العمل السياسي في بلدان كالعراق كان دوماً يواجه ظروفا و&اوقاتاً&صعبة ومعقدة. وكانت احتمالات&الخطأ&والصواب شبه متداخلة . وفي&أوضاع&كهذه فان المرونة السياسية مطلوبة ولكن بشرط&ان&تخدم&أهداف&الديمقراطية والتقدم وحقوق&الإنسان&وحقوق القوميات&والأقليات. والحزب الثوري ليس وحده في الميدان ، فلابد&ان&هناك تيارات&وأحزابا&أخرى&تسعى هي&الأخرىنحو الديمقراطية والعدالة والمساواة ولكن لها هويتها الخاصة ومرجعيتها الخاصة. وحين&أجزيت&بعد الحرب العالمية الثانية عدة&أحزاب&ديمقراطية(الاتحاد الوطني والشعب والوطني الديمقراطي) طرح احدها شعار (حزب واحد للديمقراطيين) وقد عارض فهد هذا الشعار وطرح شعار (الجبهة الوطنية) أي تحالف&الأحزاب&الديمقراطية وغيرها في ائتلاف سياسي واحد تجمعه&أهداف&مشتركة ولكن كلاً يحافظ على كيانه وهويته ومرجعيته. وقد قامت عشية ثورة تموز جبهة الاتحاد الوطني ، التي لعبت دوراً مهما بعد الثورة،&ثم قام حزب البعث بتمزيق الصف ، حين طرح هدف الاتحاد الفوري مع العربية المتحدة التي لعبت ، من جانبها، دوراً تخريبياً كبيراً لتدمير الثورة ،&لأنها&رفضت شعار الوحدة الفورية الاندماجية. وتنشأ ظروف خاصة، كظروف الانتخابات ، تستدعي اتفاقات انتخابية&مؤقتة&حول هذا البرنامج&اوذاك.&وهنا تكون الالتزامات المتبادلة غير ما في التزامات الجبهة الوطنية.

وقد مر الحزب الشيوعي العراقي بتجارب مختلفة، نخص منها هنا تجربة عام 1964 فيما سمي بتجربة (خط&آب)&إشارة&لشهر&آب&، في مدينة براغ&الجيكية. وسبق&للأستاذ&إبراهيم&احمد&ان&نشر قبل سنوات عديدة مقالاً في&إيلاف&عن (خط&آب&وعزيز الحاج) وقد خصني بالذكر&لأنني&كنت من معارضي ذلك الخط السياسي والفكري .&ان&التوقف في&أحداث&سياسية قديمة مؤلمة هو لاستخلاص الدروس والعبر وليس لتبرئة الذات ووضع هذا&اوذاك في قفص الاتهام كما لا يزال يفعل بعض المسؤولين اليساريين السابقين، مع&الأسف.&الأستاذ&إبراهيم&في مقاله&الهادئ&اعتبر&ان&مرونة خط&اب&كانت صائبة&وضرورية وانه كان يجب&ان&تستمر لا&ان&توقف وتعدل بعد حوالي العام والنصف. ومن المعلوم&ان&عبد السلام عارف قاد في 8 شباط 1963 انقلابا دموياً مع البعثيين والناصريين ضد ثورة 14 تموز، وحدث ما حدث من مجازر وممارسات وحشية تجاه مئات المناضلين المخلصين ومنهم عبد الكريم قاسم وسلام عادل. وبعد شهور قام عبد السلام بانقلاب على البعثيين وحرسهم القومي الوحشي. وفضح جرائمهم، وقد قام&ببعض التدابير الاجتماعية الجيدة، وعقد اتفاقية تنسيق مع النظام الناصري. كما انشأ ، على غرار عبد الناصر ، تنظيم&(الاتحاد الاشتراكي) في حين كانت الحياة الحزبية محظورة ولا حرية للصحافة، والسجون والمعتقلات تضم لفيفاً واسعا من المناضلين الشيوعيين . ويجب القول انه في تلك المرحلة كان الاتحاد السوفيتي يعتبر نظام ناصر حليفه الأول في المنطقة ويرى&ان&من المصلحة العامة&ان&ينخرط الشيوعيون العرب في تحالف وثيق مع عبد الناصر.

له تتمة