• ان اجراء الاستفتاء الشعبى فى اية دولة او مجتمع دلالة على ديمقراطية النظام السياسى و تعبير صادق عن اكثرية الشعب لرايه حول مصيره وهو اصدق التعبير من الاكثرية الجماهيرية وهو خطوة هامة نحو الاستقلال و تكوين الدولة المستقلة لاية قومية او مجتمع متنوع من الناحية القومية او الدينية او المذهبية، المهم ان الاكثرية متفق على راى واحد و قرار صائب حول مصيرهم . الاستفتاء سمة هامة من سمات الديمقراطية و هو مطلب جماهيرى واسع حول تقرير مصيرهم بعيدا عن الحروب و القتل و سفك الدماء، عن طريق المفاوضات و الاجتماعات السلمية بين الدولة المركزية و الاقليم التى تريد ان تنفصل عن المركز و تستقل بادارة اقليمه و اعلان دولته بعد اتمام الخطوات و الاجراءات القانونية و الدستورية .

• لهذا الاستفتاء حق شرعى لاية قومية او مجتمع وهو خطوة هامة و مصيرية نحو الاستقلال التام،وان الشعب الكردى الموجود فى اقليم كردستان العراق وقوامه خمسة ملاينن نسمة وله عاداته و تقاليده و لغته و اقتصاده و له مؤسساتحكمه منذ عام 1991 و شبه مستقل عن بغداد المركز . كاقليم كردستان له كافة مستلزمات الدولة المستقلة من الناحية السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الامنية.والمعلوم ان حق تقرير المصير حق مبدئى و اولى لاي شعب ،وان الشعب الكردى او القومية الكردية بشكل عام له نفس الحق لشعوب المنطقة فى العيش فى داخل اطار دولته القومية المستقلة المبنى على احترام الجيران و الصداقة و السلام بينهم و له الحق فى سيادته على حدوده المرسومة و التاريخية على جغرافيته،ان اقليم كردستان بحدوده الحالى مساحته(( 40643 )) كم مربع يساوى مجموع مساحة كل من (( القطر و الكويت و البحرين و لبنان)) مجتمعة و بعد استرجاعه لكافة مناطق الكردية و المسمى (( بالمتنازع عليه)) فى الدستور العراقى يصل مساحته الكلى الى(( 83643 )) كم مربعيساوى نفس المساحة لدولة امارات العربية المتحدة و تساوى نسبة 20% تقريبا من مجموع مساحة الكلية للعراق((437072 )) كم مربع.

• ومن هذه الحقائق التاريخية و الجغرافية نصل الى تلك الحقيقة الساطعة الا وهى ان الشعب الكردى فى اقليم كردستان العراق من حقه يعيش مثل باقى شعوب المنطقة وهو يعيش على ارضه منذ بداية التاريخ البشرى على الكرة الارضية و كحقيقة تاريخية و المعلومة ان الحياة الانسانية و الترياخ البشرى بدات مرة الثانية بعد طوفان النوح على ارض كردستان فى منطقة جبل (( اراراط)) الواقعة فى كردستان الشمالية داخل اراضى التركية الحالية. ان كردستان مهد للحظارات البشرية قديما و حديثا ،وهنا من حقنا ان نسال الا يحق لشعب قديم و اصيل و عريق فى المنطقة كشعب الكردى بان له الدولة المستقلة على اراضيهالتاريخية و يعيش بسلام و امان مع جيرانه من القوميات العربية و التركية و الفارسية و الارمنية و غيرهم؟

• الكرد فقط يريد بان تكون له الدولة المستقلة على اراضيه و ليس له اى اطماع فى اراضى الغير و يناضل و يكافح من اجل حريته و يقاوم و يضحى من اجل نظام ديمقراطى و من اجل تثبيت الحريات و العدالة الاجتماعية و المساوات و الاخوة و الوئام و السلام مع كافة الدول فى المنطقة.

• والان وفى هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخ العراق كدولة متحدة ومصطنعة بيد البريطانيين فى بداية لقرن العشرين بعيدا عن طموحات و مطالب المشروعة لكافة القوميات و المكونات الموجدة فيها فقط من اجل مصالحه الاحتلالية و الاستعمارية تشكلوا دولة جديدة فى المنطقة و على ارث العثمانيين و سماه العراق فى عام 1921.والكرد منذ تلك الوقت و لحد الان لم يرغب فى العيش فى اطار تلك الدولة العجيبة و غريبة التكوين من حيث تشكيلها من اقوام و اديان و مذاهب مختلفة فقط لهم رب واحد ولكن بينهم اختلافات كثيرة و كبيرة من كل النواحى.ولان وبعد 14 عاما من تحرير الكرد و العراق ككل من الدولة المركزية و نظاما ديكتاتوريا بغيظا ،الكل يحاول و يجاهد لكى يحصل على حقوقه المشروعة ،سنة العرب وشيعة العرب ايضا يريدون العيش فى اقاليمهم المستقلة و التركمان و المسيحيين يريدون نفس الشيىء.لانهم كلهم خلال هل 14 عاما الماضية من التحرير لم ينعموا بسلام و امان و تطور و ازدهار التى طالما يحلومون به بل يعيشون تحت رحمة صوت البنادق و اطلاق الصواريخ وانفجار العبوات الناسفة و قتل و تشريد و هتك الاعراض و القيم و تحت مظاهر الفساد و الرشاوى و حكومة فاسدة و نظام سياسى غير ديمقراطي .

• لهذا الكرد رفعوا شعار الاستفتاء الشعبى و يريدون ان يجرون الاستفتاء حول مصيرهم المستقبلى داخل العراق و هم يردون ان يختاروا بالاكثرية ان ينفصلوا عن الحكومة المركزية فى بغداد و يعيشون داخل اقليمهم المستقل عن طريق اجراء عملية الاستفتاء الشعبى مثل باقى الشعوب فى العالم كما جرى الاستفتاء فى بريطانيا حول مصير بقائهم فى الاتحاد الاوروبى و مثل اقليم باسك و كتلونيا الاسبانية و سكوتلاندا البريطانية و جنوب السوادن .

• ولكن عملية اجراء الاستفتاء يحتاج الى عمل مشترك و قرار سياسى موحد و يحتاج الى قانون صادر من البرلمان الشرعى لاقليم كردستان و بتوافق و تراض مع الحكومةالمركزية فى بغداد و باشراف دولى من منظمة الامم المتحدة لكى نبتعد عن الحساسيات و الحرب و القتل ولكى نخطوة هذه الخطوة المهمة و الحاسمة فى تاريخ العراق و اقليم كردستان يجب على البغداد و اربيل ان يتفاوضوا بشكلباخوى و سلمى بعيدا عن التشنجات و الحساسيات و يقبلوا بعضهم البعض كدولتين صديقتين وكلتاهما تحترم الاخر و تحافظا على الصداقة و حسن الجوار و السلام فيما بينهم.

• واخيرا يجب على حكومة اقليم كردستان بان تحاول مع الجميع من الجيران الاقليمية و الدول الاوروبية و دول العظمى بان يتفهموا مغذى مطالب الشرعية لشعب الكردى فى الاستقلال عن العراق و تحاول ان تجمع الراى الاقليمى و الدولى لمصلحتها وهذه الخطوات تحتاج الى لم شمل داخلى على مستوى اقليم كردستان و كردستان الكبير لان قرار الاستقلال مربوط ب مصير و مستقبل كل الاجزاء الاخرى و الدول الثلاث فى كل من ايران و تركيا و سوريا و حتى مصالح الدول العربية و الاسلامية و بعد ذلك ايضا مربوط بمصالح دول اوروبية و دول العظمى لان خارطة المنطقة تتغير بشكل جذرى و كبير و يتاثر بشكل مباشر على المصالح السياسية و الاقتصادية للجميع. و يجب على القيادة السياسية فى اقليم كردستان ان يخطو تلك الخطوة عن طريق مؤسساته الشرعية من البرلمان و الحكومة لكى تكون قرارا سياسيا واحدا و موحدا يجمع حوله كل الاحزاب و القادة و الجماهير الشعبية و يوئازره و يسانده ،لان تلك القرار المصيرى و الخطير فى ان واحد ليس له اصدقاء كثر بل له اعداء كثر من داخل العراق و دول الجوار و دول الاقليمية وحتى دول الكبرى ليسوا على وئام تام فيما بينهم على تلك الخطوة ،وبدون موافقة الجميع تكون الفشل مصير تلك الخطوة التاريخية و يجب ان يكون القيادة السياسية فى الاقليم صادقا و واقعايا فى مطلبه فى اجراء الاستفتاء و لن تكون مجرد شعار بدون مغذى و تكون شعارامرحليا لمكتسبات حزبية و شخصية و يجب على القيادة السياسية اعلان استقلال الدولة الكردية بعد اعلان النتيجة ب(( نعم )) و تصديق الاكثرية عليه ،لان الاستفتاء بدون اعلان الاستقلال تكون عملية فاشلة وبدون مبرر و يبطل مغذاه الحقيقى،وهذا القرار المصيرى يحتاج الى اشتباك الايادى كيد واح و اجماع الراى والكلمة من الجميع عليه بكل اطيافه المتنوعة فى داخل اقليم كردستان و ايضا يجب على القيادة السياسية بان تقيم العملية من كل النواحى لئلا تكون الفشل مصير القرار و خيبة امال للشعب الكردى و فرحة كبيرة لاعداء الحقوق المشورعة للكرد و دولة كردستان المستقلة.