يبدو أن هذه الوزيرة لا تعلم بأن الموظف في الدنمرك لايحق له أن يأخذ إجازته بدون موافقة رب العمل، وأن الأخير بالتأكيد لن يوافق على إجازات جماعية. 

فلايمكن لأي رب عمل دنمركي أن يوافق على إجازات لمجموعة كبيرة من الموظفين في نفس الفترة، في رمضان مثلا.

ولو إفترضنا حسن النية عند السيدة إنجر وأنها فعلا تفكر بالمصلحة العامة وأنه صعب على الموظفين او العمال العمل والصيام 18 ساعة في اليوم، أي أن يأخذ جميع المسلمين سائقي الحافلات مثلا إجازة في رمضان، ولنفترض أيضا أن أرباب العمل في قطاع النقل مثلا سيوافقون على طلبات الإجازات الجماعية، ماذا سيحصل عندها؟ بالتأكيد ستتوقف حركة المواطنين وسيصبح الأمر وكأننا في إضرابسائقي الحافلات لأن المسلمين يشكلون نسبة كبيرة منهم.

إذن فإن هذا الأمر غير ممكن ومخالف لقواعد سوق العمل وبالتالي أن "التوجه العنصري" أو عدم قبول الآخر هو الدافع الرئيس وراء تصريحات السيدة إنجر، التي ختم الجهل أو الحقد غشاوة على عينيهاوجعلها تتصور أن كل المسلمين صائمون وأنها فرصة ذهبية لها كي تثير الأحقاد وتسمم الأجواء بين أفراد المجتمع الدنمركي، الذي لم يتقبل أفكارها جزءٌ كبيرٌ منه، وأصبحت مملة ومثار سخرية الآخرين.

لكن الأمر الأكثر إيجابية أن صاحب الشأن ممثل اتحاد مشغلي خطوط الحافلات في الدنمارك (أريفا) رفض هذه الدعوات العنصرية، وقال:" على الساسة أن يركزوا أولا على حل المشكلات الحقيقية"، وأن الصيام لم يؤدي إلى اي إصطدام حافلات في هذا الشهر.

 

لقد سئم معظم الناس هنا تصريحات هذه الوزيرة، ومن قبلها السيد موجينس جليستروب(1950-2008) مؤسس حزب "التقدم"، السياسي المعادي للمسلمين المشهور بتصريحاته العدائية والعدوانية مثل "المسلمون مرض سل" في المجتمع الدنمركي، وأنهم يتمسكنون حتى يتمكنوا وأن هدفهم السيطرة على الدنمرك، والذي كان ينطق بكلام غير مقبول حتى لدى الذين لايحبون ولا يحترمون المسلمين من المحافظين. كان موجينس جليستروب صريحاً في آرائه، ولعله يكون قد قدم خدمة كبيرة للمسلمين والمغتربين، حيث إزداد عدد والمتعاطفين معهم ورفضوا أفكاره في الثمانينات وبداية التسعينات، لكن ناخبي "حزب الشعب الدنمركي" المعادي للمسلمين الذي انشق عنه أصبحوا الآن اكثر عدداً وعدة وتأثيرا في السياسة والمجتمع طبعا بفضل تصرفات بعض اللاجئين والإرهاب بإسم الإسلام السياسي.

إنها حملة شعواء ضد العرب والمسلمين بل الشرقيين وذوي البشرة الداكنة، يخوضها اليمين الغربي كله، فإذا كان رئيس أكبر دولة غربية ديمقراطية في العالم يتحدث عن العرب والمسلمين بطرق مشينة ومهينة واستعلائية يندى لها الجبين، فماذا نتوقع من هؤلاء الصغار أمثال النائب الألماني سيكرت ووزيرة الاندماج الدنماركية إنجر ستويبرج

من الجدير بالذكر أن السيدة إنجر ستويبيرج اصبحت نائبة في البرلمان الدنمركي عام 2001 بعد تخرجها من الثانوية وكان عمرها 28 سنة، وأنها تمكنت من إنهاء دراستها الجامعيىة عام 2013 

شر البلية ما يضحك!

-----

* كاتب عراقي مقيم في الدنمرك