تسلم الرئيس الغيني البروفسور ألفا كوندي يوم أمس مهمته كرئيس للأتحاد الافريقي في القمة المنعقدة في اديس ابابا بــ" اثيوبيا "مؤشر مهم على الحيوية والدينامية التي يتمتع بها هذا الزعيم الافريقي المحب والمناصر للقضايا العربية في جميع المحافل الاقليمية والدولية .

وتكللت مع رئاسته عودة مظفرة للمغرب الى الفضاء الافريقي المؤسسي بعد غياب عن عضوية هذه المنظمة لـ 33 عام . حدثان مهمان يرسمان علامات مضيئة في طريق المسيرة القادمة للقارة السمراء القارة البكر الواعدة فهي ليس تكتل سياسي انما هي عمق جيبولتيكي للمنطقة العربية اضافة الى ما حباها الله من خزان هائل للثروات المتنوعة .

ألفا كوندي ليس رئيسا عاديا فهو شخص مثقف واكاديمي واستاذ جامعي متخرج من جامعة السوربون وزامل خلال حياته الدراسية في باريس جيل من الطبقة السياسية الفرنسية ليس هولاند الرئيس الفرنسي احدهم وقد توج جهوده في مساع حميدة قبل تولي عهدته الرئاسية لافريقيا بتجنيب غامبيا البلد الافريقي ويلات الاحتراب الداخلي والنزاعات والتفكك على خلفية تداعيات رفض الرئيس الغامبي السابق يحيى جامع الأقرار بهزيمته في الانتخابات فذهب الى عاصمتها بانجول ولم يغادرها الا وقد نجح في اقناع الرئيس جامع في حزم امتعته ولوازمه الشخصية تاركا البلد لرئيسها المنخب الجديد .. نجاح مبهر لدبلوماسية الرئيس كوندي تقع عليه اليوم مهمة اصعب هي الاستمرار في بذل الجهد والمساعي والمبادرات لتحريك ملف الصحراء المغربية هذه القضية المزمنة لكي تشهد المغرب والجزائر طرفي النزاع عودة لعلاقاتهما الاخوية الطبيعية لتنتهي واحدة من ادق واعقد مشاكل القارة السمراء وقد سبق لي والتقيت الرئيس كوندي واستمعت منه الى رؤية منفتحة وعقل سياسي متقد يفكر بهدوء ويبتعد عن الاثارة ويحمل مشاريع وطنية وافريقية تتسم بتمنيات صادقة لتفعيل دور الشباب وتمكينهم من العمل للحد من الهجرة الانتحارية في عرض البحار الى المجهول كما انه يولي اهمية كبيرة للنساء وادوارهن في افريقيا وهو يقول ان لا قيود على نشاط المرأة في افريقيا فقط التحدي هو يكمن في كيفية العمل على فتح افاق عمل وإبداع امامها .

ومع عودة المغرب البلد المهم والركن الركين لقارة افريقيا وبوابتها الشمالية على اوربا وبتعاونه المؤكد مع العالم العربي فان هناك فرصة لبلداننا العربية في زيادة الاهتمام في افريقيا وهي نوعما وقياسا لما يحدث في اغلب اقطارنا العربية تعتبر مستقرة وتطمح نحو مستقبل افضل . 

صحيح ان افريقيا تعاني من المرض والأمية والبطالة والفقر لكن في احشائها الدرر على قول الأمير الشاعر شوقي ونحن ينبغي علينا توطيد علاقات استراتيجية لا تنظر لمنافع الحاضر انما الى عوائد المستقبل فهي درع العرب في الملمات الم ينصح رسولنا الكريم محمد (ص) في الهجرة اليها قبل أكثر من الف واربعمئة عام ..علينا ان نهاجر اليها الان مستثمرين وصناع حياة وامل ورواد رسالة إنسانية اشعت سابقا في عرض الارض وطولها .. غينيا والرئيس كوندي الذي نجح في وأد مرض ايبولا الفتاك في بلده وجلب لغينيا استقرار سياسي ممتاز وحلول لعدد من مشكلات البلد التنموية فهي تتطلع الى تعاون عربي افريقي يسهم في جعل رئاسة كوندي للاتحاد الافريقي فرصة لتعميق الصلات والاواصر وتجديد روابط الاخوة القديمة .

[email protected]