رغم ان العديد من قادة الاحزاب والحركات الشيعية المتنفذة في العراق قد عايشوا تفاصيل حركة التحرر الكردية ويدركون تماما دوافع الشعب الكردي الحقيقية في نضاله الطويل ضد الانظمة الدكتاتوريةالعراقية المتعاقبة التي اكتووا هم ومكونهم بنارها وذاقوا الامرين من سياساتها الطائفية ولديهم المام تام بحجم التضحيات التي قدمها في سبيل حصوله على حقوقه الانسانية والقومية المشروعة، وكانوا كثيرا ما يشيرون اليها و يشيدون بها ويدافعون عن تلك الحقوق اكثر من الاكراد انفسهم، هكذا كنا نراه ونسمع منهم في كل المناسبات قبل ان يتولوا السلطة ويهيمنوا على مقدرات البلاد بدعم ومساندة من الكرد انفسهم، وبمجرد ان اصبحوا سادة العراق بدون منازع، وقلبوا ظهر المجن لهم واظهروا وجههم الحقيقي واثبتوا انهم لايختلفون شيئا عن الحكام السابقين الذين حكموا بالحديد والنار واخضعوا الشعوب العراقية غير العربية لاجندتهم السياسية العنصرية تحت شعارات براقة خداعة عن الوطن والوطنية والوحدة الوطنية شعارات في ظاهرها الحق وفي باطنها دوافع عنصرية وطائفية اجرامية، وبتنا نسمع منهم نفس الشعارات والاسطوانات المشروخة التي عادة ما ترددها الانظمة القمعية في العالم ويرتكبون في ظلها اشنع الجرائم، كما فعل "صدام حسين" بحق اهالي حلبجة و"بشار الاسد" بحق اهالي خان شيخون وكما فعل "هتلر" من قبل بحق اليهود، واذا ما استمر حكام بغداد الجدد بترديد هذه الشعارات، فان فصلا جديدا من القمع المنظم ينتظر العراق وربما يستمر الى حقب طويلة قبل ينخر النظام من الداخل اوتأتي قوة غازية تزيحه عن الوجود وتخضعه لتجربة عام 2003 بتفاصيلها الدراماتيكية.. 
وقد اشار رئيس التحالف الوطني الشيعي "عمار الحكيم" الى مخاطر تكرارالتجربة الفاشية السابقة في حفل تأبيني اقامه مجلس النواب في 13 ابريل عام 2017لذكرى عمليات "الانفال" التي تعرض لها الشعب الكردي على يد النظام السابق وطالب بضرورة الاتعاظ من طغاة الامس و "من لم يتعظ من طغاة الامس عليه ان يتعظ من طغاة اليوم وفي الوقت الذي نستذكر فيه انفال الامس فأننا نعيش انفال اليوم" وشجب "سماحته" "صمت وتفرج المجتمع الدولي عن مأساة الشعب الكردي بالعار على جبينه، واصفا الصمت وقتها بالمشين وهو يرى أطفالاً تسحق تحت سرفات الدبابات، موضحا ان المجتمع الدولي ترك شعباً يواجه طاغية متوحشاً يمارس كل ساديته على عزل من دون ان يكلف نفسه بالأدانة او الاعتراض"، هذا الكلام العفوي الانساني الجميل الذي ينقط منه العسل من انسان اعتبره الشعب الكردي صديقا له في يوم من الايام، يقابله كلام عملي "سياسي" في غاية السوء لايختلف ابدا عن كلام الحكام السابقين الرافضين للحقوق الكردية المشروعة في الاستقلال والانفصال وانهاء قصة هذه المأساة التي اشارالى جزء منها في كلامه، وفجأة يتحول الى انسان وحدوي وطني وقومي يشجب رفع العلم الكردستاني في كركوك ويرفض الاستفتاء والاستقلال وكل ما يتعلق بتقريرالمصير ومن اجل تأليب الرأي العام العربي على مطالب الكرد الاستقلالية، يقوم بجولة في الدول العربية وربما الغربية لاحقا، مستغلا عواطف العرب "الشعبوية" وثقافتها العدائية للدولة اليهودية ليحذرهم من ان هذه الدولة العدوة "اسرائيل" هي الوحيدة التي تعترف بالدولة الكردية "شخصيا لا اعرف دولة غير اسرائيل يمكن ان تعترف بدولة كردية في الوقت الراهن" وكأنه يريد ايصال فكرة للشعوب العربية كثيرا ما رددها الشوفينيون مفادها ؛ ان تأسيس الدولة الكردية القادمة اعادة لاقامة الدولة اليهودية في المنطقة..فهل تسمحون باقامة اسرائيل ثانية ياشعوب العربية؟!