أي خطة للسلام مع إسرلئيل تتجاهل حقوق الفلسطينيين محكوم عليها بالفشل ، ربما ساور القلق كثيرون وأنا من بينهم بشأن&"صفقة القرن"&التي يروج لها مستشار الرئيس الأمريكي ترمب وزوج أبنته&"جاريد كوشنير"&،&وممثل ترمب&في الشرق الأوسط&"جيسون&جرينبلات"&خاصة بعد الترويج لمزاعم&بأن دولاً عربية تقبل هذه الخطة.

تسريبات هذه الصفقة تشير إلى أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من أربع قرى شرق القدس وشمالها ، هذه القرى هي أبوديس، وجبل المكبر، وشعفاط، والعيساوية، أبوديس تبعد كيلو مترين من البلدة القديمة، وجبل المكبر حي من بلدة السواحرة الغربية شرق مركز القدس، وشعفاط&شمال شرقي الاقصى،&وتبعد&خمسة كيلو مترات، أما العيساوية تقع شرقي جبل المشارف حيث استولت إسرائيل الجهة الغربية من الجبل،&وأقامت عليه الجامعة العبرية.

اختيار هذه القرى الأربع لضمها للدويلة الفلسطينية لم يأت اعتباطا،&بل جاء بخبث ولؤم واضحين ، فهذه القرى تتسم بكثافة فلسطينية ،&حيث يعيش نحو 330 الف فلسطينيي في القدس ، شعفاط وحدها يسكنها نحو 140 الفا ،&هم يريدون التخلص من الفلسطينيين في هذه القرى،&والاكتفاء بمن يعيشون في البلدة القديمة، بعدها تقوم سلطات الاحتلال بهدم بيوت بحجج مختلفة حتى تجبر السكان على المغادرة طوعا أو كرها&،&وهكذا تريد إدارة ترمب دويلة فلسطينية بلاسيادة،&ومغلقة عند حدود غور الأردن&، إسرائيل تغادر هذه القرى الأربع &على أن تضم المستوطنات داخل جدار الفصل العنصري وما بعده وتظل باقية في الضفة الغربية، وتظل القدس الشرقية تحت السيطرة الإسرائيلية.

أين الدولة الفلسطينية إذن في صفقة القرن؟ إنها صفعة وليست صفقة،&واي خطة يقدمها ترمب تتجاهل&إقامة دولة فلسطينية مستقلة&على&الأرضي&التى &احتلتها إسرئايل 67&وعاصمتها القدس الشرقية ، يبلها ويشرب مايتها كما يقول المصريون.&

خطة يرفضها&الشعب الفلسطيني والشعوب العربية&لأنها تسقط حق الفلسطينيين فى أن تكون القدس عاصمة&لدولتهم&، الرئيس المصرى&"عبد الفتاح السيسي"&والعاهل الأردني الملك&"عبد الله الثاني"&كانا&واضحين فى رفضهما المشروع الأمريكى،&وطار الأخير&إلى واشنطن،&ونقل تحذيراته لترمب بأن&«صفقة القرن» يراها الشارع العربى انحيازاً &لإسرائيل&على حساب الحقوق الفلسطينية،&ولن يساهم ذلك في استقرار منطقة مضطربة أصلا&،&ولم يثن ذلك إدارة ترمب عن الترويج للصفقة،&ونقل السفارة الأمريكية&من تل أبيب إلى القدس واعتبار القدس عاصمة&
لاسرائيل&.

الولايات المتحدة حاولت الايحاء بأن الوقوف في وجه إيران، وتوافق السعودية وإسرائيل على التصدي للنفوذ الإيراني ربما يغير من موقف السعودية،&ويدفعها لدعم صفقة القرن ، وهذا لن يحدث&،&فالعاهل السعودي الملك&"سلمان بن عبد العزيز"&يؤكد دوما على موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية&،&وحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة،وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي فالولايات المتحدة تخدع نفسها اذا اساءت تفسير المواقف العربية،&والزعم بأن هناك توافق على الصفقة المشبوهة.

ومن ثم&تصبح المهمة&الرئيسية اليوم&توحيد الصف الفلسطينى، وتحقيق المصالحة بين فتح وحماس،&والتوافق مع &للجهود المصرية المبذولة الآن ،&واعادة النظر في العقوبات المفروضة على غزة من قبل السلطة الفلسطينية ، واعادة الرواتب بما يساهم في تهيئة الأجواء لإنهاء انقسام غزة عن الضفة الغربية، والتفاوض على تشكيل حكومة وحدة وطنية.&

حين تتحقق المصالحة سيكون هذا خير رد على صفقة القرن،&إن&استمرار جهود المصالحة الفلسطينية&وإعادة اللحمة&أمرين أساسيين يخدمان&الأمن القومي المصري&فى شبه جزيرة سيناء، ويحققان مصالح الشعب الفلسطينى، وعلى الفلسطينيين الاستفادة من التوافق&العربى على قبول&ودعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطينى&، والضغط من اجل&سلام شامل يستند على&المبادرة العربية التى وافق العرب عليها فى قمة بيروت2002&، وأول شروطها قيام دولة فلسطينية على&حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.&