إذا كان الأستاذ الجامعي هو العنصر الأهم في تطوير التعليم الجامعي فإن المعيد هو العنصر المهم في نجاح مهمة الأستاذ الجامعي. فالمعيد الجيد قادر على تسهيل مهمة الأستاذ الجامعي في تحقيق مستوى تعليمي جيد بينما المعيد السيئ فهو معرقل ومقاوم لنجاح العملية التعليمية برمتها أي العلمية والأخلاقية. فكم من معيد رديء قدم معلومات خاطئة للطلاب ولم يصحح نفسه ولم يقبل التصحيح منهم ولا من المشرفين علي أداءه!!! وكم من معيد قدم حلول خاطئة وقاوم وعاند وانتهر وسب وشتم ولم يعترف انه معيد فاسد فأفسد بذلك التعليم كما أفسد الأخلاق على حد سواء.
من هو المعيد الجيد؟ هو خريج متميز علميا من ناحية القدرة والطاقة والشغل. فهو يمتلك القدرة على التحصيل العلمي المستمر، ويسعى جاهداً في سبيل تحقيق ذلك، ويمتلك الطاقة اللازمة لتوصيل العلم للطلاب، ويمتلك كمية من الشغل تمكنه من تحقيق استحقاقات القدرة والطاقة. 
أيضا فالمعيد الجيد منضبط من ناحية المواعيد، محترم من ناحية التعاملات والمعاملات، قوي الشخصية، شجاع، يمتلك صفات القائد الناجح من حزم وتواضع لا ينفصلان. المعيد الناجح يهتم بمظهره الخارجي وإن كان هذا يمكن أن يعوضه النجاح العلمي ومحبته من عموم الطلاب. 
المعيد الجيد يجتهد في عمله بقدر المستطاع، ويتحمل المسئوليات التي يكلف بها من قبل الأساتذة بدون تذمر أو استخفاف. الصدق يكون عنوانه والأمانة طريقة والكذب لا يعرف له مكان.
المعيد الجيد يحترم جميع الطلاب... يعاملهم بإخوة ويصادقهم بمحبة خالصة.. يترفع عن الصغائر ويرفض الهدايا ولا يمد يده لطالب مهما كان.. ويعمل بإتقان لوجه الله. 
المعيد الجيد يعرف حجمه العلمي بلا زيادة أو نقصان ويفهم قامته العلمية فلا يدخل في منافسه مع زملاءه أو مع الطلاب.
المعيد الجيد يقف لأساتذته تبجيلا فيكون بذلك قدوة للطلاب. ويحترم الطلاب فيكسب رضاهم وينال رضى الأستاذ.
الخلاصة: بصرف النظر عن شروط التقدير التراكمي والتفوق العلمي يجب أن يخضع المعيدين قبل التعيين في الوظيفة لاختبارات هيئة قوية محايدة لا تفرق بين أحداً بسبب النوع أو العرق أو الدين أو حتى الادين، وتتكون من علماء محترمين في التخصص واستاذ طرق تدريس واستاذ صحة نفسية... على أن يستبعد من شغل الوظيفة كل من يخل بالصفات التي ذكرت عن خصائص المعيدين وخصوصا إذا ما كان هنالك خلل في توازن وسلامة قواه النفسية.
ولنتذكر جيدا.. أننا من الطالب الجيد نحصل على المعيد الجيد ومن المعيد الجيد نحصل على الأستاذ الجيد ومن الأستاذ الجيد نحصل على عضو اللجنة المنوط بها تقييم واختبار قدرات المعيدين وعندئٍذ وفقط عندئٍذ نحصل على التعليم الجيد. فعلى الحكومات العربية أن تعيد هيكلة نظام اختيار المعيدين بطريقة صحيحة وتضع الآليات التي تضمن حياد اللجان والقيادات الجامعية المنوط بهم وضع معايير التقييم عن التعصب الديني والمهني، والمحسوبية والوساطة وغيرها من الصفات سيئة السمعة التي جعلت التعليم العربي في حالة تدهور مستمر.
[email protected]