وانا اتابع الاخبار كعادتي يوميا قرأت وشاهدت يوم 26/2 خبرا يكاد يكون مفزعا ومضحكا في آن واحد كأنما لدغتني افعى فقفزت كالملسوع اذ رأيت فيديو احتفال رئيس زيمبابوي الدكتاتور الهرم المليء نرجسية " روبرت موغابي " كعادة الزمر الدكتاتورية الرثة الاّمن شعاراتها المزينة بتزييف الحقائق واحتفى بعيد ميلاده الثالث والتسعين هادرا مبلغ مليون دولار من ميزانية شعبه المنهك .

لا اريد ان استعرض هنا نوعية الملابس المثيرة للسخرية وظهور زوجته الثانية " غريس " وخليفته المرشحة للرئاسة المقبلة بعد عمرٍ طويل لهذا الدكتاتور العجوز ، وهي التي عملت بذوقها الرفيع جدا على تزيين جسده المتهالك بألوان صاخبة مثيرة للضحك في ملابسهِ والتي يتندر بها الناس من خلال تشبيهها بستائر شركة سيدار الشهيرة وتذكرتُعلى الفور دكتاتورنا العراقي صدام حسين يوم كان يحتفي هو الاخربعيد ميلاده سنويا محاطا بالصغار وهم يتغنون به ويحيطونه بهالة من الفخار لارضاء نرجسيته الكبيرة المنفوخة الى عنان السماء مثل كعكة ميلاده العالية ذات الطوابق المتعددة يوم كان شعبي ممنوعا من استخدام الدقيق الابيض الخاص بعمل مثل هذا النوع الفاخر من المعجنات لئلا يستخدمه الناس حلوى في بيوتهم وقد قيل لي ايضا ولا ادري مدى صحة مايقال بان فريقا من اهل الاختصاص في الأفرانالمتميزة في باريس كانوا يعدون هذا النوع الفاخر من الكيك خصيصا لدكتاتورنا المنفوخ زهوا ويجلبونها بطيارة خاصة له ولافراد عائلته في الوقت الذي كان فيه شعبي يموت جوعا وعوزا يعلك التراب ويمضغ الحصى ويقنع بالقليل من ارغفة الخبز الاسمر المصنوع من الشعير ودقيق نوى التمر المطحون مع عجين الخبز بعد ان يبيع جزءا من اثاثبيته ليوفر لقمة غير سائغة لعياله فالمهم ان يشبع البطن اولا ولا شأن له بالتلذذ بالطعام ومذاقه .

ويخطئ من يقول ان الدكتاتوريين يختلفون في السلوك بين بعضهم البعض فمنهم العادل ومنهم الظالم ومنهم بين هذا وذاك فكلهم سواء في الطغيان والسطوة والعنجهية والبطش ومركّب النقص الساري في دمائهم ان ظهروا في افريقيا او آسيا او اميركا اللاتينية او اية بقعة في العالم وهم سيان ان كان اسود البشرة او شرق اوسطي او منبته من الجنس الاصفر .

وتحضرني قصة طريفة مركّبة بعناية يتداولها اصدقاؤنا من المدنيين التنويريين وأخالها انها تضرب عصفورين بحجرٍ واحد فتصيبهما إصابة الكُسعيّ الحاذق الرمية وهي في مجملها تهكّم واضح على خرافات ومرويات الدين المرعبة والمثيرة للسخرية ايضا وبنفس الوقت تفضح الدكتاتورية اينما نبتت وبأي وقت ظهرت .

تقول القصة الواردة الينا من وكالة انباء البرزخ للانباء كما نقلت الينامن مراسلي موطن الآخرة انه حالما يوضع الميت في قبره يبدأ سجل الزيارات لهذا المرحوم ويتم تفعيله فورا اذ يأتيه منكر ونكير وهما اسودان قبيحان جدا يتميزان بصوت مخيف يرعد في اذنيه ويبدآن بتكسير بقية عظامه بمطرقة ثقيلة من الحديد وحالما تتنعنع العظام يُجرّ الى مرجل حامٍ ليشوى داخله ، وبعد ان يتمّ الشواء يؤخذ مابقي له من لحم وعظم متهالك ليسبح في بركة من الدماء ثم يستريح قليلا ليأتيه الثعبان الأقرع ذي الاظفار الطويلة ليشبعه لدغا وعضّا ويبث سمومه في سائر جسده وهنا يرفع الميت المضنى المتهالك المرحوم يديه الىالسماء متذرعا الى الله الغفور الرحيم ان يُبقي على عذابات القبر هذه كلها فهو راض ٍ بها ويتوسل اليه ان لايرسل اليه الرئيس الكوري الشمالي " كيم جونغ إل " فكل هذه العقوبات الشاذة الغريبة من عذابات القبر اهون بكثير من ان تطاق افعاله الدكتاتورية .

عذرا لكم اعزاءنا القراء على تذكيركم بأفاعيل النظم الدكتاتورية المتميزة بالصلف والوقاحة إذ لايهمها ان يتهكّم عليها الشعب لانهابطبعها عديمة الاستحياء طالما فقدت قطرة خجلها من جبينها ووجهها ؛ وتأنس بالبصاق على طلعتها المتجهمة بديلا عن تلك القطرة النقية التي غادرت محيّاها غير الوسيم .

واكرر معذرتي لكم حينما أسهبت قليلا بما يجري للمسكين المقبور حينما يرمى في حفرته ، فربما يفزع البعض ممن بقي مصدّقا ثرثراتالدعاة وأقاويل مشايخ السوء حينما يمطرون عقول أهلنا المساكين السذّج بالتهديد والوعيد والتخويف والويل والثبور ، الا يكفي اننانتعذب اليوم ونحن احياء من سياط الدكتاتوريات وعصا العقائد وسيوف الكراهية بكل اشكالها واصنافها الاثنية والقومية الضيقة ، واذكركم ببيت جميل لشاعرٍ رأى الله بعينه البصيرة المبصرة لا بعين الاعور الدجال فقد تكاثر العور الدجالون في بيئتنا العائمة بالجهل اذقال بيتا جميلا في سبكه ومعناه :

ما أرحب الله لولا من يضيّقهُ --- لهم عصاه وإني من يعانقهُ .

سلمكم الله من كل سوء وابعد عنكم اهوال الدكتاتوريين ورعب جهالومنتفعي الدين .

 

جواد غلوم

[email protected]