المستشفيات السويدية تعاني الآن من مشكلة تتفاقم مع مرور الزمن .المشكلة تكمن في المحافظة على قواعد النظافة الصحيةفي المشافي .

هذه المشكلة ليست محصورة في السويد فقط بل تشمل كل الدولالاوربية التي يعيش فيها المهاجرون والمشكلة تزداد مع ازدياد ارقام اللجوء .

قواعد النظافة في المرافق الصحية هي قواعد صارمة و هدفها هوحماية المرضى من الجراثيم التي تنتقل عن طريق الهواء او التماس او جهاز الهضم الى الآخرين .

لن ادخل في سرد تلك القواعد ولكن للتبسيط ولمعرفة ماهية تلك القواعد وجديتها واهميتها يكفي ان نذكر ان الطبيب اثناء عمله ممنوع عليه حتى من حمل ساعة اليد العادية التي نحملها بالعادة حول الرسغ والتي قد تكون وسيلة لنقل الجراثيم من مريض الى آخرعن طريق الحزام المصنوع من الجلد او البلاستيك .

ما ان يدخل مريض الى المشفى حتى تبدأ النخوة وتشتعل العواطف وتبدأ سيل الزيارت . الزوار ليسوا فقط افراد اسرة المريض وانما يشمل كل الاقارب من اعمام وعمات وخالاتوالاصهار وابنائهم والاصدقاء والمعارف والجيران الخ......

كل زائر يحمل معه الجراثيم والغبار والاوساخ ليس فقط الى المشفى واقسامه وانما يوصلها الى غرفة المريض بل يلصقها على وجىنتي المريض وفمه اثناء تبادل القبلات . طبعا هذا الود وحرارة اللقاء يشمل فتحتي الانف ايضا وكأن الزائر يريد التأكد من ارسال الجراثيم الى الاحشاء الداخلية للمريض . طبعا ليس هناك من داع لشرح الفوضى والفلتان والضجيج الذي يزعج العاملين و بقية المرضى في القسم لاسيما المريض الذي قاده القدر ان يرقد في نفس الغرفة .

عدد زوار المريض السويدي لا يتجاوز 3 الى 4 اشخاص على الاكثر ولكن تزدان طاولته بباقات الورد وعلب الحلوى التي ارسلت من الاهل والمعارف والاصدقاء دون القدوم الى المشفى .

بالمقابل نجد ان الطاولة عند رأس المريض المهاجر خالية تمامابالرغم من الحشود والجماهير التي زارته كل يوم على مدار الساعة . يعني ان معظم تلك العواطف الجياشة التي يبديها الزوار هي في الغالب عواطف خلبية وعنترة وفخفخة بالمجان حيث يبدو ذلك واضحا من منظر طاولة المريض .

لا شك ان الاهتمام بالمرضى ومشاركة الاهل والاصدقاء هو شعور نبيل وواجب اجتماعي واخلاقي ولكن بشرط ان لا تتحول الىزيارات تؤدي الى نتائج وخيمة على المريض وبقية المرضى في القسم .

يمكن السؤال عن المريض او الاتصال به من خلال الهواتف النقالة او رسائل الكترونية او ارسال الورود كما هو معمول به في هذه المجتمعات المتقدمة بدلا من الزيارات التي قد تؤدي الى نتائج سيئة كما ورد آنفا .

لا يمكن التخلص من هذه العادة اي زيارة المرضى بشكل عشوائي والاخلال بقواعد النظافة الصحية وتعريض المريض للتهلكة من خلال مقالة او عدة كتابات وانما الافضل ان يتم ذلك عن طريق التوعية التي تدخل ضمن واجبات الجهات الرسمية و منظمات المجتمع المدني .