مثلما يحتاج جسد الطفل للغذاء السليم حتى ينمو صحياً أيضا ما نزرعه في عقله أشد حاجة له من انتقائنا لطعامه، ستشرق الأمة على جيل شابًّ لا بد من تحصينه في المناهج والفكر والطريقة خاصة في المرحلة الابتدائية والتي هي من أهم المراحل التي تمر بهذا الطفل المتعطش لمسكة القلم والخط على الكراسة، قد تكون لحظة صعوبة من اللهو إلى العلم والجد والانضباط لذلك يبذل المعلمون جهداً ليزرعوا فيهم القيم الأخلاقية التي نستطيع أن نبني عليها هذا الجيل من الصفر القابل للعجن كما تنص الرسالة الدراسية أن يتعلم كل ما لم يعلم التفوق هدفها وعنوانها الاجتهاد والمثابرة حتى تنتهي رحلة المراحل الأربعة ويُزف الطالب مع حقيبته بتخرُّج.

‏ المرحلة الابتدائية هي من أهم المراحل التي تقوم وزارة التعليم في أي دولة على تكثيف المناهج وانتقاء المعلمين بدقة وقبل أن يتم اختيار المادة يتم استقطاب هيئة تدريس ملائمة لعقول الطلاب فهم مازالوا أطفالا في مدارسهم علهم يجدون يد تلقمهم العلم مثلما تلقمهم الأم الطعام في المنزل فيقضي هذا الطالب تقريباً ست ساعات أو أكثر في فترة صباحية هامة يكون فيها العقل مستعد للتعلم والتقاط كل ما يبث عبر سبورة المعلم.

‏الطفل مهما تدرج في تمهيد الدراسة له إلا أنه لا يجد القبول إلا مع المرأة أثناء خطواته الأولى في الدراسة فعندما يفارق أمه يجد ( أمًّا ) أخرى تحتويه فالأمهات أكثر رعاية واهتماما وحضانة علمية ، وما نجده في مدارسنا اليوم هو خطأ مركب في تقديم التعليم رجالاً للصفوف الأولى بقسم البنين حتى لو برعت الوسائل التعليمية لهم فلن يبرع الرجل في تعليم الأطفال مثلما تؤديه المرأة وتتفوق فيه دائما فهي أم حاضنة للأطفال ومعلمة دون أن تحصل على شهادة توصلها إلى مقعد التدريس في وزارات التعليم ، فليس الذكر كالأنثى ولكن هنا ليست الأنثى كالذكر في احتواء الأجنة في بطون وزارة التعليم حتى يولدوا بكل مهنة ، الحقيقة أن المرأة أكثر قرباً للأطفال وتقبلا لهم والمرأة كما عرف عنها مخلصة جادة تعطي أكثر لشعورها بالأمومة مما يجعلها تعطي لهم أكثر كما تعطي لأبنائها ، ومناقشة المعلمة لتلاميذها فعالة حتى في أوقات الفراغ وبين الحصص تحاورهم فلا أحد يأتي محل الأم في البيت فما بالكم في التعليم.

‏محصلة مخرجات التعليم في المملكة تبوح بأرقام كل عام بأن الإناث الأكثر تخرجاً من الذكور في المرحلة الجامعية فنجد الأغلبية مؤهله التعليمي حاصل على ثانوي ثم التحق بتدريب بعد وظيفته فهنا نعود إلى الأساس والمهد الذي بُني عليه المئات من الجيل فنجد أن النحت في الصغر لم يكن فعال لدى المعلم إلا قلَّة فلا نستغرب من قراءة الأرقام حين نجد جيلاً ضعيفا في تعليمه الابتدائي رغم أنه الأساس فما الذي يمنع من أن يستقبله هذا الطفل في المراحل الأولى من الدراسة أنثى تشبه أمه تراعيه تهتم به تنبت الجذور حتى تسلك به الطريق إلى النجاح الدائم ويقول الطالب بعد كل مرحلة هل من مزيد أرغب بالتعلم.

‏حقيقة أنا لا أقلل من عمل كل منهما المعلم والمعلمة فمهنة المعلم مهنة من أكثر المهن عناءً وعطاءً لا ينضب يسيل علمه حتى يسهم في رعرعة أجيال تقدم شيئا للوطن بهم، ولكن مازلت على رأيي السديد الذي أنظر له أن تودع كل يوم أم طفلها الصغير عند ذهابه للمدرسة وهي على علم أن هناك معلمة و (أم) تحتضنه ولايشعر بالجفاء أمام بعض المعلمين نتيجة الحزم والغلظة في أتباع أساليب التدريس وكما نعلم أن الحنان متمركز في المرأة وهي أولى باحتضانه في صفها ، وكان رأيي مجرد اقتراح في الماضي ولكن سرعان ما حُرّم لأن ديننا يحرم الأختلاط .!! فإن كنا ننظر أن وجود الطفل مع معلمته المرأة اختلاط فتلك مصيبة والمصيبة أنها حرمت بالأمس ونتمنى أن يعاد هذا الاقتراح ويحال إلى الدراسة فنحن نسير دائماً إلى تغيير كل ما هو محسن لجيل المستقبل وأنتم في الأخير من تضعوا النقطة.