوات مماثله من الدول العربية .. لأن الدين والتدين لا يقاس بالنقاب ولا بالبرقع .. ويتنافى مع إرادة الخالق في حفظ النفس وحماية الحياة.