إذن هو العام السادس عشر لـ (إيلاف).
تجربة مجنونة بمقاييس مولدها.. عبقرية بمقاييس نموها.. وحكيمة بمقاييس قناعاتها.
لعلي من أواخر المنضمين لفريق ايلاف في مجال كتابة الرأي، ولأنني من المدرسة الصحفية القديمة.. تلك المتوجسة من الممنوع، والمرتابة مما بين السطور، فقد بدأت الكتابة وأنا أتمتم بكل ما تلقاه وجداني من أدعية.. أن يقيني الله أفخاخ الفضاء الذي لم أعتد السباحة فيه.
على أي حال.. ما زلت ابن المدرسة القديمة، وما زالت قناعتي ان الرقابة على النصوص مهنيا واخلاقيا وقانونيا واجب على الكاتب في نفسه اولا، ثم هي واجب على من يديرون آلة الاعلام.. حيث يصعب القول ان الميديا هي فقط تعبير عن المتلقين، بل أراها - أيضا - هاديا وأخا أكبر لكل فرد في مجتمعاتنا.. تساعده وتأخذ بيده لعبور الشارع المزمجر بالمركبات المخبولة من كل شاكلة ونوع!
دخلت عرين ايلاف بقلمي فوجدت عالما رحبا من العطاء، ومتنفسا أنقى فيما يتعلق ببيئة الإفصاح عن كل الغائب والمكتوم والمسكوت عنه!
مع ذلك أحس أن تجربة ايلاف لم تتشكل في شكلها النهائي، فهي تجرب وتعالج وتحاول، فتفشل حينا.. وتحقق نجاحات احايين اخرى، ويغضب منها الكثيرون حينا، لكنها تكسب رضا غيرهم أحايين أخرى.
في رأيي أن ايلاف ناجحة بدائرتها الضيقة التي يقودها عثمان العمير، كما هي ناجحة باتساع المساحات التي تخوض فيها بلا تأثر بكهول المدرسة القديمة من أمثالي، ولعل هذه المساحات المتسعة تعود لرؤية الناشر أولا، ثم لأقلام جسورة وتناول إخباري مهني متطور، ولإرادة صلبة للاستمرار في محيطات مائجة بلا قاع أو قرار!!
أرى أن إيلاف بحاجة إلى تطوير فريقها وخصوصا في مجال الرأي، فلا تجازف بفتح الباب لأولي الطرح الضعيف والحس المهني المتهالك، والسعي لأن يكون فريقها خيارا من خيار.. فذلك أول أبواب الصمود والتطور مع حاجات المتلقي..
ثم أرى أن تبتدع ايلاف من أساليب التمويل ولو بشراكات وتحالفات تجارية ما يجعلها تحافظ على فريقها فتتسم بثبات هذا الفريق نتيجة تحفيز ولائه لها، وتكوين علاقات بين فريقها وقارئها بحكم هذا الثبات بما يجعل الموقع محطة يومية متجددة.. يقتطع لها القارئ مساحة من وقته راضيا وبكل شغف وحب.
ثم ان بإمكان ايلاف - إضافة للإعلان التقليدي بصيغته الإلكترونية- تسويق بعض المحتوى او التفاصيل او المعلومات لمن يطلبها، ويتم ذلك عن طريق السوشيال ميديا او البريد الالكتروني، وهي خدمات شخصية لكنها مهمة لمن يحتاجها.. كما أنها مصدر مهم للإيرادات المالية..
نريد لإيلاف وهي تدخل عامها السادس عشر أن تزداد ثراء في محتواها وقدراتها المالية..
ونريد لإيلاف أن تشهد ثباتا ووثبة نوعية في الأقلام المتعاملة معها.
كما نريد لإيلاف أخيرا قناعة مستمرة بالقدرة على مواكبة المستجدات.. سواء في وسائل التواصل والتأثير، أو في نوعية المحتوى، لأنها ما زالت صبية، ولديها القدرة على التطور والنمو المستمر بلا مطبات أو كوابح..
كل عام والحسناء (إيلاف) بألف خير.


[email protected]