في خبر سيكون كالصاعقة على مروّجي الاخبار الكاذبة والمزيّفة على صفحات الفيسبوك، أعلنت الشركة بانها ستقوم بخطوة مهمة وضرورية ستمنع من خلالها الصفحات والحسابات التي تنشر وتشارك، على نحو مستمر، الاخبار الكاذبة على منصتها من استخدام الاعلانات في منشوراتها.

وتأتي هذا الخطوة التي اعلنت عنها الفيسبوك في الايام السابقة كجزء من الخطوات التي تقوم بها الشركة من اجل الاستجابة للضغوطات التي تتعرض لها بعد الصخب والجدل الذي رافق الانتخابات الرئاسية الامريكية اثر المنشورات والاخبار المزيفة التي اثرت، في اعتقاد البعض، على سير هذه الانتخابات، حيث ان لهذه الاخبار، سواء كانت صادقة ام كاذبة، تأثيرات تمتد لمستويات سياسية واقتصادية واجتماعية، ولا يقتصر اثرها على العالم الافتراضي فحسب.

وبموجب الآلية الجديدة، فان الفيسبوك سيقوم بحجب ميزة الاعلان عن الصفحات التي تروّج للاخبار المزيفة ( fabricated news stories ) وسيكون هذا الحجب عن كل منشورات الصفحة سواء تضمن هذا المنشور رابطا الكترونا او لم يتضمن ذلك، ومع ذلك فان هذا المنع لن يكون دائميا، اذ ستتمكن الصفحات من استعادة قدرتها على الاعلان عندما تتحمل مسؤولياتها وتتوقف عن نشر الفبركات.

وبنظرة بسيطة على النشر في المنصة الرقمية الكبرى الفيسبوك، فسوف تلاحظ ظهور بعض المنشورات الممولة اعلانيا في “ اخبر الاخبار “ والتي تصل للعديد من المستخدمين سواء قد اعجب هذا الشخص بالصفحة التي موّلت الاعلان ام لم يكن معجب بها، وبهذا سوف يصل الخبر، بغض النظر عن مصداقيته ودرجة قربه او بعده من الحقيقة، للعديد من الناس بمقدار حجم مبلغ الاعلان، فالعشر دولارات تختلف عن المئة دولار! والاخير تختلف بلاشك عن الالف دولار … وهنا مكن الخطورة والاثر السلبي لمثل هذه الاخبار، اذ انها لاتقتصر على من هو معجب بالصفحة التي تريد التسويق للخبر المزيف، بل يتعداه لاي مستخدم يمكن ان يوجه له الاعلان، وذلك بحسب اليات التسويق الاعلاني المتعارفة عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه بصراحة هي الكارثة الحقيقة التي يعاني منها مستخدم هذه المواقع.

وفي واقع الامر تحاول بعض الصفحات اعتماد الاعلان من اجل الحصول على عدد اكبر من الاعجابات لصفحتها من اجل التسويق لبقية منتجات الصفحة في المنشورات اللاحقة،او للحصول على اكبر عدد من الاعجابات للصفحة من غير ادراك لقواعد الفيسبوك ومبادئ وصول المنشور

للمستخدم والمعجب بالصفحة، لكن هنالك بعض الصفحات ممن تعتمد على الاعلان من اجل الترويج لاشاعة او التسويق لفكرة ما غير صحيحة لاهداف سياسية او ايديولوجية معينة، وبذلك يتأثر الكثير من المستخدمين بهذه الاشاعة التي تصل لهم ويجدوها امامهم من غير الاعجاب اصلا بصفحتهم.

الملفت للانتباه في موضوع الاخبار المزيفة واثارها على المستخدم انها لا تقتصر على الانسان الساذج او غير الواعي فحسب، بل انها تؤثر على المثقف والسياسي ايضا خصوصا ممن يمتلك ثقافة واهية او ممن يريد استخدام هذه الكذبات في التسويق لافكاره سواء طابقت هذه الفكرة ما يؤمن به ام لم تطابق.

ومن وجهة نظري ان منع الاعلان عن الصفحات التي تنشر اخبار مفبركة هو امر هام بل ضروري جدا خصوصا قبل الانتخابات العراقية القادمة، حيث ستحاول بعض الاحزاب توظيف وسائل التواصل الاجتماعي من اجل تسقيط الاخرين وتشويه سمعتهم، ونحن ننتظر ان يتم تفعيل آلية التبليغ عن الاخبار المزيفة في الفترة القليلة المقبلة لانها لم تصل لحد الان لمنطقتنا او لجميع المستخدمين فيها، حيث لم يقم الفيسبوك باطلاق الخدمة لدينا والتي من المؤمل ان تُحد من انتشار الاخبار الكاذبة خصوصا مع تعاون الشركة مع وكالات اخبارية عالمية في هـذا الصدد.

وهكذا على اصحاب الصفحات ممن ينشرون الاكاذيب ويعتمدون على التزييف في عملهم ان يحذروا من الاستمرار في هذا العمل غير القانوني، والا سيتم ايقاف الاعلان عن صفحاتهم التي صَرف عليها بعضهم الاف الدولارات، على الرغم من ان الفيسبوك لم يحدد عدد المنشورات الكاذبة التي ستؤدي الى ايقاف الاعلان، ولا الفترة التي تبقى فيها الصفحة غير قادرة على الاعلان.

باحث في السوشل ميديا