يبدو أن العقد الرابع من عمر الجمهورية الاسلامية الايرانية سيکون عقدا مشٶوما ووخيما بالمرة بحيث لايمکن مقارنته بأية مرحلة أخرى، وقد لايعاب معارضوا هذه الجمهورية ممن يٶکدون على إن العام ال40 من عمره قد فتح الابواب على مصاريعها لسقوطها الحتمي الذي لامناص منه أبدا.

الاحتجاجات الشعبية المتواصلة التي تواجهها طهران والتي تصبح مرعبة مع إستمرار الضغوطات الامريکية بصورة غير مسبوقة حيث باتت تأثيراتها تتجلى في تراجع إستثنائي للإقتصاد الايراني الى جانب مسألة مهمة أخرى وهي تصاعد مستوى رفض وکراهية شعوب ودول المنطقة للدور والنفوذ الايراني وتطلعها الى يوم لاتجد فيه هذا النظام باقيا في طهران، هذا الى جانب التصدع الذي طرأ على تحالفه من الروس الذين لايبدو إنهم باتوا يميلون الى تحمل أعباء نظام مثير للفتن والمشاکل والازمات والحروب على کاهلهم.

في مثل هذه الاوضاع الصعبة، ليس على القادة والمسٶولين الايرانيين سهل على وجه الاطلاق تقبل ماقد ورد في کتاب"بن رودس"، مستشار أوباما لشٶون الامن القومي وکاتب خطاباته الرئاسية الذي حمل عنوان:" العالم كما هو"، حيث ذکر فيه معلومات وثقت معظم التهم التي کانت بلدان المنطقة والمعارضة الايرانية تکيلها للنظام الايراني، ولعل أهمها وأخطرها ماجاء بخصوص إن "إيران عرضت على إدارة أوباما التوقف عن الأنشطة النووية لمدة 10 سنوات، مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها في الشرق العربي كله."، وهو ماقد حدث وجرى، بالاضافة الى إن رودس ذکر أيضا بأن إيران"ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد عن 400 مليار دولار، ذهب منها ما يزيد على 100 مليار دولار لدعم تمددها في سوريا والعراق واليمن و لبنان وأفريقيا ودول المغرب."، وهذه المعلومات تکمن خطورتها في إن إيران قد تعاملت وتعاونت مع من لازالت تسميه بالشيطان الاکبر، من أجل التحرك ضد ليس العرب والمسلمين فقط بل وحتى ضد شعبها بصرف ملياراته على تدخلات مکلفة وغير مجدية.

قضية هذه التدخلات والدور المشبوه للجمهورية الاسلاميةوالتنسيق مع واشنطن بشأنها، تعيد للذاکرة ماقد تم في أواسط العقد التاسع من الالفية المنصرمة ضد منظمة مجاهدي خلق عندما تم إدراجها ضمن قائمة الارهاب إرضاءا ومسايرة لطهران في سبيل إستمالتها وتغيير نهجها عبثا ومن دون طائل، خصوصا عندما يميط بن رودس اللثام عن ماقد تم خلف الکواليس فيما يتعلق بالانتخابات العراقية، حيث يشير الى أن أياد علاوي فاز في تلك الانتخابات. وهذا ما أزعج الإيرانيين كثيرا، لذلك هددالإيرانيون بوقف المفاوضات السرية، إذا ما صار صار علاويرئيسا للوزراء في العراق، وطلبت من أوباما بكل صراحة ووضوحأن يسهل ويدعم وصول المالكي إلى الحكم… وهذا ما كان. لکن الانکى من ذلك هو مايذکره رودس عن الدور الخطير الذي قام به نوري المالکي فهو"من أعطى الأمر بفتح السجون لكي يهرب عملاء ايران من تنظيم “القاعدة”، الذين أسندت لهم مهمة تأسيس “داعش”. وأن المالكي هو من أمر الجيش بالهروب من الموصل عمدا وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته على 20 مليار دولار."، ولايقف الامر عند هذه النقطة بل يتجاوزها عندما يضيف مسلطا الاضواء على فترة إنتشار داعش وعلاقة ذلك بإيران والمالکي بالقول"ان المالكي الذي تقصد إبقاء مبلغ 600 مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا ساهم في إدخال 600 عنصر من داعش الى الموصل في عام 2014، وزودهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل داعش وإيران، وتتحرك الأمور وفق ما يشتهيه حكام طهران" وإن"أوباما كان على علم بأن إيران هي من يحرك “داعش”، وكان يغض الطرف عن ذلك، لأنه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن… وهذا ما حصل في عام 2015.".

هل تلام منظمة مجاهدي خلق عندما تصف عهد أوباما ب"العهد الذهبي"للجمهورية الاسلامية الايرانية؟ هذا العهد الذي شهد أحلى و أجمل و أروع أيام أيام الود والصفا الخامنئية ـ الاوباميةالتي إصطدمت فجأة بعهد ترامب الذي سوف يسترجع من الجمهورية الاسلامية الايرانية کل ماقد حصلت عليه سابقا وفوقها وکما يقول العراقيون الظرفاء...بوسة!