يعتبر كثير من الخبراء في الاستراتيجية العسكرية والمتابعين للشأن اليمني ان النصر الكبير الذي تكلل بتحرير مطار الحديدة بعد ان استكملت قوات المقاومة اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربي تحرير الساحل الغربي اليمني من براثن اذناب ايران سوف يشكل نقطة مفصلية في انهيار نهائي للمشروع الصفوي في الهيمنة وتطويق حواضر العالم العربي . 

ان بشائر النصر التي زفها العميد الركن عبد السلام الشحي قائد جبهة الساحل الغربي بطرد عصابات الجرذ القابع في جبال مران من مناطق تهامة والساحل وأمس الحديدة ثغر اليمن الباسم سوف تسهم بشكل جدي في انبلاج فجر جديد لقوات التحالف العربي في استكمال المهمة نحو صنعاء وصعدة التي امست في مرمى نيران قوات الجيش اليمني والقبائل المناوئة للنفوذ الحوثي .

ومن تجليات هذه المعارك البطولية والملحمية هو قوة الضربات التي توجهها القوات الإماراتية الباسلة بشجاعة نادرة وكفاءة قتالية قلة نظيرها ضمن قوات التحالف العربي لأوكار الشر والبغي والعدوان . 

ومما لا شك فيه ان الحديدة الميناء والمدينة يشكلان المعدة التي تغذي جهد العدوان الحربي للمتمردين الحوثيين واعوانهم وهي بمثابة مصدر التمويل الأول بعد ايران لهذه العصابات اضافة الى الموقع الحيوي لهذه المدينة على ساحل البحر الأحمر وان السيطرة عليها وطرد هذه الفلول من الميناء فائق الأهمية سوف يعجل في نهاية هذه الحرب التي فرضت على التحالف العربي فرض ضرورة ولم تكن اختيارا بعد ان شكلت مخالب الحوثي امتدادا لأنياب ايران التوسعية والتي صار قادتها ينظرون كل يوم الى خارطة الوطن العربي ويؤشرون بعصاهم الفارسية على عواصم العرب وحواضرهم بانها في مرمى النزعة التوسعية للفكر الأيديولوجي الخميني . 

 

ان مساهمة القوات الإماراتية المبهرة والتي نالت اعجاب المحللين العسكريين في كل مكان هي حصيلة طبيعية للرؤية الثاقبة والجهد المضني للقيادة السياسية الرشيدة ومتابعة وسهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، رؤية استراتيجية لمفهوم الامن القومي العربي وتحليل دقيق للمخاطر المحدقة بالامة العربية وسياسة خارجية ناجحة وارادة سياسية قوية هي من اعطت زخما اماراتيا للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقيادتها المباركة كلها عوامل تسرع من قرب الحسم في معركة الحديدة والتي من المتوقع ان يؤرخ لها المؤرخين العسكريين بما يوصف ما قبل الحديدة وما بعدها والنصر العسكري الذي تحقق في معركة المطار وعاجلا ستطرد فلول القابع في كهوف مران من الميناء سيشكلان ركيزة الانتصار النهائي وانهيار هذه العصابات الاجرامية على بوابات صنعاء وباقي المواقع اليمنية وقد قيل قديما لابد من صنعاء وان طال السفر ونحن مع قوات التحالف وجيش الامارات الذي يصنع ملاحم الفخر والعلا في اروع صفحات المجد سنحتفل باذن الله عاجلا غير اجل برايات النصر ترفرف على جبل سنحان في العاصمة التاريخية صنعاء عاصمة اليمن الموحد ويعود اليمن العربي مهد العروبة الى حاضنته العربية عنصر قوة واستقرار ومنعة .. 

ومثلما تغنت حناجر اهل اليمن باغنية ( من يشبهك من يا يمن )

[email protected]