لندن: صحيفة التايمز البريطانية يستوقفك رسم كاريكاتيري ساخر لمورتين مورلاند يظهر فيه الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما جالسا وراء مكتبه وهو يكشف عما بجعبته من خطط لإنقاذ اقتصاد بلاده المتعثر فور جلوسه على كرسي الرئاسة في المكتب البيضوي في العشرين من الشهر المقبل. يبدو أوباما في الرسم يتحدث عبر شاشة تلفزيونية وهو يجلس داخل مكتبه المؤقت. إنها ست إطلالات مختلفة للرئيس المنتخب: في الأولى يعلن للشعب الأميركي بلغة الواثق قائلا: quot;سوف نستثمر ونستثمرquot;.

ويصرخ في الثانية آمرا: quot;استثمروا!quot; إنه يظهر وكأنه يصرخ بعنف وغضب وبطريقة لربما تبدو بعيدة جدا عن أسلوبه الهادئ الرصين الذي طالما عهدناه به. أما في الثالثة، فيغيب رأس أوباما وراء صرخات quot;استثمروا! استثمروا!quot; وقد خرجت من فمه لتملأ المحيط من حوله.

سحابة كثيفة

أما في المشهد الرابع من الرسم، فتبدو صرخة quot;استثمروا!quot; وقد كادت تحجب صورة أوباما إلا قليلا من بذته الكحلية الأنيقية والمكتب الذي يسند إليه يديه، وإن شكلت الكلمات في المشهد الخامس سحابة كثيفة من الكلمات غمرت الشاشة وحجبت صورة الرئيس المنتخب بأكملها.

أما في المشهد السادس والأخير، فنرى الرئيس المنتخب يعود للظهور على الشاشة من جديد، ولكن ترى أي أوباما نرى هذه المرة؟ إنه أوباما الكئيب الحزين وقد هدَّ جسده النحيل أصلا الكمد وعلت وجهه قسمات من اليأس والإحباط وفقد حتى بذته الأنيقة وما بقي يستر جسده سوى قميص داخلي بسيط ولسان حاله يقول: quot;وسأظل آمل بالأفضل!quot;

وفي الصحف البريطانية الصادرة اليوم تقارير وتحقيقات وتعليقات تتحدث بإسهاب عن الخطة الاستثمارية العملاقة التي كشف عنها أوباما وقيل إن كلفتها ستبلغ ثلاثة تريليونات دولار أميركي وترمي إلى إعادة ضخ الدم من جديد في شرايين وعروق اقتصاد الولايات المتحدة الذي بدأ يترنح ويئن تحت وطأة أزمة الرهن العقاري وما ترتب عنها من انهيارات لمؤسسات مالية عملاقة في البلاد.

quot;الصفقة الجديدة الجديدةquot;

فهذه صحيفة التايمز تخصص افتتاحيتها اليوم للحديث عن quot;الصفقة الجديدة الجديدةquot;، لتعيد بذلك إلى الأذهان الانتقادات التي كان قد وجهها المرشح الرئاسي فرانكلين روزفلت عام 1932 إلى إدارة الرئيس الجمهوري هربرت هوفر بسبب فشل الأخير بضبط وتحقيق نوع من التوازن في ميزانية حكومته. لكن روزفلت، تقول الصحيفة، عاد وتملص مما كان يُعرف بسياسة التقشف الاقتصادي لصالح quot;الصفقة الجديدةquot; التي كان قد وجه لها الانتقاد في السابق.

وتتساءل الصحيفة إن كان التاريخ سيعيد نفسه مع الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الذي طرح برنامجه مبكرا، ليعود يوم أمس الأحد ويتحدث عن خطط جديدة بديلة تنضوي على مشاريع بنى تحتية عملاقة ترمي إلى تحفيز الطلب وخلق فرص عمل جديدة.

تقول التايمز، إن خطة أوباما، التي تهدف أيضا إلى الحفاظ على الوظائف في قطاع الصناعة المهدد بسبب الأزمة العالمية، تشبه quot;الصفقة الجديدةquot; التي هدفت حينها لمعالجة آثار quot;الكساد العظيمquot;. ومن هنا يكون وصفها بـ quot;الصفقة الجديدة الجديدةquot; يصبح صحيحا.

سوء الاقتصاد

وفي الإندبندنت، نقرأ تحقيقا لمراسل الصحيفة في العاصمة الأميركية واشنطن، ليونارد دويل، جاء بعنوان: quot;أوباما يقول: سيسوء وضع الاقتصاد قبل أن يتعافى.quot; يسلط التحقيق في البداية الضوء على كلام أوباما يوم امس لمحطة إن بي سي الأميركية عندما قال إن الركود الاقتصادي، الذي يهز عرش الاقتصاد الأميركي على مر الأشهر الستة المنصرمة، سيزداد سوء قبل أن تعاود الأمور للتحسن من جديد، وذلك quot;لطالما أن الأمر أصبح واضحا أن البلاد تتجه نحو أسوأ وأطول أزمة اقتصادية تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية.quot;

ويمضي التحقيق لينقل عن أوباما قوله: quot;علينا إجراء عملية نقل وضخ الدم الآن (في جسد الاقتصاد الأميركي)، ولنتأكد أن المريض في حالة مستقرة.quot;

quot;الفشل غير مسموحquot;

ويختم التحقيق بتصريح أوباما الحاسم بشأن عدم استعداده السماح لقطاع السيارات في الولايات المتحدة بأن ينهار، إذ يقول: quot;ولأن صناعة السيارات هو بمثابة العمود الفقري لقطاع التصنيع لدينا، لطالما يوظف الملايين في العديد من الولايات، فلا أعتقد بأن لدينا خيارا بالسماح لها (لصناعة السيارات) بالانهيار ببساطة هكذا.quot;

وكان اللافت أن الإندبندنت تنشر مع التحقيق صورة ليست لأوباما أو لأحد أفراد طاقمه الاقتصادي الجديد، بل لكارولاين كينيدي، ابنة الرئيس الأميركي السابق جون إف كينيدي، وقد بدت باسمة حالمة وهي تحدق بالأفق البعيد وتحت الصورة تعليق يقول: quot;إنها تفكر بخوض السباق على مقعد نيويورك في مجلس الشيوخ الذي سيشغر بعد أن تتركه هيلاري كلينتون.quot;

وبما أن كارولاين كينيدي لم تعلن موقفها الرسمي بعد بشأن قضية ترشحها لشغل المقعد من عدمه، وبقاء الموضوع في إطار الشائعات حتى الآن، فقد تساءلت الصحيفة قائلة: quot;نكهة كينيدي: هلى ستفعل أم لا تفعل؟quot; أي هل ستترشح أم لن تترشح كارولاين؟

أوباما وكارولاين

وعن صلة أوباما بكارولاين، التي كان قد انتقاها مع شخصيات أخرى بارزة لكي تساعده في اختيار نائب له بعد ترشيح الحزب الديمقراطي إياه لخوض الانتخابات الرئاسية، يقول الرئيس الأميركي المنتخب: quot;لقد أصبحت كارولاين كينيدي إحدى الصديقات المقربات مني، لكن آخر شيء أحب أن أفعله هو الانخراط في الأوضاع السياسية في نيويورك.quot;

وكانت صحيفة التايمز هي الأخرى قد تطرقت إلى موضوع عودة أحد أفراد أسرة الرئيس الديمقراطي الكاريزمي السابق للدخول في معمعة السياسة عبر تحقيق لتوني ألان-ميلز بعنوان quot;ربط كينيدي بالشاغر الحاصل في نيويورك.quot;

ونقلت الصحيفة التكهنات التي تتحدث عن استعداد حاكم نييورك، ديفيد بيترسون، للالتفات إلى إحدى أعرق العائلات في تاريخ السياسة الأميركية لملء المقعد الذي سيشغر في مجلس الشيوخ باستقالة هيلاري كلينتون منه، وهو نفس المقعد الذي شغله ذات يوم روبرت كينيدي، شقيق الرئيس جون كينيدي وعم كارولاين.

الشين بيت وإمام المسجد

ومن الشؤون الأميركية إلى شؤون الشرق الأوسط، لنقرأ في صحيفة الجارديان تحقيقا لمراسلها في القدس، توني أولافلين، بعنوان quot;الشين بيت تعترض على تعيين عربي إسرائيلي بمنصب إمام مسجد.quot; يقول التحقيق إن إحدى المحاكم في تل أبيب كشفت عن أن الشرطة السرية الإسرائيلية قامت بعرقلة تعيين مواطن عربي مسلم في وظيفة إمام مسجد، وذلك في خطوة ترمي إلى تأكيد سلطة الشين بيت على المشهد السياسي والجدل الدائر في البلاد. تقول الصحيفة إن القصة ظهرت إلى السطح عندما رفضت الدولة طلبا تقدم به الشيخ أحمد أبو عوجة للعمل كإمام لأحد المساجد في مدينة يافا الواقعة جنوبي تل أبيب.

لكن طلب أبو عوجة رُفض رغم أنه كان المتقدم الوحيد الذي يمتلك المؤهلات الكافية التي تخوله من الحصول على تلك الوظيفة حسب قوله، الأمر الذي اضطره للاستئناف إلى محكمة تل أبيب العمالية والتي ستصدر حكمها بالقضية اليوم الاثنين.

وينقل التحقيق عن جمعية حقوق الإنسان في إسرائيل (أكري)، والتي أصدرت تقريرها السنوي عن أوضاع حقوق الإنسان في إسرائيل يوم أمس الأحد، قولها إن الشين بيت يقوم بمضايقة الأقلية من المواطنين العرب ويحد من حرياتهم بالتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم.

مكالمة quot;غامضةquot;

وفي الجارديان نقرأ أيضا المزيد من التفاصيل والتطورات بشأن quot;المكالمة الهاتفية الغامضة التي كادت أن تشعل فتيل الحرب النووية بين الهند وباكستان في أعقاب هجمات مومباي الأخيرة.quot;

والتحقيق، الذي كتبه مراسل الصحيفة في إسلام آباد، سعيد شاه، يتحدث هنا عن المكالمة الهاتفية التي وصفت يوم أمس بـ quot;الكاذبةquot; والتي تحدثت التقارير عن أن شخصا مجهولا انتحل شخصية وزير خارجية الهند، براناب موكرجي، واتصل بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، مهددا بأن بلاده ستنتقم للهجمات التي قال إن منفذيها جاؤوا من باكستان.

ويرصد التحقيق أيضا الموقف الباكستاني الذي يقول إن إعطاء زرداري الأوامر لقواته المسلحة فور المكالمة الهاتفية بالانتقال مباشرة إلى حالة الاستنفار القصوى كان مبررا لأن إسلام آباد تقول إن الاتصال كان quot;حقيقياquot; وجاء بالفعل من الخارجية الهندية، وذلك رغم رفض نيودلهي لصحة مثل هذا الأمر جملة وتفصيلا.

طالبان الباكستانية

ومن باكستان أيضا، وإن كان الحديث هذه المرة عن حركة طالبان، يطالعنا تحقيق مصور بعنوان quot;مسلحو طالبان يدمرون إمدادات رئيسية لحلف الناتو في باكستانquot;. يصف التحقيق كيف أن المئات من مسلحي طالبان هاجموا مستودعا تابعا لحلف الناتو خارج مدينة بيشاور الباكستانية ودمروا أكثر من 100 شاحنة تنقل إمدادات إلى القوات الأميركية والبريطانية العاملة في أفغانستان.

وينقل التحقيق عن طارق حياة خان، الوسيط السياسي المسؤول عن منطقة خيبر القبلية المجاورة لبيشاور، قوله: quot;إن الهجمات على إمدادات الناتو هي من عمل زعيم محلي من قبيلة كوكي كحيل أفريدي.quot;

والتحقيق مرفق بصورة كبيرة يظهر فيها رجلان باللباس الباكستاني التقليدي وعلى وجه أحدهما علامات الارتياح، بينما راح الآخر يلتقط صورا للمكان الذي تناثرت فيه هياكل لعشرات السيارات المحترقة بفعل هجوم مسلحي طالبان على المستودع المذكور.

كاريكاتير موجابي

وفي الإندبندنت يطالعنا أيضا رسم كاريكاتيري ساخر يظهر فيه رئيس زيمبابوي روبرت موجابي وهو يمتطي ظهر حيوان الكركدن وقد راح يهشه ويهم بضربه بحزم وهو يحثه على السير سريعا، إلا أن الحيوان ليس في الواقع إلا هيكلا عظميا وقد سقط أرضا منذ مدة لا يعلمها موجابي نفسه.

ومع الكاريكاتير تحقيق مطول لمراسل الصحيفة في زيمبابوي يتحدث عن الأوضاع المأساوية التي تضرب البلاد من أزمة اقتصادية خانقة وتفشي الجوع ومرض الكوليرا. لربما أرادت الصحيفة أن تقول إن الهيكل العظمي الذي يمتطيه موكابي quot;المتشبث بالسلطةquot; ليس حاله إلا كحال الشعب المسكين الذي قضى بعضه جوعا ويواجه البعض الآخر الموت أو المستقبل الغامض.

أوسكار وايلد

ومع الإندبندنت نختم أيضا بتقرير لعارفة أكبر، مراسلة الصحيفة للشؤون الفنية، بعنوان: quot;العثور على أول رسالة من وايلد إلى بوسي بعد 50 عاما من إرسالها.quot; يتحدث التقرير، المرفق بوثيقة قديمة على شكل رسالة من صفحتين مكتوبتين بخط اليد، عن اكتشاف مجموعة من رسائل ومخطوطات الكاتب الشهير أوسكار وايلد، وكان قد خطها قبل نحو أكثر من 50 عاما.

يقول التقرير إن المخطوطات التسع والرسائل الأربع المكتشفة، والتي تسلط الضوء على بعض الجوانب الخفية من أعمال وحياة الكاتب والمسرحي quot;وأمير اللغةquot; أوسكار وايلد، قد تم إهداؤها جميعا إلى مكتبة مورغان في نيويورك بالولايات المتحدة. وبين تلك الصفحات عُثر على أول رسالة من وايلد إلى quot;عشيقهquot;، اللورد ألفرد دوغلاس، الذي يخاطبه من خلالها باسم التحبب quot;بوسيquot;، وهي توثق لبداية تحول وايلد إلى العلاقة المثلية مع الطالب بكلية ماجدلين أوائل عام 1890.