-1-

قبل استفتاء انفصال كردستان عن العراق الذي جرى في 25/9/2017 و خلال حملة دعائية في مدينة اربيل , قال مسعود بارزاني انه سيتحمل و لوحده مسؤولية تبعات الاستفتاء و ما ينتج عنه من مخاطر تهدد الامن القومي و الاقتصادي و السياسي في كردستان , تمادى البارزاني في وعده قائلا : سأتحمل المسؤولية حتى لو كان الثمن قطع رقبتي , نصحه الكثيرون داخل كردستان و خارجها بان التوقيت خطأ و الظروف الداخلية الكردية و الاقليمية و الدولية ليست صالحة كي ينفصل الشعب الكردي عن العراق و يعلن دولته المستقلة , لكن بارزاني تعنت برأيه و زم شفتيه غرورا و اصرارا .

 تعنت و غرور مسعود و سياسته الرعناء اخرجت كركوك من تحت سيطرة حكومة كردستان يوم امس 16/10/2017 , بسبب انسحاب فجائي غير مبرر لقوات البيشمركة المتمركزة في المدينة لمواجهة قوات الجيش العراقي و ميليشا الحشد الشعبي , قوات البيشمركة هذه و المكونة من (الفرقة سبعين) و (الفرقة ثمانين ) تابعة لمسعود بارزاني تتلقى كافة الاوامر و التعليمات من شن هجوم او انسحاب منه شخصيا ... انسحاب هذه القوات و التفريط بمدينة كركوك و تهجير الاكراد من هذه المدينة و تعريض الامن القومي الكردي للخطر يضع مسعود بارزاني امام خيارين لا ثالث لهما بحسب دستور كردستان , المادة 4 قانون جنائي معدل :

- الاستقالة فورا و سحب جنسيته و نفيه الى بلد اخر , و بذلك يكون قد حفظ ما تبقى من قطرات ماء قليلة بوجهه , يريح و يرتاح .

- اذا اصر ببقائه في السلطة و لم يستقل وديا يجب عزله و تقديمه الى محاكمة عسكرية وطنية بتهمة اصدارا اوامر عسكرية في غير محلها و بدون مبرر , و التفريط بارض الشعب الكردي (مدينة كركوك ) و تعريض امن المواطنين الى الخطر و التسبب بتعكير صفو الامن الوطني و التعايش السلمي .

-2-

ربما تتسأئل صديقي القارئ لماذا تم افتعال هذا السيناريو المخزي المذل للبيشمركة و للشعب الكردي في كركوك :

- لكي يخرج بارزاني نفسه من مأزق و ورطة الاستفتاء , حيث انه بعد التفريط بكركوك و تقدم القوات العراقية و كسر ارادة البيشمركة اصبحت نتيجة الاستفتاء بدون قوة قانونية و دستورية و عسكرية تحميها و تسعى لجعلها واقعا ملموسا , عليه يكون البارزاني حقق اهم شرط من شروط الحكومة العراقية (الغاء نتيجة الاستفتاء) لبدأ علاقات سياسية جديدة بين كردستان و بغداد تحفظ له كرسيه و سلطته العرجاء .

- اقتطاع كركوك من كردستان اداريا و جغرافيا تعد ضربة موجعة للعمق الاستراتيجي للاتحاد الوطني الكردستاني الغريم الدائم لحزب مسعود بارزاني , حيث ان الاتحاد الوطني الكردستاني ذوو اغلبية و نفوذ واسع في مدينتي كركوك و السليمانية يقابله اغلبية و نفوذ حزب مسعود في اربيل و دهوك , لكن الان و بعد اخراج مدينة كركوك من تحت يد الاتحاد الوطني الكردستاني اصبحت كفة الميزان السياسي في صالح حزب مسعود , خصوصا ان انتخابات برلمانية و رئاسية عامة في العرا-3-

جدير بالذكر غباء افراد الشعب الكردي يحملهم مسؤولية جزء كبير من الماسي التي تنهال عليهم من قادتهم , فبعد ان جلب لهم مسعود قوات صدام حسين عام 1996 و اباد كردستان عن بكرة ابيها التفوا حوله و انتخبوه رئيسا لادارة اربيل انذاك , وفي عام 2004 بعد ان حول مسعود و ازلامه كردستان الى مستعمرة تركية صوتوا له كي يصبح رئيسا لاقليم كردستان , بعد عام 2014 و من جراء استكبار البارزاني و افتعاله ازمات مع الحكومة العراقية حول نفط كركوك و مواردها الطبيعية , دخلت كردستان في ازمة اقتصادية حادة حيث تم قطع رواتب الموظفين و مصادر رزقهم من قبل الحكومة العراقية و لم يقدر البارزاني كونه رئيسا لكردستان ان يوفر لهم هذه الرواتب مع انه كان مسيطر على نفط كركوك , و لم يعرف احد اين تذهب الاموال و العائدات النفطية المقدرة بالمليارات , بالرغم من هذا كله خرج بفلم استفتاء انفصال كردستان عن العراق و اعلان الدولة الكردية و قد اطاعه الشعب الكردي مرة اخرى و انجروا ورائه و هم الملسعون منه مرات و مرات , و هذه هي نتائج استفتاء مسعود كما اسلفتها كسر شوكة البيشمركة التي كان يضرب بها المثل عالميا بالقوة و الشجاعة , و ضياع مدينة كركوك و تهجير سكانها الكورد و الغاء نتائج تصويت الاستفتاء اوتوماتيكيا , و سيشهد الشعب الكردي لسعات بارزانية اكثر و اكثر و ايام سوداء كاحلة اذا لم تتم إقالة و عزل مسعود بارزاني قريبا .