ليس غريباً أن يحدث ما يحدث الآن في العراق. فكل هذا عبارة عن تحول السياسة&فيه&أخيراً،&الى أبشع&حقول&النشاط الإنساني وأفسدها&بإمتياز. والسياسة ذاتها، لم تعني أساساً، في التجربة العراقية، منذ عام (1921م) الى يومنا هذا،&لا&كمفهوم وواقع، ولا&كممارسة،&سوى إفساد الحياة وإغتيال العقل،&بل&قتل الإستقرار والإزدهار،&وصولاً الى إجهاض الأمان والأمنيات في عموم البلاد ولدى&كافة&العباد.

&&وبهذا المعنى،&لا حاجة لنا&اليوم&للمؤرخين لكي يدونو&لنا التاريخبلغة المتغرطسين فيه!، فالحاضر هو المرآة الحقيقي لماضينا تماماً،&وكل ما تغير هو&ليس سوى&الأسماء والعناوين و الوجوه،&لا العقول والطبائع والممارسات!، خصوصاً&مع&تجرد&حقل السياسةمن أي قيمة&تُذكر،&تمنع&لنا&اليوم،&وقوع البلد،&ولو لعقد من الزمن!،في&مثل&هذه&الدوامات الجهنمية&اللامتناهية، التي تعصف عليه، من دون رحمة،&في كل مراحل وحقب&تاريخية.&&&

&وعلينا طبعاً أن&لا&نخدع&أنفسنا ونقول أن ما يحدث هو&عائدوحسب لفساد نخبة حاكمة في مؤسسات الدولة ومرافقها، أو&مرتبط بالطائفية والتحزب، لا، أبداً،&فالمعضلة أكبر بكثير مما نتخيل، أنها كامنة في البنية المجتمعية والثقافية لمجتمعنا العراقي بكافة مكوناته دون إستثناء، وناتج عن بواطن عقولنا جميعاً دون أن نسيطر عليها ونتحكم فيها،&بل&دون أن نعي بها أحياناً، ذلك لأننا بطبيعة الحال، من&قبيل&الشعوب التي تتباهي كثيراً،&من&دون فحص و تمحيص،&أو&أي مراجعة نقدية&وعقلانية، بماضيها وبـ(أمجاد وعظمة)&السالفين!، وبالتالي المراهنة&على القدر والتعلق الساذج بحتميات خرافية&وغيبيات خلاصية&مقبلة على الزمن&دون&أن&تتحقق أي منها على أرض الواقع!.

والدليل على&ما نقول هنا، هو ما&نحصده اليوم من هذا الحقل&الكارثي&الذي يطلق عليه (السياسة)، والذي لم&تفقه&أبداً&كتابة أي شيء لنا، في طبعتها العراقية!، سوى الويلات والعذابات، أو الأزمات والصدمات، أو الخلافات والعراكات، وكل ما يجرد الإنسان من حب الحياة والتمسك بالوطن،&أو&التفاؤل بالخير والإطمئنان الى المستقبل..!

& &انه&فعلاً،&حقل كارثي إم لم نقل حقل شيطاني خالص!،&لدرجةبات اليوم&لايمكن لأحد أن يكون&منخرطاً&أو (فاعلاً)&فيه&بحق،&من&دون ان يفقد إنسانيته&ويتحول الى شيطان رجيم!،&لا سيما معهذه&النخب السياسية الفاسدة&وغير المسؤولة&وكل&أولئك&الذين يستغلون، بكل بساطة ويسر!، سذاجة الشعوب&وإفتقارها&لمقومات الإعتراض والمواجهة&الحقيقية&الواعية&بسبب تجاهلها لآليات تحكم الحكام والأنطمة بمصائرهم وعقولهم ومقدراتهم.

&&أما&بخصوص&المظاهرات والإحتجاجات الراهنة، فلا جدوى منها&هي الأخرى!،&لأنها&ستنتهي&كسابقاتها&دون شك&بمجرد وعود كاذبة من الحكام،&أو&بإعاز&من&القوى والأحزاب&الإنتهازية&التي&تستغل وتستثمر السخط الشعبي لمآرب سياسية&خاصة بها!. والحسرة&هنا، كل الحسرة،&على الشعب الذي لا يفقه سوى&التأييد والتمجيد والتبجيل للحاكم، بل التعسكر&وراء&شعارته&وخطاباته، أو سياساته&وممارسته&لإعتبارات مجتمعية سياسية/مذهبية ومناطقية/ طائفية وأثنية، لحد المشاركة&- بوعي أو دونه-&في صناعةما&دمرت البلاد والعباد وما تزال، أي&صناعة&القسوة والدمار والقتل الجماعي&في الماضي،&والفساد ونهب ثروات البلاد وخيراتهافي&الوقت&الحاضر..!

•&كاتب وأكاديمي- من كُردستان العراق