عندما كانت الولايات لمتحدة تخوض حرب النجوم الباردة اختارت لرئاستها رونالد ريجان ,وهو نجم الكاوبوي الفارع الذي يحمل تحت قبعته أحلام المهاجرين الأوائل وطموحاتهم الفارهة في الأرض الجديدة.

وعندما كانت تخوض حربها ضد الإرهاب بعد سبتمبر11 أعادت انتخاب جورج بوش الابن , لأنه هو وحده الذي يحمل تلك الروح الاستشهادية التواقة إلى خوض الحروب المقدسة و التي تحسم الصراع بين معسكر الخير والشر .

واليوم عندما أعلنت أوبرا وينفري ترشيحها للانتخابات الرئاسية 2020 فماذا تعد الولايات المتحدة لخشبة المسرح العالمي , من تجهز ليجلس في المكتب البيضاوي , ليحمل رسالة الأمبراطورية للعالم ؟

ولكنها إمبراطورية بلا إمبراطور , أو أن إمبراطورها مشذب, ومخفف, ومقصقص , ومصلوب فوق هيكلية سياسية يتنازعه كونجرس ومجلس نواب , ومصالح شركات كبرى عابرة للقارات , وإعلام شرس باستطاعته أن يهجم على ضحاياه بأنياب الضواري .

فدولة المؤسسات اختيار الرئيس فيها لمسة أخيرة على المشهد النهائي , عندها يغدو كضيف شرف في مسلسل هوليودي طويل.

وترشيح أوبرا وينفري هو النسخة السمراء من الحلم الأمريكي بلد الفرص والمساواة والحريات, وعندما فاز الرئيس أوباما قام بتحقيق جزء من حلم العدالة المنشود , والذي يتحدى المربع العنصري الذي يطوق العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة .

مربعwasp وهو المصطلح الذي يختصر كلمة أبيض انجلوس ساكسوني بروتستانتي , وهي الصفات الغالبة على رؤوساء الولايات المتحدة , وأيضا هو الفرد الذكر الذي لايتعرض عادة للتمييز في الولايات المتحدة , سواء تمييز العرقي أو الديني أو النوعي بين الذكور والأناث.

أوبرا وينفري السيدة السوداء القادمة من مزرعة قطن تشبه تلك التي (لسكارلت أوهارا) في رواية (ذهب مع الريح) , ومتجهة لولايات لينكولن الشمالية , تحمل في أعطافها هدير الحلم الأمريكي وحلم لا يندمل , هل المكتب البيضاوي جاهز لها؟

هل الدولة العميقة في واشنطن دي سي , قد جهزت لها دورا في العرض المسرحي الطويل داخل البيت الأبيض ؟

هل الحلم الأمريكي بحاجة لها لترمم التصدعات التي أصابته بعد فوز الرأسمالي ذو الغرة (البرتقالية) , وظهوره كواجهة لزمن البنوك والمليارات وسيارات الليموزين الطويلة؟ هل طبقة العمال والوسطى بحاجة إلى استرجاع بعض المكتسبات لاسيما بإن ابنة الرئيس الأمريكي الحالي (ايفينكا ترامب ) تضع على جدول طموحاتها المستقبلية الترشح الرئاسي مستقبلا , كما آشار الكتاب الصادر مؤخرا

Fire and fury لمؤلفه مايكل و ولف, والذي آثار ضجة إعلامية؟

يبقى من خلال جميع ماسبق الارتدادات التي سيخلقها رمي حجر امرأة سوداء خلف المكتب البيضاوي داخل بركة الwasp؟

أيضا كيف سيكون انسكابها على الوعي العالمي اتجاه النساء , عندما تتسنم امرأة عرش أقوى إمبراطورية معاصرة ؟ إن كان (ملاك العجائب) آنجيلا ميركل الشقراء قد صنعت الكثير من فوق عرش –الدويتش- المتعجرف , فهل السمراء أوبرا ستكمل بقية المشهد ؟

هل سيستعيد العالم سيرة الملكات القديمات والمجتمعات الأمومية , وسيغدو العالم أكثر إنسانية ورحمة , وستحل مشاكلة في قاعة المؤتمرات وليس على جبهات الحروب الساخنة ؟

ألم يقل الروائي العظيم (ماركيز) : العالم الذي يسوقه الذكور إلى الهاوية عبر حروبهم , تعيد النساء إنشاءه كرة أخرى عبر الحكايات.