كتبت وناشدت الجهات الإيزيدية لأكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة، بضرورة الاهتمام والعمل الجدي من اجل جمع وحفظ الادلة( المقابر الجماعية، اعترافات كبار الارهابيين، افادات الشهود الناجين وعوائل الضحايا من الإبادة الجماعية، وهمجية سياسة الأرض المحروقة )، من اجل تثبيت جرائم داعش بحق الشعب الإيزيدي ضمن (جرائم الإبادة الجماعية)(1) التي ارتكبت ضدهم في صيف 2014، والتي لا تزال مستمرة بوجود اكثر من 2500 اسيرة في سجون داعش وتحديدا في( الرقة والعديد من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش )، و نزوح وتشريد أكثر من (80 بالمئة من الإيزيديين من مناطقهم، اضافة الى تدمير قراهم ومزاراتهم وبيوتهم وبساتينهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتدمير وحرق جميع البيوت البلاستيكية والدفيئات، بعد ان قاموا بشحن مولداتها ومحولاتها كافة إلى مدن الموصل والرقة، اضافة إلى زرع مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية بالالغام والمتفجرات، وانا هنا كشاهد عيان اوثق لكم هذه الجرائم التي ارتكبت بحق الايزيديين) (2 ). 
وهنا اناشد مرة اخرى المحامية الدولية (أمل كلوني) والتي تمثل الناجية الإيزيدية (نادية مراد) وغيرها من ضحايا تنظيم داعش أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، واناشد من خلالها الناجية (نادية مراد، سفيرة للنوايا الحسنة لمناصرة الناجين من الاتجار بالبشر)، كما اناشد رئيس المجلس الروحاني الإيزيدي والمرجع الديني الأعلى للإيزيديين في العالم، اناشدهم مرة اخرى وخاصة بعد تحرير قرية ( كوجو، شرق البعاج والتي تعرضت لقتل جميع ابنائها على ايدي داعش الإرهابي )، واعتقال احد قياديي تنظيم داعش و( مسؤول السابايا الإيزيديات، الارهابي ابو شيماء البتيوتي ) قبل ايام، والذي اعترف بانه كان مسؤول العمليات القيصرية للنساء ومسؤول التخدير بمسالخ داعش وكذلك مسؤول السبايا الإيزديات في منطقة البعاج. (حسب تصريح امر لواء الطفوف احمد نصر الله ). 
اناشدهم واقول:
1 من الضروري جدا ان يتم توثيق اعترافات الارهابي (البتيوتي ) بحق الإيزيديين والإيزيديات باعتباره كان ( مسؤول السبايا في مسالخ داعش ) ولديه معلومات دقيقة حول ما تعرضت لها الإيزيديات من القتل الممنهج والاسترقاق والسبي والتعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي وتعليم الفتيان العقيدة واستخدامهم في المعارك والعمليات الارهابية كقنابل موقوتة وجرائم كثيرة أخرى ارتكبت ضد الإيزييين في العراق ولا تزال مستمرة....
2 ان الحكومة العراقية على الرغم من تأييدها العلني للتحقيق الدولي في قضية إبادة الإيزيديين، الا انها لم تقدم لحد الان باي طلب رسمي إلى مجلس الأمن لإحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية او لتشكيل فرق مختصة للبحث عن المقابر الجماعية.وإعداد ملف إبادة الإيزيديين، وخاصة إن البرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا وحكومة الولايات المتحدة ومجلس النواب البريطاني، جميعهم يؤكدون على أن هناك إبادة جماعية ارتكبها تنظيم داعش بحق الإيزيديين في العراق. 
وعليه من الضروري جدا التحرك بسرعة وبقوة من اجل اقناع الحكومة العراقية لتقديم طلب رسمي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة يقتضي بإجراء تحقيق دولي في الجرائم التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين بالتعاون مع السلطات العراقية، وفتح تحقيق دولي حول واقع الاسيرات الإيزيديات والناجيات من مسالخ داعش والجرائم التي ارتكبت بحقهن من قبل كبار الارهابيين من امثال( البتيوتي )،( قبل ضياع الوقت والجهد والحقيقة ). 
3 ضرورة الاهتمام والعمل الجدي من اجل جمع وحفظ الادلة والوثائق ( المقابر الجماعية، اعترافات كبار الارهابيين، افادات الشهود الناجين وعوائل الضحايا من الإبادة الجماعية وخاصة بعد تحرير قرية( تل قصب و تل بنات و كوجو،جنوب شنكال،و التي تعتبر رمز الماساة الإيزيدية ) ومناطق كثيرة اخرى التي تعرضت اهلها الى الإبادة الجماعية على يد وحوش داعش. 
اخيرا اسأل كل من يهمه الامر: كيف يمكن لأخطر جرائم عرفتها البشرية أن تُنفذ أمام أعين الجميع ومن قبل اخطر الارهابيين من امثال ( البتيوتي، احد امراء غزوة شنكال )، بينما لا يتم مقاضاة أحد من هؤلاء الارهابيين المتهمين بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية على الاقل لمنع تكرار ماساة الإيزيدين في المستقبل؟ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإبادة الجماعية (genocide) - وهي مؤلفة من كلمتين يونانيتين هما geno وتعني العرق أو القبيلة، وcide وتعني القتل- فيمكن تعريفها بأنها الجرائم التي ترتكب أثناء العدوان، القائمة على أساس عرقي أو ديني او قومي، ويمكن تعريفها بحصر عناصرها، وهو ما حاولت المادة الثانية من اتفاقية 1948 الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية ( (CPPCG أن تقوم به. 
وتنص تلك المادة على أن الإبادة الجماعية تعني أيا من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه: 
(أ) قتل أعضاء من الجماعة.
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا.
(د) فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى. 
وقد تم صياغة هذا المصطلح في عام 1944 من قبل (رافائيل ليمكين ) وهو من أسرة بولندية يهودية ولد عام 1900. تشير مذكراته إلى أن التعرض لتاريخ الهجمات العثمانية ضد الأرمن (والتي تمثل في نظر الكثير من العلماء إبادة جماعية) والبرامج المضادة للسامية وحالات العنف ضد المجموعات، في المراحل المبكرة من حياته ساهم في تشكيل معتقداته حول الحاجة إلى الحماية القانونية للمجموعات
2 يتجاوز تعداد الإيزيديين في العراق 700 الف نسمة، بينهم 500 الف نزحوا الى إقليم كردستان، و200 الف بقوا في المناطق التي لم تصلها داعش، تعرّض الإيزيديون على مر التاريخ إلى اكثر من 74 حملة إبادة جماعية، و إلى اكثر من 350 حملة عسكرية ( فرمانات دموية ) جلها كانت في الفترة العثمانية واخرها كانت حملات داعش والتي لاتزال مستمرة، واستندت الحملات الإبادة بحق الإيزيديين على فتاوي كبار رجال الدين، الذين كانوا يحثون وحوشهم على التكفير والقتل والبيع واغتصاب الإيزيديات.