يشتاق ومثلي كثير من العرب لسماع حديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن التحولات السياسية التي تتشكل خطوطها في منطقتنا العربية سيما عندما يحلل ويشخص ابرز التحديات التي تجابه عالمنا العربي والإسلامي يتحدث في اعقد ملفات السياسة بأسلوب آسر يدركه الفلاح في المزرعة والطالب في الجامعة مثلما يلتقط مكنوناته الباحثين والمشتغلين في دهاليز السياسة.. 

حضر رئيس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد الى الامم المتحدة وحضرت معه مكانة الإمارات المرموقة بين الدول الأعضاء هذه المكانة المحمودة حصيلة منهج ثابت وعقلاني في السياسة الخارجية للإمارات والتي انتهجتها الدولة على اسس مستقرة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل واختيار الحوار السلمي لايجاد حلول للقضايا والمشكلات ونبذ العنف ونشر التسامح وتبادل المصالح المشروعة ولذلك فقد كانت أجندة الوزير مزدحمة بمواعيد لقاءات مع قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء من كل اركان المعمورة.

عبدالله بن زايد يحذر من مخاطر واستغلال إيران للظروف في الخليج والمنطقة لزرع الفتنة ويقدم لنا بعصارة السياسي والدبلوماسي النبه للرد الحقيقي على الخطر الداهم المنطلق من الجارة إيران والتي لا تخفي بافعالها ومواقفها وسياساتها نية التوسع واحلام الأمبراطورية الفارسية تحت اي شعار لا يهم هذا في السياسة لطالما ان العبرة في النتائج وليس الوسائل. 

وقف خطيبا شجاعا لا يخشى لومة لائم او حاقد في قول الحق كما قال من قرون ابن سيار لقومه العرب قولته المشهودة ( ارى تحت الرماد وميض نار.. ويوشك ان يكون لها ضراما ) نعم الشيخ عبدالله بن زايد رفع الصوت عاليا لعل هناك من بقي يسمع في هذه الأمة التي اخرجت خير أمة للناس.. 

ارسل للجارة إيران رسالة الدعوة الى الحوار بالحسنى لأعادة الحق الى اصحابة طواعية او اللجوء للوسائل السلمية التي تعارف عليها المجتمع الدولي في ايجاد حلول للمشكلات عبر القضاء او التحكيم الدولي لحل مشكلة استيلاء إيران على الجزر العربية الإماراتية الثلاثة فلا تنازل عن حقوقنا مهما طال الزمن او قصر فحقوق السيادة لا تسقط بالتقادم فمن يراهن على الزمن يجب ان يعلم ان هونغ كونغ عادت الى حضن الصين بعد اكثر من مئتين عام من احتلالها من بريطانيا العظمى (( أزمات المنطقة لا تشغلنا عن قضيتنا الوطنية في السيادة على جزرنا الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ))..

عبدالله بن زايد لم يهاجم إيران الشعب بل اشار الى إيران الصفوية التي تستخدم المذهب والطائفة وسائل لتحقيق اهداف السياسة والتوسع..

فالمشهد معقد والصوره ضبابية اذ هو سلوك ومحاولة توسع من دولة توظف المذهب والطموحات في سلة البيع والشراء في سوق السياسة بهدف انهاك الخليج العربي واهله الذين هم جزء حي من امة العرب من المحيط الى الخليج. 


[email protected]