راهن الفلسطينيين بان الملايين من الشعوب العربية ستنزل الى الشوارع منددة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف باورشليم عاصمة إسرائيل ولكن جرت الرياح بما لم تشتهي السفن. معظم الدول العربية لم تنزل الى الشوارع فهي منهمكة بحروب داخلية تستنزف طاقاتها اما السبب الرئيسي فهو بان القضية الفلسطينية ماتت ولم تعد تهم أحدا. نعم العرب استيقظوا من غيبوبتهم وباتوا يعلمون اليوم أكثر من أي وقت مضى بان القضية الفلسطينية لم تجلب لهم الا الدمار والخراب. اذا غصنا قليلا في التاريخ يتبين لنا ان الفلسطيني مجرم الحرب الحاج أمين الحسيني تعاون في الاربعينات مع هتلر وهكذا اضر بالقضية الفلسطينية بعد هزيمة النازيين وهكذا كان الأمر في 1970 في «أيلول الأسود» في الأردن عندما حاولت فتح انشاء دويلة في الاردن وفي لبنان أيضا حيث كان الوجود الفلسطيني هو السبب الرئيسي لاندلاع الحرب الأهلية في الأعوام 1975 1991، وهكذا حدث على الصعيد السياسي عندما أيد ياسر عرفات صدام حسين عند غزوه للكويت في بداية التسعينيات، وأثار غضب دول الخليج. هذا التوجه يتواصل إلى الآن، عندما يقوم الفلسطينيون بإهانة السعوديين ويفتحون قنوات اتصال مع إيران، وبهذا هم يثيرون ضدهم الكثيرين في المجتمع العربي، لا سيما السعوديين الذين يمولون السلك الديبلوماسي الفلسطيني منذ عشرات السنين. السعوديين انفقوا المليارات من اجل القضية الفلسطينية لكن الفلسطينيين في المقابل يشتمونهم ويفتحون خطوط تواصل مع ايران عدوة المملكة العربية السعودية. صدق المثل اتق شر من احسنت اليه.

ان العلاقات مؤخرا بين إسرائيل والدول العربية تطورت بشكل ملحوظ فعلى سبيل المثال قبل بضعة أشهر عبر وزير الاستثمارات الأجنبية في السودان، فاضل المهدي، عن دعمه لإنشاء علاقات والتطبيع مع إسرائيل. كما أن ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة أدان المقاطعة العربية لإسرائيل وقال إن المواطنين في دولته يمكنهم زيارة إسرائيل (هناك بعثة من 24 شخصية دينية جاءت في هذه الأيام لزيارة تأريخية في إسرائيل)، وهناك تقارير علنية عن لقاء بين ولي العهد السعودي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي بشكل علني رئيس الحكومة الإسرائيلية وأن مفتي السعودية ينشر فتوى تمنع قتل الإسرائيليين. أيضا رئيس الأركان الإسرائيلي يتم إجراء مقابلة معه في موقع ايلاف. هذا هو الربيع العبري أيها السادة. ان الربيع العربي الذي كان من المفروض جلب الديمقراطية الى البلاد العربية قد فشل. لكن الربيع العبري في ازدهار.

عامل مهم ساعد الربيع العبري على الازدهار هو تهديد إيران لإسرائيل وللدول العربية واستقرارها، ايران هي داعمة الارهاب في العالم تسلح وتدعم ماليا حركة حماس الارهابية وحركة الجهاد الإسلامي وفي نفس الوقت إيران هي رأس الأفعى في المنطقة كلها فهي تحكم وتسيطر على دمشق من خلال حليفها المجرم قاتل الأولاد بشار الاسد وبغداد من خلال الحشد الشعبي وصنعاء من خلال الحوثيين وبيروت من خلال حزب الله، وقاسم سليماني هو الحاكم الفعلي في الشرق الأوسط، وهو المندوب السامي الجديد، وهذا يعتبر استعمار من نوع آخر، إنّ الإيرانيين الذين كانوا ضعفاء عام 1970 هم من يحكمون الشرق الأوسط الآن، وهذا التمدّد الشيعي الصفوي هو أكبر خطر على العرب السنّة. فمن ضرب الصواريخ نحو الامارات والسعودية مؤخرا انهم الحوثيين عملاء ايران وليس إسرائيل. نحن في إسرائيل نمد أيدينا للسلام الى جميع الدول العربية اننا شعب يقدس الحياة ويرغب العيش في سلام مع جيرانه لكننا في نفس الوقت سنقطع يد كل من يحاول ان يعبث بامننا او يهدد حدودنا او مواطنيننا. 


[email protected]