بوب دينار مرتزق من الوزن الثقيل حير انظمة واجهزة استخبارات دولية مختلفة قضية شائكة مليئة بالاسرار والمغامرات، انه الرجل الذي احاطت به هالة صاخبة من التهويل والضجيج اقترنت به عمليات عسكرية اسطورية ومؤامرات خارقة وحياة مليئة بالاحداث والانقلابات والقتل في مختلف أصقاع العالم، عمليات غيرت مجرى التاريخ في حياة زعماء ودول وانظمة..! قضى ثلثي حياته تقريباً محاربآ عنيدآ في أكثر من دولة في العالم، جاء الى اليمن عام 62م مع رفاقه المرتزقة وهم من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية، كانت مهمته القتال والتدريب في صفوف الملكيين ضد الثورة والنظام الجمهوري في صنعاء.

ومنذ اواخر العام 1962م وحتى العام 1965م شارك في الاحداث العسكرية في اليمن ومن ثم انتقل الى افريقيا مباشرة باتجاه صديقه الافريقي«موسى تشومبيه» رئيس الكنغو ومنها الى دول اخرى كثيرة خلال رحلته، الغريبة والتي يعجز المرء عن وصفها، اذا ماعرفنا ان بوب دينار نذر حياته محاربآ، مهامه قتالية مع مجاميع مرتزقة عسكريين دوليين على درجة عالية من التدريب أوليس في قصته مايبعث على الحيرة والدهشة فقد نفهم معنى مرتزق على المستوى الدولي هو من اجل كسب المال.. بوب دينار لن يبحث عن المال! هل لنا ان نفهم، ماذا كان يريد بوب دينار..؟! نتعرف عن تفاصيل لرحلة رجل غامض مرتزق دولي وقائد العمليات العسكرية صانع الانقلابات العالمية، يمتلك قدرات اسطورية لتنفيذ عمليات خاصة كانت تعجز امامها الدولة الفرنسية واجهزتها الشرعية، فتستعين بدينار لتنفيذها. 

فعند دينار المؤمن بمذهب «القوة» للفيلسوف نيتشة.. الاخلاق من اختراع الضعفاء، والواجب المقدس بلاهة، كبلاهة النمل.. اما الذكاء والحيلة والمؤامرة والضرب بيد من حديد على اعناق الخصوم واحياناً الاصدقاء اذا ما دعت الحاجة.. فهو فلسفة القوة..! اختار ان يختم رحلته المثيرة للجدل في جزر القمر والتي نالت جزاءً كبيراً من مغامرات بوب دينار. 

طلبت فرنسا يوم 5 سبتمبر/ أيلول 1977 من دينار رسميا التدخل بمرتزقته في جمهورية القمر، فأطاح برئيسها أحمد عبد الله الذي أعلن الاستقلال عن فرنسا من جانب واحد وأقام مكانه الرئيس علي صويلحي. 

وعاد دينار سنة 1978 إلى جزر القمر ليطيح بالرئيس علي صويلحي ويساهم في مصرعه، ويعيد الرئيس القمري السابق أحمد عبد الله إلى منصبه، ومنذ نهاية سبعينيات القرن الماضي أقام بوب دينار بجزر القمر، وقام بتنظيم الحرس الرئاسي المكون من 600 جندي قمري يقوم بتدريبهم بعض الأوروبيين وعلى رأسهم دينار وفي تلك الفترة قوى علاقاته بحلفائه السابقين في جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة التي كانت تعترف بنظام الرئيس أحمد عبد الله..

وقد أعلن دينار أثناء وجوده في جزر القمر اعتناقه الدين الإسلامي وتسمى سعيد مصطفى محجوب، وتزوج بقمرية حسناء حسب الطقوس الإسلامية واصبح واحداً من أبرز شخصيات ووجهاء المجتمع القمري وما إن أعلن الرئيس القمري أحمد عبد الله عن حل الحرس الرئاسي سنة 1989 حتى تم اغتياله في مكتبه وكان قصر الرئاسة يشهد حالة شغب بعد إطلاق نار بين القوات العسكرية القمرية والحرس الجمهوري الذي كان هدفه الغاء تلك القوات، وعندما دخل دينار مكتب الرئيس عبدالله وجد هذا الاخير في حالة ذعر وضياع عقب انفجار قذيفة بازوكا في غرفة مجاورة لمكتبه، فأنحنى أمامه بوب دينار وأخذ يصفعه على وجهه لاعادته الى الرشد، في ذلك الحين، دخل حارس الرئيس الشخصي وشاهد دينار يصفع الرئيس عبدالله، فظن انه يتشاجر معه ويريد قتله، فاطلق النار باتجاه دينار الذي سارع الى الانبطاح على الارض، فطال الرصاص الرئيس عبدالله، بينما تبادل حارس الرئيس اطلاق النار مع ضابطي دينار، وقتل الحارس ومعه احد الضابطين.. 

كانت مفاجئة لبوب دينار عملية قتل صديقه الرئيس عبدالله، الذي كان بدونه سيفقد دينار كل ما لديه من جاه ومركز في جزر القمر، وبعد ذلك تم ترحيل بوبدينار إلى جنوب أفريقيا من طرف حكومة الرئيس القمري حينها سعيد محمد جوهر قام بعملية عسكرية جدبدة في ليل 27-28سبتمبر 1995م، وتوقف بزورقه امام العاصمة القمرية « موروني » ونزلت منه قوات كومندوس واطاح بالرئيس جوهر الذي احتل مكان الرئيس الراحل احمد عبدالله والذي استولى على الحكم بعد اغتيال الرئيس الراحل احمد عبدالله..

غادر بوب دينار الى فرنسا بعد رحلة طويلة مليئة بالمغامرات حيث تم القاء القبض عليه من قبل القوات الفرنسية في العاصمة القمرية موروني وتم ترحيله الى باريس ثم احالته الى القضاء أمام محكمة فرنسية في فبراير/شباط 2006 بتهمة ضلوعه في انقلابات وأعمال قتل في جزر القمر، غير أن إصابته بالزهايمر منعته من حضور جلسات المحكمة وقد حكم عليه حكما مخففا أغضب القمريين. 

وقد قضى بوب دينار يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 عن عمر يناهز 78 عاما متأثرا بمرض الزهايمر.