يبقى التشنج سيدا في علاقة الإتحاد الأوروبي مع تركيا. أججه إعتراف ألمانيا بمذبحة الأرمن ومحاولة إبادتهم إبان الدولة العثمانية . ورفض تركيا المطلق تحمل المسؤولية أو الإعتراف بذلك .. ثم زادة تأجيجا إعلان الإتحاد التحفظ على قبول عضوية الدولة التركية فيه .. برغم إتفاق الإتحاد مع تركيا على السماح للأتراك بدخول دوله بدون تأشيرة ( ما عدا بريطانيا ) . خوفا من فتح تركيا لحدودها أمام المهاجرين, لحماية دولها بعد وعيها بخطر الإختلاف الثقافي الكبير وصعوبة إندماج المهاجرين حتى القدماء منهم ؟ إلا أن الأزمة المتصاعدة الحالية بين تركيا ودول الإتحاد ألأوروبي تنذر بما هو أخطر من مجرد إغلاق السفارة الهولندية في أنقرة ورفض عودة السفير حاليا و وتهديدها للعلاقات الإقتصادية, وخطر خطابات أردوغان النارية ضد كل من ألمانيا وهولندة وإتهامهما بالفاشية والنازية, لقرار منعهما وزراء تركيا الدخول إلى أراضيهما لإستقطاب المواطنين من الأصول التركية من حملة جنسيات هاتين الدولتين في الإستفتاء المزمع عقده في تركيا يوم 16 إبريل . لمنح صلاحيات دستورية جديدة للسلطان ...

أردوغان نجح نسبيا في شطب إرث والد تركيا في الليبرالية والعلمانية كمال الدين أتاتورك. من خلال عمليات الأسلمة للمجتمع في هدف تأكيد وإسترجاع عظمة تركيا وأهدافها في التوسع الإقليمي وربما الدولي لاحقا ولكن ؟؟؟ 

تبريرات المنع التي جاءت من كلا الدولتين (هولندة وألمانيا ) وقد تلتحق بهما دول من الإتحاد لاحقا. إستندت إلى خوفها على أمنها القومي .. وقد تكون ’محقة في هذا الخوف حيث يبلغ تعداد الأتراك في ألمانيا ما ’يقارب الثلاثة ملايين مواطن .. وهناك جالية كردية كبيرة تقترب من المليون يؤمنون بحقهم في دولة برئاسة زعيمهم المسجون في السجون التركية عبد الله اوجلان رئيس وزعيم حزب العمال الكردستاني .. بحيث تنقل صراعها الداخلي في تركيا حول الحقوق السياسية إلى الدول مما ’ينذر بإنقسام مجتمعي يزيد التوتر المجتمعي فيها . 

تصعيد الأزمة سيعمل في الإتجاه المعاكس كليا لتركيا ولدول أخرى قد تحذو حذوها في محاولة إستقطاب مغتربيها سياسيا ؟ مثل هذه المحاولات من تركيا أوغيرها سيعمل على فرض التساؤل الشعبوي الصاعد والرافض للمهاجرين من مثل هذه الدول.. حول عدم تبني هذه الجاليات لقيم الحريات الممنوحة لها ؟؟ وتصعيد القلق من أهدافها الآنية والمستقبلية لأنه سيؤكد حالة من الإنتماء المنقوص ؟؟ ولكن الأخطر منه سيكون إستثمار اليمين المتطرف الصاعد في زيادة فجوة الخوف والشك والريبة من وجود الجاليات .. والتساؤل حول أولويات وولاء هذه الجاليات التي تتمتع بكافة حقوق المواطنة في هذه الدول, بينما ترفض قيم الدولة وتستغل قيم المواطنة لتحقيق مآربها في إستغلال الضمان الإجتماعي والصحي وغيرة . . إلتفاف هؤلاء المواطنين لتأكيد هويتهم التركية في هذه التجمعات المفتوحة, سيؤكد لليمين المتطرف بأن هذه الأقليات تناصر قيم معادية للديمقراطية الحقيقية التي تعيشها وتناصر الإستبداد الذي يطمح إلية الزعيم التركي الحالم بالخلافة. ونظرا للزيادة السكانية الملحوظه عبر التناسل الكبير لهذه الجاليات ستؤكد بأنها ستعمل في المستقبل على فرض نمط حياتها وتفكيرها ومواقفها السياسية المرتبطة بقيمها الخاصة على المجتمع العلماني الحر ؟؟ 

وقد تؤجج لمطالبات اليمين المتطرف الذي يستند إلى الشعبوية في صعوده إلى التأكيد على سيادة الدول على مواطنيها ضمن حدودها . ومراجعة كل الحريات الممنوحه خاصة تلك التي تمس ثوابت المجتمعات الغربية مثل النظام القضائي . الذي يحاول الكثير من القادمين خلق نظام قضائي موازي له من خلال المجالس الشرعيه التي ’تسميها محاكم الشريعة الإسلامية ؟؟ ووقف منح الجنسية وحتى سحبها للحاصلين على جنسية مزدوجة .. فيكفي أن يكون في الغرب قائد سياسي آخر ليقول "" إلى كل الأتراك في هولندة المتفقين مع أردوغان . إذهبوا إلى تركيا ولا تعودوا مطلقا "" تماما كما يقول الرئيس الأميركي الجديد ضمنيا , وكما يدعم وزير الخارجية النمساوي ألمانيا وهولنده في رفضهما السماح للوزراء الأتراك القيام بحملات ’تروّج لتعديل الدستور وإعطاء صلاحيات جديده لرئيس الوزراء تزيد من الإستبداد وربما تزيد من المهاجرين الأتراك ؟؟؟؟

أحلام أكرم