في الکثير من المناسبات و طوال العقود الاربعة المنصرمة، شدد قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية و يتقدمهم مٶسسها الراحل و خليفته الحالي من خلال کلمات و خطب و تصريحات متباينة و بصورة ملفتة للنظر على مظلومية هذه الجمهورية وکثرة أعدائها و خصومها، و يجب أن لاننسى أو بالاحرى لانتجاهل بأنهم يربطون بين مظلوميتهم و بين مظلومية الامام الحسين، بل و يسعون لإيجاد ثمة رابط و تواصل بينهما يشير بصورة أو أخرى إن هذه الجمهورية تستمد مظلوميتها من مظلومية الامام الحسين نفسه.

هذه الجمهورية المظلومة، نالت الکثير من الظلم على يد شعبها و على يد معارضتها وبالاخص منظمة مجاهدي خلق و على يد شعوب و بلدان المنطقة و على يد العالم کله حتى إن الارجنتين التي في أمريکا الجنوبية ظلمتها و إتهمتها بتفجير السفارة الاسرائيلية هناك کما تم إتهامها "ظلما أيضا"، بتدبير تفجيرات في الکويت و محاولة إغتيال أميرها و بتنفيذ تفجيرات إرهابية في لبنان و السعودية و بالعمل من أجل نشر التشيع في مصر و السودان و بلدان المغرب العربي، و قد أکدت الجمهورية الاسلامية الايرانية و على لسان قادتها الذين يٶکدون بأنهم ورثة الامام الحسين و يسيرون على نهجه و خطاه بأن کل ذلك کذب!

ماذا تفعل الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية المظلومة عندما يحارب الايرانيون ربهم أو يفسدون في الارض کما فعلوا في تمردهم على الله في عام 2009 و في ديسمبر عام 2017؟ أليس من حقها إعتقالهم و إتاحة الفرصة الملائمة لهم کي ينتحر العديد منهم في السجون؟ ماذا تفعل الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام النساء الايرانيات اللائي يرفضن قوانينها التي تفصل بينهن و بين الرجال بسبب من جنسهن، إلا أن ترد لهن الصاع صوع فتقوم بسحلهن و رجمهن و الانتقاص منهن؟ ماذا تفعل جمهورية المظلومين الشيعة إن لم تکتسح المناطق السنية في ديالى و صلاح الدين تجرف البساتين و تهجر أهاليها ثم تزرع فيها قادمون من الشيعة، أليس من حقها الانتقام و البحث و النبش في قضية عمرها أکثر من 1400 عام؟

مظلومية الجمهورية الاسلامية الايرانية تکبر أکثر فأکثر عندما تتبرع بنشر الاسلام"المحمدي الاصيل"، وبأن تسعى لکي يهتدي أهل السنة و يستبصرون ليعودوا عن ضلالهم فينجون من الدخول في جهنم، وهاهي تبذل مساعيها حتى في أفريقيا بل و في کل مکان من أجل رفعة الاسلام کما تراه هي و ليس کما يراه المسلمون في العالم، فالاسلام فيما عدا إيران و المناطق المستظلة برداء الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو أمريکي!

مظلومية الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية، وصلت الى حد بأن يتهمونها ظلما بأنها قد إرتکبت جرائم إغتيالات سياسية في سويسرا و النمسا و ألمانيا و إيطاليا؟ فقد وقعت حوادث بالصدفة و قتل على أثرها إيرانيين معارضين مثل الدکتور عبدالرحمن قاسملو و الدکتور سعيد شرفکندي و الدکتور کاظم رجوي، وإتهموا ظلما جمهورية المظلومين بإرتکابها، وهي وکما يٶکد مرشدها الاعلى(نائب الامام المهدي المنتظر، ونائب الله)، بريئة من إرتکاب تلك الجرائم.

وزير خارجية جمهورية المظلومين، المبتسم و الظريف في کل شئ رغم کل الالام و المعاناة و الفشل الذي يلحقونه أيضا ظلما به و برئيسه و جمهوريته، لم يتمالك نفسه أن يرد على مزاعم جديدة بتورط جمهوريته في عملية إرهابية ضد منظمة مجاهدي خلقحيث تم إعتقال شبکة يديرها دبلوماسي في السفارة الايرانية في النمسا، فيٶکد بأن"إيران تدين بشكل لا لبس فيه كل أشكال العنف والإرهاب في أي مكان وعلى استعداد للعمل مع كل الأطراف المعنية للكشف عما هو مخطط زائف وشرير" و يشدد قبل ذلك بأنه"في الوقت الذي نشرع فيه في زيارة رئاسية لأوروبا، تظهر عملية إيرانية مزعومة ويعتقل ‘مدبروها‘"، ولاريب من إن المخابرات البلجيکية و الالمانية قد إختلطت عليها الامور و إتهمت ظلما جمهورية لم تتورط أبدا في أي نشاط إرهابي ضد أحد!

هذه الجمهورية المظلومة التي لم تسئ لا للإسلام و لا للحسين و لا لکل الامور المتعلقة بالاسلام و المسلمين، لايمر يوم إلا و يتهمونها بشتى التهم و العالم کله بما فيه الشعب الايراني و المعارضة الايرانية وکافة المنظمات المعنية بحقوق الانسان، على غير حق، ذلك إنهم يصدقون مايظنون ولايصدقون نائب الامام المهدي أو وکلائه و ممثليه، هذه الجمهورية تريد بل تطالب العالم کله أن يلغوا عقولهم و کل مايرون و يسمعون و يصدقون فقط مايصدر عن"أم قرى"العصر الحديث!!