زعيم او حاكم او رئيس عربي سمه ما شئت لا يهم فالمهم هو تقييم مواقفه ووقفاته في الملمات والشدائد وطريقته في تناول الامور وخصوصا السياسية منها فأغلب من يستمع اليه او اطلع على مقابلاته في الصحافة لا يحيد عن انطباع جميل يتجسد ذلك في صورة الإنسان السوداني بطيبته وعفويته وصدقه فلا فذلكات لغوية او اصطلاحات يغيب عنها التأطير هو رجل ينتمي الى مدرسة الوضوح والصدقية والانتماء الصميمي الى أمته العربية والإسلامية . 

انتخى بشهامة واصطف الى جانب اخوته العرب في السعودية والإمارات وقطر وسواهم في التحالف العربي عندما استشعر بضمير الحاكم وقلب المسؤول وعقل الجنرال العسكري ان هناك من يتربصويخطط بل ويتوغل ليخترق نسيج الأمة بشعارات واهية وخادعة بلا حياء ويتبجح على رؤوس الأشهاد بأن العاصمة العربية الرابعة صنعاء اصبحت في قبضة المشروع الصفوي الإيراني ولم ينتظر المعادلات او حسابات المصالح والمنافع ارسل جنوده وطيرانه وقواته الى حملة العزم والحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وقاتلوا في عدن والمكلا والمخا وباب المندب وكل موضع على ثرى اليمن دفاعا عن حياض الأمة العربية وعرينها التاريخي ارض سبأ وبلقيس وقحطان بلاد اليمن العزيزة ..

مرة قال الرئيس المصري الراحل السادات للزعيم السوداني النقي والتقي المرحوم جعفر النميري عندما قرر ان يرسل كل جيش السودان الى مصر قبل حرب العبور عام 1973م نحن لا نمتلك امكانات الاطعام والتموين لكل هذه القوات الكبيرة فقاطعه النميري يا افندم المقاتل السوداني في الحرب لا يحتاج سوى الى ( كدمة ) وهي احد انواعالخبز الصلب المعروف في الجيش وقليل من الماء ليقاتل اياما وساعات نعم انها رجولة وشدة بأس المقاتل السوداني المشهورة عند الخطوب والنزال ..

هؤلاء هم ابناء السودان الطيبين وهذا هو بشير الخير والحزم الرئيس عمر البشير لا يحمل في قلبه سوى الخير زعيم مسكون بهموم واوجاع أمته العربية له صولات وجولات عديدة ليس منها فقط حينما وقف يوما بعد تطاول رسام دانماركي على نبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم فأنتصب بقامته الشامخة يهز بعصاه خطيبا في جموع السودانيين ليقول ان لم نذود عن حرمة نبينا محمد (ص) فماذا تبقى لدينا وما هي الا ساعات ويطرد البعثة الدبلوماسية الدنماركية في الخرطوم ويدعوا العرب والمسلمين في كل اصقاع الارض بان يقاطعوا منتجات الدنمارك ؟؟

وقفات عديدة ومنعطفات كثيرة اثبت فيها الرجل صلابة معدنه وقوة شكيمته وعمق انتمائه لقضايا الأمة وليس اخرها ان قام أغلاق جميع المراكز الثقافية الإيرانية في السودان وطلب مغادرة العاملين فيها فورا عندما استشعر ان مهمتهم تتجاوز المألوف الى تفرقة الثابت والموصوف بثوابت سنة نبينا الكريم ونسيج مجتمعاتنا .. 

لقد كان محقا سموالشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عندما وشحه بوسام زايد وهو ارفع وسام إماراتي تقديرا واعتزازا بقرارات الرجل الشجاعة ليخاطبه انت منا ونحن منكم لقد وقفت معنا في كل الملمات وانتخيت لأجل امتك العربية وصيانة امنها القومي من الاختراقات .

السودان ذخيرة الأمة العربية ومخزن قيمها في الطيبة والشجاعة والتسامح والشهامة ونرجو من العرب ان لا يتلكئوا في دعم هذا البلد العربي الكريم بالاستثمارات والمساندة فالصديق وقت الضيق كما قالت العرب فكيف هو المرجو من الشقيق ..

سلاما بشير الخير والعطاء للعرب والامة فلعمري ينطبق عليك بتواضعك وبسالتك وطيبتك وشهامتك قول الشاعر العربي :

لله درك من زعيم وادع ,,, نسرٌ يطارحه الحمام هديلا 

 

[email protected]