اذا كانت الدبلوماسية في اطارها العريض تعرف بانها التمثيل والتفاوض لكنها في تطبيق مفرداتها الدقيقة تحتاج الى صبر و جهود فالصراعات الدولية غاية في التعقيد من اجل تنفيذ اهداف السياسة الخارجية للدولة فمن المعلوم ان البيئة الخارجية او الساحة الدولية التي تشتغل عليها الدبلوماسية تمثل تحديا كبيرا امام صانع القرار او من يرسم استراتيجية الحركة الدبلوماسية بسبب تداخلاتالمشهد الدولي والمليء بالنزاعات والتحالفات والتجاذبات وصراع المصالح بين الدول المختلفة .

عندما تسلم الشيخ عبدالله بن زايد مقاليد مسؤوليته في تطوير سياسة خارجية ناجحة ودبلوماسية تتسم بالحيوية والدينامية وضع نصب عينيه ركائز السياسة الخارجية الثابتة لدولة الإمارات العربية والتي صاغها حكيم العرب ومؤسس الدولة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان " طيب الله ثراه " والمتمثلة في عدم التدخل في الشئوون الداخلية للدول واحترام خصوصية كل دولة والتعاون الايجابي وتبادل المنافع المشروعة فشرع الوزير الألمعي اولا في العمل على تهيئة واعداد ادوات الدبلوماسية فشيد اكاديمية دبلوماسية بمثابة معهد اعداد وتطويرللكوادر يضاهي احدث المعاهد الدبلوماسية في العالم ورسم استراتيجية تسعى الى تقوية مكانة الدولة وزيادة تأثيرها وفعالياتها على النطاقين العربي والدولي وفي هذا الأطار يقول الشيخ عبدالله بن زايد ( ان الهوية العربية والإسلامية لدولة الإمارات العربية هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم ) لان الدول تنطلق في فضائها الخارجي من المكون الاساس لهويتها الجامعة والذي يعتبر عمقا استراتيجيا لها يقرر مساحة الحركة على الصعيدين الاقليمي والدولي واختطت دولة الإمارات في مواقفها العمل في اطار دبلوماسية متعددة الأطراف لمعالجة المشكلات والأزمات الدولية فهي الأسلوب الأكثر نجاعة في ايجاد الحلول وقد انخرطت في اكثر من مجموعة او تحالف سواء كان في سورية او اليمن وسواهما . 

عبدالله بن زايد يوصف عادة بالوزير الهاديء الذي يبتعد عن التصريحات الإعلامية الهادفة الى الاثارة لكنه عندما يتحدث يوجز بوضوح غير ممل وقد قالت العرب قديما ان المستمع اكثر ملالة من المتحدث رجل يؤمن بان الأخلاص في العمل رسالة والإيمان بعدالة القضية شرط للنجاح وضع دولته الفتية في سنوات معدودة في مكانة مرموقة وجعل لها مكانا تسعى اليه كل الدول كبيرها وصغيرها وهو في هذا يقول ( صحيح ان دولة الإمارات صغيرة بمساحتها لكنها كبيرة بتأثيرها )

نعم انها دولة تتسم بالانفتاح الحضاري ونسج علاقات الصداقة والمصداقية في العمل والالتزام بالتعهدات لانها دولة مسؤؤلة .. من الارجنتين الى ايرلندا الى امريكا الى موسكو الى طوكيو و كل عواصم القرار في العالم يحط رئيس الدبلوماسية الإماراتية حاملا بيده اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم لا يهدد احد ولا يتوعد ولا يضمر سوى الخير في قلبه الكبير فدولته محبه للسلام والتسامح والتعاون اذا غضب الرجل كتم غضبه لانه دبلوماسي من طراز رفيع واذا رضا تبسم كتوم صبور في الملمات يقدم لنا انموذجا لرجل الدولة المسكون بهموم امته العربية متطلعا لايجاد الحلول او في اقلها العمل على اطفاء الحرائق لعل المستقبل يحمل لنا شيئا مختلفا .

يشتاق للقياه الصحفيون حيثما ذهب لانه عندما يتحدث يقول شيئا مهما وقف اكثر من مرة على المنبر الدولي في الجمعية العامة للامم المتحدة مخاطبا دول العالم نحن ننشد السلام والامن تعالو معنا لنعمل سوية لايجاد حلول لمشكلات العالم الاقتصادية والاجتماعية ونزاعاته الطويلة فمن غير السلام فلا تنمية ولا استقرار .

عبدالله بن زايد يمثل نمطا متفردا في نهج دولة عربية واثقة من حاضرها ومتطلعة نحو المستقبل بثقة عالية ورغم عظمة المنجز الذي تحقق فلم يتسلل الى النفوس شيئا من التعالي والغرور بل قل ازدادت تواضعا ومدت يد العون والغوث لكل محتاج بغض النظر عن دينه او جنسه او معتقده هذه هي ملامح دبلوماسية عبدالله بن زايد في رفد قيم العمل الإنساني بمزيد من المبادرات وانتهاج الحوار سبيلا ومنهجا لخلق بيئة دولية سليمة تعمل على محاصرة النزاعات والحروب وتاكيد مبادئ العدل والانصاف واحترام شرعية الدول.

ولعمري ينطبق عليه قول الشاعر العربي ..

فلله درك من مهيب وادع .. نسر يطارحه الحمام هديلا

 

[email protected]