لم يدر في خلد حركة الأخوان المسلمين يوما أنهم سيتعرضون لمثل هذا الأنكشاف التاريخي ويتحول اغلب قادتهم وكوادرهم اما الى نزلاء سجون او متشردين في عواصم شتى .. ما السبب في كل هذا الأنهيار المريع في اقدم حركة سياسية في العالم العربي بعد انتشائهم لشهور في سكرة ما بات يطلق عليه حركات الربيع العربي او سمه الجحيم العربي ؟ 

ان الجواب على هذا التساؤل المرير هو ان هذه الحركة الباطنية تلبست لبوس الدين الإسلامي وتدثرت بغطاء المناداة بدولة الخلافة تحت لافتة انهم ليس اكثر من حركة دعوية تنتهج السلم واصلاح القيم والدعوة الى اتباع الإسلام في الحياة وبقيت على هذا المنوال على الرغم انها منذ نشأتها على يد حسن البنا اسست لها جناح مسلح وتقيم لشبابها في كل البلدان العربية مخيمات التدريب العسكري وفقا للسقف السائد في كل دولة من حيث درجة التقبل والتسامح من طرف السلطات .. 

حركة هي في الاصل تقر العنف تماما وهذا ما تبين في مصر خلال حركة الشارع المطالب بالاصلاحات فركبت الموجة الشعبية بعد ان هادنت نظام الحكم في مصر لسنوات واشتركت في انتخابات مجلس الشعب حيث انتهزت الفرصة وقامت كتائبها المدربة والمسلحة بالهجوم على السجون وتحطيمها واخراج السجناء بقوة السلاح كما انها مارست الارهاب في اكثر من بلد مثل سورية والاردن وغزة وغيرها .

ان المتتبع لمسار الحركة التاريخي يجد انها هي المفرخة لجماعات التكفير والارهاب في العالم الإسلامي والدليل ان قائد القاعدة ايمن الظواهري كان احد كوادرها وحتى بن لادن فهي حركة تؤمن بالمنهج الميكافيلي وعدم اعتبار قيمة للوطنية والاوطان فقد قال مرشدهم في مصر ان العلم خرقة قماش والوطن حفنة تراب عفنة فكيف يمكن قبولهم ضمن النسق الاجتماعي واعتبارهم مكون سياسي سلمي اغلب قادتهم في افغانستان كحمت يار والزنداني في اليمن وعباس مدني في الجزائر والغنوشي وغيرهم كانو من دعاة العنف وتجميل الارهاب بشتى الدعايات .

واليوم بعد ان اعدت الحكومة البريطانية دراسة حول امكانية اعتبارهم حركة ارهابية جاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليعد القرارات ليعتبرهم حركة متطرفة وارهابية ويحضر انشطتهم الدعوية والتنظيمية وما يترتب على ذلك من منع عناصرهم من السفر والانتقال وتجفيف مواردهم المالية .

هذه الحركة ازاحت عبر ممارساتها وسلوكها السياسي عنها ستار الاحتماء عند شعارات جوفاء فاصبحت المساحة امامهم ضيقة ودارت عليهم الدوائر ولم يبق لهم سوى تركيا حزب العدالة والتنمية الجناح الأخواني الذي يترنح الان تحت تداعيات سياسية داخلية وخارجية جعلت من السيد اردوغان يعتقل اكثر من مئة الف ويشرد الالاف وتترنح الليرة التركية وتزداد المخاطر من حولها وانتهت من سياسة صفر مشاكل الى نتيجة عشرات المشاكل وهنا نسال من تبق حليف للاخوان في العالم ؟

فبمجرد ان يشهر ترامب الكارت الاحمر بوجههم سيتحولون الى مطاريد للحكومات وفرائس للعبث فهم من عطل الثورة السورية وشل عمل الائتلاف السوري وهم من يعطلون الحوار والحلول في ليبيا بل حتى في اليمن هناك ضبابية حول موقف حزبهم الاصلاحي من الحرب على الحوثيين .. 

الأخوان المسلمون يمكن ان يقال لكم قريبا جدا ستوب.

[email protected]