في محنة (خط آب) دروس مؤلمة وبليغة. فباسم المرونة ذهب الرفاق المناضلون&الى&إعطاء&كل الثقة لنظام عبد السلام عارف بعد انقلابه على&البعثيينوحرسهم القومي الدموي. لم يكتفوا بدعم التدابير الايجابية الجريئة التي تمت ،&وإنما&ذهبوا&الى&اعتبار&ان&نظام عبد السلام (قطع شوطاً بعيداً في طريق التطور&اللارأسمالي&السائر نحو الاشتراكية) على حد تعبير الصحفية&السوفيتية&(عليخانافو) ومقال منير احمد (بهاء) في مجلة الشيوعية الدولية ، الذي اسقط دور الشيوعيين لصالح الضباط الوطنيين، وفي المقدمة عبد الناصر. كأن الخط وكأن الانقلاب&العارفي&جاء بنظام ديمقراطي شبه اشتراكي، ويجب دعمه مائة بالمائة، بل وطلبوا من قواعد الحزب&الانضمامفرادى وجماعات&الى&الاتحاد الاشتراكي&العارفي. لقد تم&إسقاط&حقيقة&انالنظام بقى غير ديمقراطي و لا حريات حزبية و لا حرية صحافة، والشيوعيون كانوا في السجون والمعتقلات.&وانزعجوا حين&أرادت&منظمة (رسل) في لندن تنظيم حملة تضامن مع الشيوعيين العراقيين في السجون والمعتقلات والمنافي.

نعم ، كان يجب دعم بعض إجراءات عارف، مع المطالبة المستمرة بالحريات الديمقراطية&وإطلاق&سراح المناضلين. إذن ، فقد مارسوا مرونة (تائهة) على حساب الهدف الديمقراطي الاستراتيجي.&أما&المعارضون، فلم ينكروا تلك&الإجراءات&ولكنهم اعتبروا الحكم الجديد استمرار&لسابقه&وواصلوا رفع شعارات (ليسقط) وكان ذلك خطأ تكتيكيا كبيراً، ودليل التطرف والتشنج والجمود . وها نحن في&أوضاع&عراق اليوم المتلبدة بالغيوم والمليئة بالماسي والانتهاكات وانهيار الخدمات وطغيان&المحاصصة&والطائفية، ووجود&مليشيات&تابعة&لإيران&، وانتشار الفساد ، وتحولت الانتخابات&الى&مهزلة ، وصار الحديث&الأوحد&عن (الكتلة&الأكبر) وهي ابتكار غريب في الديمقراطية الانتخابية ، حيث&ان&من له حق ادعاء النجاح وتشكيل الوزارة الجديدة هو من فاز بأكثر&الأصوات&في الانتخابات.&اما&اختراع (الكتلة&الأكبر) فجاء عام 2010 لمنع الفائز&أياد&علاوي&ولصالح&نوري المالكي... وتطبيق (الكتلة الكبرى) مرة أخرى يعني عودة&المحاصصة&وبقاء الفساد والطائفية، وكارثة الخدمات.&اما&قوى المجتمع المدني واليسار فيمكن في حالات معينة&ان&تدخل في اتفاقات مع كل جانب يرفع شعارات التغيير، وبشرط استمراره في ذلك، أي ربط كل اتفاق بهدف التغيير الديمقراطي، ومحاسبة الفاسدين ومعالجة مشاكل الماء والكهرباء وسائر الخدمات.&

المرونة مطلوبة&ان&خدمت ولو جزئيا هذه الأهداف وإلا المعارضة هي وحدها الطريق في النضال الطويل والصعب نحو غد&أفضل.