الدول والحكومات الاقليمية وبعض الدول الغربية التي تقف ضد الاستقلال الكردي تتذرع بالحجة التي تقول ان استقلال كردستان سوف يؤدي الى زعزعة الاستقرار والى المزيد من الحروب والدمار لدول الجوار والمنطقة .

يعني ان الحقوق والحرية والمساواة والديمقراطية وحق تقرير المصير والقيم الانسانية السامية ليست الهدف لتلك المجتمعات والحكومات والانظمة المناوئة للاستقلال في اقليم كردستان وانما هدفهم الوحيد هو فقط الاستقرار ! والبقية تفاصيل . 

اذا كان الهدف هو الاستقرار فقط ولو كان على حساب كرامة الشعوب وحقوقها فالافضل هو التوجه الى مجلس الامن لاستصدار قرار حسب البند السابع يدعم فيه بقاء الرئيس السوري بشار الاسد وحزب البعث في سوريا ولسوف ترون كيف ان الاستقرار والهدوء سيعود الى افضل مما كان عليه سائدا قبل الثورة السورية .

وحتى لا تفوت الفرصة على اصحاب نظرية الاستقرار عليهم باعادة اسلا م القدافي الى حكم ليبيا بدلا من هذا التناحر والاقتتال والتشرذم الذي يعيشه الشعب الليبي . يكفي ان يحمل اسلام القذافي عشرة بالمئة من مورثات والده معمر القذافي حتى نجد الناس ينامون في العراء قريري العين في جو من الاستقرار يحسده السويديون .

كذلك يمكن ارسال قوات دولية الى اليمن وبقرار من مجلس الامن لدعم عودة الرئيس الداهية والاب الروحي للاستقرار علي عبدالله صالح الى حكم اليمن الذي سوف يعيد الاستقرار وينشر السعادة والهدوء بحيث يستحق اليمن بان يسمى باليمن السعيد .

ألم يعش شعب اليمن 35 عاما من الاسقرار والسلام في عهدة هذا القائد الفذ مهندس استقرار المجتمعات المتشظية ؟ .

 أليس الاستقرار تحت اشراف الحوتي وصالح افضل من الكوليرا والاقتتال والجوع ؟ اذا لماذا الانتظار ؟ .

اما الحل في العراق المشتت والذي يعيش عدم الاستقرار يكون في البحث عن شخص تكريتي بمواصفات صدام حسين عندها لن يحدث الاستقرار فقط بل سيتحول العراق كله الى جنة لا تسمع فيها صوت طلقة رصاص واحدة . 

تكاليف الاستقرار رخيصة جدا اذ لا تتجاوز اعدام بضع عشرات من المواطنين الابرياء طالبي الحرية والكرامة يوميا وبضعة الاف من القتلى بالتعذيب في اقبية المخابرات وزج الالوف من السياسيين والمعارضين ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان في السجون . الثمن بسيط جدا اذا قمنا بالمقارنة مع اوضاع عدم الاستقرار الحالية والتي تتسبب في الهجرة بالملايين والاقامة في المخيمات والموت غرقا في سبيل الوصول الى بلاد الكفار .

اليس من العبث ان يقضي الرئيس التونسي السابق زين الدين بن علي احد عمالقة الاستقرار عمره داخل القصور المغلقة وتونس تنغمس في عدم الاستقرار ؟

 نحن نعيش مأساة عميقة في الفكر والاخلاق والتربية والمبادئ واكبر دليل على ذلك هو هذه الكذبة في المقايضة بين الاستقرار والقيم الانسانية السامية .

الاستهتار بالحرية والحقوق والقيم الانسانية السامية هي التي اوصلت شعوب هذه المنطقة الى هذه الكارثة التي تعم المنطقة كلها .